إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 27 أغسطس 2014

235 موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين" الفصل الثاني:عهد الملك الكامل بن العادل الأيوبي المبحث الرابع:الحملة الصليبية السادسة: ثامناًً:القدس بعد المعاهدة ونتائج الحملة السادسة:


235

موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"

الفصل الثاني:عهد الملك الكامل بن العادل الأيوبي

المبحث الرابع:الحملة الصليبية السادسة:

ثامناًً:القدس بعد المعاهدة ونتائج الحملة السادسة:

لم يتعرض أحد من مؤرَّخي الإسلام المعاصرين للمعاهدة، لتطبيق الفرنج لبُنودها التزاماً، أو مخالفة وربما كان ذلك تجنباً، كُلَّيَّاً لذكر المعاهدة، لعدم إزعاج الكامل أو أبنائه من بعده وأمّا مؤرَّخو الفرنجة، فقد تضاربت أقوالهم فقد روى بعضهم أن الفرنجة أعادوا المدينة، وأحاطوا الأسوار بالخنادق ورمَّموا شرفات الأبراج، وكذلك عمَّروا جميع المدن والقلاع ()وجاء في رواية أخرى ما يناقض ذلك تماماً، يقول متىَّ باريس : إن سكان عكاَّ خائفون تماماً ومحصورون ضمن مدينتهم مع نقص المؤن، لأن فريدريك أصبح مطرقة رعب الكنيسة ولم يعد يسمح بأيَّ مُؤن أو قوَّات عسكرية أن تنقل إلى عكَّا.. عسقلان محاصرة، وبالكاد تُدافع عن نفسها، وأصبحت الحُصُون الصَّليبية سُجُوناً لأهلها، وليست أماكن للحماية()وبغضَّ النظر عن ما يكتبه مؤيَدو فريدريك، أو ما يكتبه معارضوه، فإنَّنا نستنتج أن وضع الفرنج في فلسطين أصبح أكثر سوءاً بعد المعاهدة، فانقسام الولاء بين البابا والإمبراطور صاحب المملكة، ومنع الطوائف الدينية من فرض هيمنتها، وتوقف الدعـم البابـوي، كل ذلك أدَّى – بلا شكَّ - إلى زعزعة الوجود الفرنجي في فلسطين، الذي هو ضعيف أصلاً منذ معركة حطين، والذي منع اجتثاث هذا الوجود هو ضعف السَّلطنة الأيوبيَّة، والتفات ملوك الأيوبَّيين إلى خلافاتهم ويبدو أن السياسة الأيُّوبية كانت ترى ترك الفرنج بحالهم ما أمكن، رُبمَّا لاعتبارهم أصبحوا لا يُشكَّلون أيَّ خطر حقيقي على الأيُّوبيَّين ()وتعد حملة فريدريك الحملة السادسة من الحملات الفرنجية على الشرق الإسلامي، من أغرب الحملات وأكثرها إثارة للجدل في مجراها وفي نتائجها، فمن حيث الواقع كان قائد الحملة فريدريك في أسوأ وضع عرفه قائد يقدم على معركة، فقد أبحر نحو الشرق محروماً من الكنيسة وما كاد يبتعد حتى هاجم جنود البابا ممتلكاته الإيطالية ولما وصل فلسطين : وجد قدراً ضئيلاً من الطاعة وقدراً كبيراً من الإهانة، وتعرَّض لتآمر فرنج سُورية عليه، فقد عرضوا على السلطان الكامل تسليمه إليه في المعركة، وأمّا لدى المسلمين، فقد وجد أن السلطان الكامل الذي استدعاه ووعده بالقُدس، قد استغنى عنه فالخطر قد زال عن مملكته بوفاة أخيه المعظم، لذلك أصبح قُدُوم فريدريك عبثاً عليه، فحاول التملصُّ من وعده ()، ولكنَّ فريدريك أثبت أنه سياسي محنّك ومفاوض جيد، فقد حصل من الملك الكامل، مهما كانت الظروف أو الأسباب على القُدس، ووقع مع اتَّفاقية عام 626ه/1229م وكان فيها ما هو أهمَّ أسباب نجاح فريدريك كانت تكمن في شخصيته الفريدة التي قرَّبته كثيـراً إلى المسـلمين، الذين كانوا يُكنُّون له كل احترام، حتى إنهَّم اعتقدوا أنه أميل للإسلام () لقد بهرت شخصية فريدريك المسلمين وسُلطانهم الكامل لأنَّهم وجدوا فيه العلم وسعة الأفق والتحرُّر من سيطرة الكنيسة ()كما اعتقدوا أنه تغلب عليه روح التسامح والاحترام تجاه كل الأديان ().



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق