241
موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"
الفصل الثاني:عهد الملك الكامل بن العادل الأيوبي
المبحث الرابع:الحملة الصليبية السادسة:
عاشراًً:هل الملك الكامل رجل سياسة قدير سبق عصره؟
4-قد يتم الاحتجاج بأن فتوى دينية
قدمها أحد الفقهاء وهو القاضي ابن أبي الدم الحموي (ت 1244م/642ه) عكست أن هناك من أيد تلك الاتفاقية من خلال أحكام الإمام الشافعي التي وردت في كتابه الشهير "الأم" غير أنه مع تقديري الوافر لأصحاب ذلك التوجه إلا أن من المهم ملاحظة أن فقهاء السلطان في بعض الأحيان كانوا نكبة على المسلمين عندما برروا لقادتهم تصرفاتهم ولم يعارضوهم، والاحتجاج هنا بابن أبي الدم وما أورده في مخطوطة التاريخ المظفري مردود على اعتبار أنه ألف تاريخه في عهد السلطان الكامل، ومنطقي أنه تحول ليكون بوقاً دعائياً لذلك السلطان، كما أنه عاش في كنف ابن أخت ذلك السلطان وزوج ابنته وهو الملك المظفر صاحب حماة، ويعبر أحد المؤرخين عن ذلك الموقف قائلاً : يجدر بنا التحذير بعدم أخذ رواياته عن بني أيوب على علاتها حتى لا تضلل الدارس()، وينبغي ألا تغفل الرأي الآخر، الذي وجد حتى في عصر الكامل غير أنه قمعه في قسوة، ومثال ذلك أن أحد قادة جيشه ويدعى سيف الدين ابن أبي زكرى حيث حذره من التفريط في بيت المقدس وحقوق المسلمين، وطالب بمحاربة صديقه الألماني ومن ذلك قوله: ابعد دمشق على ابن أخيك الملك الناصر، وأطلبه وأطلب أخاك الملك الأشرف وعسكر حلب ونقاتل هذا العدو فإما لنا وإما علينا، ولا يقال عن السلطان أنه أعطى الفرنج القدس ()، وعلى الرغم من تلك النصيحة الصادقة التي حفظها التاريخ لابن أبي زكرى إلا أن الكامل اعتقله وأرسله إلى مصر حيث سجن هناك ()، ومن المهم أن نذكر هنا أن ذلك القائد العسكري الذي عارض سلطانه اقترح عليه الحل العسكري، وهي فكرة تدل على أن ذلك ممكناً لأنه وبالبداهة – لو لم يكن ممكناً لما عرضه ذلك القائد الذي تتصور أن له خبرة قتالية يعتد بها بدليل وصوله إلى أن يكون أحد القادة العسكريين للكامل، وتصوره كان منطقياً من خلال قلة قوات فردريك الثاني، غير أن السلطان الذي عشق التفريط، واستمتع بالتنازلات، رأى رؤيته التي عارضتها الجماهير الحاشدة، ومن غير المنطقي، تصور أن كافة تلك الجماهير الغفيرة التي عارضته كان يحركها الناصر داود عدو الكامل الأيوبي، حقيقة أنه شيء ضد قراره ما يوصف بحملة إعلامية ()، عنيفة، غير أنه كان محقاً تماماً في ذلك، لأن اتفاق يافا كان يحتوى على التنازل عن تلك المدينة المقدسة، ومساحات شاسعة أخرى تعطى للغزاة ولم يكن من الممكن الوقوف دون أن يحرك ساكناً على ما أقدم عليه الكامل الأيوبي.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق