إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 7 أغسطس 2014

107 موسوعة تاريخ الحروب الصليبية (3)صلاح الدين الأيوبي الفصل الثاني :قيام الدولة الأيوبية المبحث الأول:أسرة صلاح الدين ونشأته أولاً:نسب صلاح الدين:


107

موسوعة تاريخ الحروب الصليبية (3)صلاح الدين الأيوبي

الفصل الثاني :قيام الدولة الأيوبية

المبحث الأول:أسرة صلاح الدين ونشأته

أولاً:نسب صلاح الدين:

ينتمي صلاح الدين إلى عائلة كردية، كريمة الأصل، عظيمة الشرف، وتنتسب هذه العائلة إلى قبلية كردية تعد من أشراف الأكراد نسباً وعشيرة، وهذه العشيرة تعرف بالرّوادية ()، وهي تنحدر من بلدة دوين الواقعة عند آخر حدود أذربيجان بالقرب من مدينة تفليس في أرمينية وينتسب الأيوبيون إلى أيوب بن شادي، ويعتبرهم ابن الأثير أشرف الأكراد لأنهم لم يجر على أحد منهم رق أبدا () كما أن والد صلاح الدين، نجم الدين أيوب، وعمه أسد الدين شيركوه، عندما قدما إلى العراق بلاد الشام لم يكونا من الرعاة وإنما كانا على درجة عالية من الخبرة في الشؤون السياسية والإدارية () ، غير أن بعض الأيوبيين حاول أن ينكر أصلهم الكردي والألتصاق بالدم العربي عامة، وبنسل بني أمية خاصة ()  ومهما كان أصل البيت الأيوبي، فإن ظهورهم على مسرح الأحداث في المشرق الإسلامي وضع منذ القرن السادس الهجري/الثاني عشر الميلادي حين تولى شادي، جدهم الأكبر، بعض الوظائف الإدارية في قعلة تكريت، التي كانت إقطاعاً لبهروز الخادم أحد أمراء السلطان السلجوقي محمد بن ملكشاه () وكانت تكريت، الواقعة على الضفة اليمنى لنهر دجلة شمالي سامراء، تتحكم في أغلب الطرق الرئيسية المارة بين العراق وبلاد الشام، وكان أغلب سكانها من الأكراد، وقد انتقل إليها شادي مع ابنيه نجم الدين أيوب وأسد الدين شيركوه، وتدرج في المناصب الإدارية فيها حتى ولي وظيفة الشحنة، ولما توفي خلفه ابنه نجم الدين أيوب () ، ومن العجب أن بعض المؤرخين يتمحلون في بحثهم لينسبوا أسرة صلاح الدين في سلسلة من الآباء تنتهي عند مُضَر الذي ينتمي إلى عدنان، وكأنهم يريدون من وراء هذا البحث الذي لا يتفق مع منهج البحث العلمي ولا مع الحقيقة المجردة، أن يلحقوا كل شخصية فذة ليست عربية بسلسلة من النسب العربي، وكأن الفضائل كلها، والمكارم جميعها مقصـورة على العـرب وخاصة بهم، وكأن المسلم غير العربي – في نظرهم القاصر – لا يمكن بحال أن يبني مجداً، أو يشيد حضارة، أو يخلد ذكراً () ، أو ينصر دينه بالسنان واللسان، ونحن لو استقرأنا التاريخ، وبحثنا عن عظمائنا في بناء الحضارة الإسلامية، لوجدناً أن القوميات المتعددة التي دخلت في دين الإسلام ساهمت في الحضارة الإسلامية، فهذا محمد الفاتح ونور الدين وعماد الدين من الترك وذلك نظام الملك من الفرس، وهذه الأسرة الأيوبية من الكرد، وذاك يوسف بن تاشفين من البرر وقد أكرم الله العرب بنشر الرسالة الإسلامية، وقد أعز الله من أخلص لدينه، فنحن ضد التعصب الأعمى، والعنصرية الممقوتة، فمبدأ الإسلام (إنما المؤمنون إخوة) (الحجـرات، آيـة:10) ومنهجـه ثابت لا يتحول () (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) (الحجرات آية: 13).

وقد قام نجم الدين بخدمة السلطان السلجوقي محمد بن ملكشاه " فرأى منه أمانة وعقلاً وسداداً وشهامة، فولاه قلعة تكريت، فقام في ولايتها أحسن قيام، وضبطها أكرم ضبط، وأجلى عن أرضها المفسدين وقطاع الطرق الطرق حتى عمرت أرضها وحسن حالها (). وكذلك يذكر أبو شامة بأن أسد الدين شيركوه كان من الأمراء المقدمين عند السلاجقة الذين اقطعوه اقطاعاً كبيراً في تكريت وما حولها حتى إن إقطاعه كانت تقدر قيمته بحوالي تسعمائة دينار سنوياً () ، وهو مبلغ كبير بمقياس ذلك العصر ().


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق