إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 25 أغسطس 2014

214 موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين" الفصل الثاني:عهد الملك الكامل بن العادل الأيوبي المبحث الثالث:سياسة الملك الكامل مع الممالك في عصره: سابعاً:وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله في عهد الملك الكامل 622ه: 8-الناصر والخوارزمية:



214


موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"

الفصل الثاني:عهد الملك الكامل بن العادل الأيوبي

المبحث الثالث:سياسة الملك الكامل مع الممالك في عصره:

سابعاً:وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله في عهد الملك الكامل 622ه:

8-الناصر والخوارزمية:

استعان الخليفة الناصر بعلاء الدين تكش خوارزمشاه للقضاء على النفوذ السلجوقي في بلاد فارس على أن خوارزمشاه هذا اعتبر نفسه وريث السلاجقة حيث سيطر على الأقاليم التابعة لهم، بذلك أصبح أكبر قوة بين أمراء المنطقة، وطمع في الخلافة العباسية ونازعها على الأحواز وطلبها لكي تكون كفاية لاتباعه إلا أن الناصر رفض التنازل عن الأحواز، بل أرسل جيشاً احتل اصفهان وسير جيشاً لإحتلال همدان وأكثر من هذا حاول الناصر الاستعانة بأعداء خوارزمشاه تكش من الأمراء الخوارزمية واتصل بالخزر وطلب منهم أن يتحركوا ليمنعوا تكش من دخول العراق، ثم كتب الخليفة الناصر إلى غياث الدين الغوري "يأمره بقصد بلاد خوارزم ليعود (تكش) عن قصد العراق" وهكذا نجح الناصر في خلق مشاكل عديدة وإثارة الاضطرابات في تخوم الخوارزميين الشرقية وبذلك أبعد الخطر الخوارزمي عن العراق ولو إلى حين إن خطر الغوريين على الخوارزميين أرجأ الهجوم الخوارزمي أكثر من عشرين سنة وخلال هذه الفترة توفي علاء الدين تكش وأعقبه في حكم الإمارة الخوارزمية ابنه علاء الدين محمد ولكن مشاغله في الأقاليم الشرقية أرجأت تحركه نحو العراق لبعض الوقت وبدأ خوازمشاه علاء الدين محمد في التخطيط لتنفيذ طموحاته وطموحات أبيه من قبله في احتلال العراق وإقامة الخطبة له في بغداد ومساجدها منذ 607ه وقد طلب خوارزمشاه بصراحة من الخليفة الناصر لدين الله العباسي لا تخلو من وقاحة : أن يكون أمر بغداد والعراق لعلاء الدين ولا يكون إلى الخليفة إلا الخطبة ولما رفض الخليفة الناصر هذا الطلب عمد خوازمشاه علاء الدين إلى اختلاق أنواع الُمبررات لتبرير شن حرب على العراق، فأثار القلاقل والاضطرابات الداخلية حيث شجع مماليك الخلافة على التمرد داخل بغداد ولكن الخلافة سحقت التمرد ()، وجمع خوارزمشاه فقهاء وعلماء الأقاليم التابعة له وأمرهم بإصدار فتوى بعدم شرعية الخلافة العباسية وأن خلفاء بني العباس أهملوا أمر الجهاد ولم يتتبعوا أهل البدع والضلال بالقمع، وبعد صدور الفتوى أمر خوارزمشاه باسقاط اسم الناصر من الخطبة والسكة كما وأنه عمد إلى إثارة الرأي العام الإسلامي ضد الخلافة العباسية بالعراق، حيث نظم دعاية واسعة للتشهير بالخلافة معلناً أنه عثر على رسائل من الخليفة الناصر فيها تحريض للغوريين على مهاجمة خوارزمشاه مطالباً لعزل الناصر لأنه يقسم جماعة المسلمين ويحرض بعضهم على البعض الآخر!!

وقد سار خوارزمشاه علاء الدين محمد بجيش جرار سنة 614ه/1217م نحو العراق مستهدفاً احتلال بغداد ولم تفد معه رسل الخليفة الناصر التي أرسلها لترده عن قصده وتنصحه بطاعة الخليفة واتخذ الخليفة الناصر حملة من الإجراءات لحماية العراق من الهجوم المرتقب وتمكن من كسب أتابكة إقليم فارس وأذربيجان ضده كما وأن الحشيشية النزارية الذين دانوا بطاعة الخلافة العباسية خلال هذه الفترة ولمدة قصيرة من الزمن استطاعوا اغتيال "أوغلمش" عامله في غربي بلاد فارس وبهذا استطاع الناصر أن يكون حاجزاً بينه وبين خوارزمشاه ومع ذلك فقد فرق الناصر السلاح وصرف الأموال للتحصين وإقامة المتاريس حول بغداد ولكن خوارزمشاه لم يتمكن من دخول العراق حيث صادفته بعد تركه همدان عاصفة ثلجية عاتية أهلكت دوابه والكثير من رجاله المقاتلين، كما تعرضوا لغارات من السكان المحليين مما جعل خوارزمشاه مضطراً إلى الإنسحاب بالبقية الباقية من جيشه منهار العزيمة خائر القوى().

ولم يكّرر خوارزمشاه علاء الدين محمد محاولته لغزو بغداد حيث توفي سنة 617ه/1220م وخلفه في حكم الخوارزميين ابنه جلال الدين منكبرتي وكانت سياسته معادية للخليفة الناصر العباسي حيث توسل كأبيه بالوسائل كافة لاسقاط الخلافة العباسية مع أنه كان يدرك بأن الخطر المغولي بات على أبواب العالم الإسلامي، وكان جلال الدين منكبرتي يحاول إيجاد الأعذار والتبريرات من أجل غزو العراق اتماماً لخطة أبيه ولما فشل في إيجاد خلفاء له بين أمراء المسلمين عز على التقدم بنفسه نحو العراق فاستولى على إقليم الأحواز "عربستان" التابع إدارياً للخلافة المركزية في بغداد، ولكن منكبرتي فشل في احتلال عاصمة الأحواز آنذاك تستر وأرسل الخليفة الناصر جيشه لحرب جلال الدين منكبرتي في الأحواز وجرت المعركة في الأحواز سنة 622ه/1225م وانتصر منكبرتي على جيش الخلافة العباسية الذي انسحب نحو العراق، ثم أعاد الكرة على تستر ولكن الجيش العباسي صمد مدافعاً عن عاصمة الأحواز مما اضطر منكبرتي وجيشه إلى دخول حدود العراق الشرقية، فاصطدموا بالجيش المدافع عن البصرة الذي أوقع بهم ومنعهم من دخولها ().

إن فشل منكبرتي في احتلال أية مدينة مهمة في الأحواز وجنوبي العراق جعله ينهب ويدمر كل ما تقع عليه يده في القرى والمزارع التي مر بها، فانتشر السلب والنهب واضطرب حبل الأمن وقطعت الطرق وقطعت الطرق على الطريق بين بغداد والبصرة، واندفع منكبرتي شمالاً باتجاه بغداد وأرسل إلى الخليفة الناصر رسولاً حمل رسالة إلى دار الخلافة وصفها أحد المؤرخين بأنها: رسالة تعنت وتعتب، مما يدل على الحالة النفسية السيئة التي كان يعيشها وحين أصبح قاب قوسين أو أدنى من بغداد لم يهاجمها بل واصل سيره شمالاً وعسكر في بعقوبة () وأما الخليفة العباسي الناصر فقد استعد تمام الاستعداد للدفاع عن سيادة العراق وكرامة أبنائه وتأهب أهل بغداد أهل الصولات والجولات، واستعدوا للدفاع واصلحوا السلاح وهيأوا النفط ونصبوا المجانيق على الأسوار وفرق الخليفة الناصر المال والسلاح، كما اتصل الخليفة الناصر بحاكم أربل زين الدين كوكبري وطلب إليه مهاجمة جيش منكبرتي وقطع خطوط تمونيه ومواصلاته وتجاه هذه الظروف وأدرك منكبرتي استعدادات العراقيين وخليفتهم الناصر، انسحب منكبرتي شرقاً بعد أن أمضى ثمانية عشر يوماً في بعقوبة، وبعد أن نهب بعض القوى المحيطة ببغداد من أجل تموين جيشه الذي قطعت ميرته، كما هاجم منكبرتي داقوقا وحاصرها ثم دخلها وأباها لجنوده الذين عاشوا فيها فساداً وقتلاً ونهباً وهكذا فشل الهجوم الثاني للخوارزمية أمام صمود بغداد والخليفة العباسي، لقد أبعد جلال الدين منكبرتي بسياسته العدوانية على الخلافة الكثير من أمراء المسلمين وعلى رأسهم الخليفة العباسي الناصر لدين الله وجعلهم جميعاً خصوماً له يشكون في أهدافه التوسعية وأطماعه في أقاليمهم ولهذا كله ترك وحيداً في الميدان يجابه مصيره المحتوم أمام جموع المغول الذين قضوا عليه وعلى إمارته سنة 628ه/1231م().


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق