216
موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"
الفصل الثاني:عهد الملك الكامل بن العادل الأيوبي
المبحث الثالث:سياسة الملك الكامل مع الممالك في عصره:
سابعاً:وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله في عهد الملك الكامل 622ه:
10- الناصر وحكام بلاد الشام:
كان موقف الخليفة الناصر من بلاد الشام واضحاً فهو مع كل دعوة إلى وحدة الصف والتضامن بين القوى الإسلامية ضد الحركة الباطنية الهدامة في الداخل، وضد الإفرنج المتسترين بالدين في الخارج فقد كان التعاون الفرنجي الباطني أمراً واقعاً قبيل هذه الفترة وخلالها سواء كان هذا التعاون سرياً أم علنيا فإنه لم يكن يخفى على الخليفة الناصر الذي يمتلك جهاز مخابرات فعال ونشط تحركات الأعداء ولقد تم التعاون بين راشد الدين سنان زعيم الحشيشية السورية – الباطنية – وأملريك ملك بيت المقدس الذي تمثل بإرسال الوفود بين الطرفين من أجل التفاهم والتنسيق ضد القوى الإسلامية، كما كونت الحشيشية حلفاً مع فرسان الاسبتارية الإفرنج ضد صلاح الدين والأمراء التابعين له، وإن الحشيشية كانت تنشر دعوتها في بلاد الشام تحت حماية هؤلاء الفرسان الصليبيين مقابل تعهد الحشيشية باغتيال الأمراء الذين يعارضون الاسبتارية، فقد أثار تبنيامين التطيلي الذي زار المنطقة في ذلك الوقت إلى تعاون اليهود مع الحشيشية وإلى وجود أربعة آلاف يهودي يقاتلون مع الحشيشية السورية بموافقة رأس الجالوت "زعيم اليهود الروحي" () وإزاء هذا الموقف الخطير كان الناصر يدرك ضرورة دعم القوى الإسلامية التي تدعو إلى الوحدة والإسلام الصحيح، كما وأن صلاح الدين وبقية الأمراء كانوا بحاجة ماسة إلى مساندة الخلافة العباسية من خلال عهود التولية والاعتراف بشرعية حكمهم ومراسم التقليد والتشريف ولم يكن الأمر بالنسبة للخليفة الناصر سهلاً فعملية حفظ التوازن بين أمراء بلاد الشام عملية دقيقة وحساسة، ذلك لأن بعض الأمراء من الأتابكة وغيرهم كانوا لا يفهمون مقاصد صلاح الدين ويخشون من مشاريعه ونفوذهم واستقلاليتهم في القرار السياسي في المناطق التي يحكمونها، ويبدو أن الخليفة الناصر كان يفضل العمل السياسي والتدريجي على العمل العسكري الحاسم، ولهذا كان كثير ما يتوسط بين صلاح الدين والأمراء الأيوبيين من بعده وبين حكام الأتابكيات الآخرين من أجل الوصول إلى تفاهم سياسي وتجنب سفك الدماء بين المسلمين () .
وفي عهد الملك الكامل الأيوبي استمرت العلاقة على ما كانت عليه بين الخليفة الناصر والأيوبيين ولم تنحصر علاقة الخليفة لدين الله بالملك الكامل بل امتدت لتشمل باقي ملوك الأيوبيين فلم يقبل الملك المعظم مساعدة جلال الدين الخوارزمي في محاربة الخليفة ()، عندما طلب منه الخوارزمي ذلك().
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق