264
موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"
الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب
المبحث الأول:اسمه ونسبه والخطوات التي اتخذها للوصول للسلطنة:
أولاً:ماذا حدث بعد وفاة الملك الكامل:
بعد وفاة الملك الكامل في شهر رجب سنة 635ه، تعاقب على زعامة الدولة الأيوبية ثلاثة اثنان منهما من أبنائه، أما الثالث فهو حفيدة، والسمة المشتركة بين عهود هؤلاء الثلاثة هي احتدام الصراع والوصول إلى أبعد مما وصل إليه في العهود السابقة وقد حدث بعد وفاة الملك الكامل أن اختلفت الآراء وتعددة الاتجاهات حول الشخص الذي كان سيخلفه في زعامة الدولة الأيوبية، فتحيز فريق إلى الناصر داود بن المعظم عيسى، وتحزب فريق آخر من الجواد مظفر الدين يونس بن شمس الدين مودود بن العادل بينما ذهب فريق ثالث إلى مناصرة أبي بكر الابن الأصغر للملك الكامل ()وبعد سلسلة من الجدل والنقاش بين أصحاب هذه الاتجاهات انتصر الفريق الأخير وبالتالي بويع أبو بكر، الذي كان يعرف بالملك العادل الصغير، خلفاً لأبيه الراحل في الحكم المباشر لمصر، وفي زعامة البيت الأيوبي، وذلك في الثاني والعشرين من رجب سنة 635ه ()، كما اتفق أيضاً أن يكون الملك الجواد يونس نائباً عن ابن عمه العادل الصغير في حكم دمشق وعلى أن يكون الملك الصالح نجم الدين أيوب نائباً عن أخيه العادل الصغير في حكم الشرق وديار بكر ()، ولم تنعم الدولة الأيوبية الهدوء في ظل هذا الاتفاق طويلاً، فقد سجل التاريخ في أحداث الفترة الأخيرة من سنة 635ه خروج كل من الناصر والجواد على طاعة العادل الصغير، ووصل الناصر داود إلى غزة، وخطب بها لنفسه، وسرعان ما وقع الخلف بينه وبين الجواد، فأظهر الأخير أنه عاد إلى طاعة الملك العادل (). أما الناصر فإنه استولى على غزة والسواحل، وبعث إلى الملك العادل يطلب منه المساعدة على أخذ دمشق، ولكنه عوجل من الجواد، والتقى الجيشان الأيوبيان بالقرب من نابلس، ومني الناصر بهزيمة مريرة في منتصف ذي الحجة، فعاد مثقلاً بالآمه في معقله، قلعة الكرك ()وأما في الشرق حيث الملك الصالح نجم الدين أيوب فإنا نجد مسرحاً من مسارح الصراع، مع اختلاف في الوجوه والأغراض، ففي سنة 635ه شق الخوارزمية عصى الطاعة على الملك الصالح، ولما رأى الأخير أن كفة المنشقين هي الراجحة هرب إلى سنجار، ونتيجة لذلك تطلع مناهضوه للاستيلاء على بلاده فمن ناحية تحكم الخوارزمية في البلاد الجزرية، ومن نايحة أخرى أخذ السلطان غياث الدين كيخسر – صاحب الروم – يتصرف في منطقة نفوذ الملك الصالح كما لو كانت قد أصبحت تحت نفوذه هو وبعث إلى الناصر صلاح الدين أبي المظفر يوسف، صاحب حلب، توقيعاً بالرها وسروج... وأقطع المنصور ناصر الدين الأرتقي، صاحب ماردين، مدينة سنجار ومدينة نصيبين، وأقطع المجاهد أسد الدين شيركوه، صاحب حمص، بلده عانة وغيرها من بلاد الخابور وعزم السلطان غياث الدين كيخسروا أن يأخذ لنفسه من بلاد الصالح أيضاً آمد وسميساط ()، ونلتفت إلى الملك الصالح نفسه وهو سنجار فنجد أن المتاعب لم تبتعد عنه، فقد حاصره بها بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل، ولما شعر الزعيم الأيوبي أنه لا طاقة له بلؤلؤ ومن معه أرسل إليه ملتمساً الصلح، وقد قابل لؤلؤ هذه المبادرة بالرفض، والإصرار على أن يحمل الملك الصالح في قفص إلى بغداد، وحينئذ لجأ الأخير إلى الاستعانة بأعدائه الخوارزمية، فبعث إليهـم حيث كانوا بحران فأسرعوا لنجدته، وأرغموا حاكم الموصل على رفع الحصار والعودة إلى بلده ().
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق