إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 20 أغسطس 2014

11 موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين" الفصل الأول:الأيوبيون بعد صلاح الدين: المبحث الأول:خلفاء صلاح الدين: رابعاً:تآمر الملك العادل على الأفضل: 6-منازلة الأيوبيين للفرنج:



11

موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"

الفصل الأول:الأيوبيون بعد صلاح الدين:

المبحث الأول:خلفاء صلاح الدين:

رابعاً:تآمر الملك العادل على الأفضل:

6-منازلة الأيوبيين للفرنج:

كان عز الدين أسامة قد ترك جماعة من الأجناد في قلعة بيروت يحفظونها وذلك بعد أن خرَّب رَبَضها، فخافوا من الفرنج وانهزموا، وبقيت القلعة خالية ليس فيها من يذبُّ عنها، وعلم الفرنج بذلك فملكوها واستولوا عليها فلعن الناس أسامة لتفريطه فيها وقال.

عماد الدين الكاتب:

إن بيع الحصون من غير حرب
       
    سُنَّةٌ سنَّها ببيروت سامة
   
لعن الله كلَّ من باع ذا البيع
   
    وأخزى بخِزْيه من سَامَه ( )


وسير الملك العادل إلى الملك العزيز يطلب منه النجدة فوصلت إليه العساكر من مصر، ووصل إليه سنقر الكبير – صاحب القدس – وميمون القصرى – صاحب نابلس – ونزل بهم على تل العجول بالقرب من غزة وكان قبل ذلك قد وقع جمع من الفرنج بأجناد في أطراف بلد القدس فقتلوا منهم جماعة، وأسروا جماعة، ورجعوا بغنائم ( ) كثيرة ثم قصد الملك العادل بالعساكر يافا، فدخلها عنوة بالسيف وقتل مقاتلتها وأعيان من بها من الفرنج، فامتلأت أيدي المسلمين بالسبى والغنائم وكان هذا الفتح ثالث فتح لها، لأنها فتحت أولاً في أول الفتوح وثانياً وجاء ملك الانكلتير في جموعه فاسترجعها وهذا الفتح في الأيام الناصرية وفتحت هذا الفتح الثالث على يد الملك وفتحت في زمن جمال الدين محمد بن سالم بن واصل صاحب كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب في سنة أربع وستين وستمائة على يد الملك الظاهر ركن الدين بيبرس – صاحب الديار المصرية والشام.

ولما جرى ما قام به الملك العادل من فتح يافا عظم ذلك على الفرنج، فقصدوا تِبنْين، وكانت بيد حسام الدين بشارة، فنازلوها بفارسهم وراجلهم وأحدقوا بها وضايقوها ونزل الملك العادل قبالتهم، وبعث إلى الملك العزيز يحثه على الخروج إليه بنفسه، فتقدم الملك العزيز إلى من عنده من العساكر بالخروج وسار في آخرهم لا يلوي على شيء حتى وصل إلى تِبْنين واجتمع بعمه الملك العادل على مناجزتهم ساعة وصوله، فمنعه من ذلك عمّه الملك العادل، فلما جُنَّ الليل رحل الفرنج عن تبنين عائدين إلى صور وسار في أثرهم الملك العزيز والملك العادل بالعساكر يلتقطون من ظفروا به منهم وغنموا شيئاً كثيراً من عسكرهم وأمر الملك العزيز بنقل الغلال إلى تبنين وإصلاح ما تهدم بالمنجنيقات من أسوارها ( ) ثم أبقى الملك العزيز العساكر برمتها عند عمه الملك العادل، وجعل إليه أمر الحرب والصلح وعاد إلى مصر في جمع قليل ولما قدم الملك العزيز مصر مدحه القاضي السعيد بن سناء الملك بقصيده هنأه فيها بالنصر والقدوم أولها:

قدمت بالسْعِد وبالمغنم
   
    كذا قدوم الملك المقَّدم

يا قاتل الكُفر واحزابه
   
    بالسيف والدينار والدرهم

قميصك الموروث عن يوسف
   
    ما جاء إلا صادقاً في الدمِ

أغثتَ تِبنْين وخلصَّها
   
    فريسة من مَاضِغَى ضَيْغَم( )


ومنها:
ولا عدم الإسلام عثمانه
   
    مُصْطلَىِ الداهية الصَّيْلَمِ

شِنْشِنَةٌ تُعرف من يُوُسفٍ
   
    في النصرِ لا تعرف من أخزمِ

ثم انثنى من وجهه ظافراً
   
    والسيف لم يُثْلَب ولم يُثْلَمِ

وجاء لما جاءنا بالحيَا
   
    وعاد لما عاد بالأنعْمُِ

مَقْدِمُهُ صار جُمادى به
   
    كمثل ذي الحجة ذا موسم ( )


وأقام الملك العادل يوالي الغارات على الفرنج، ويقصدهم بنفسه وجموعه مرة بعد أخرى، إلى أن أضجرهم وأسأمهم فراسلوه في طلب الصلح فأجاب إليه وحلّف أمراء عسكره لهم، وأنفذ إلى مقدمي الفرنج من استخلفهم واستقرت الهدنة ثلاث سنين، وأمن الناس شرَّهم، ورجع الملك العادل إلى دمشق، وتفرقت الجند جميعها إلى بلادها ( ).



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق