إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 9 يوليو 2014

71 موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية الفصل الثاني :عهد نور الدين زنكي وسياسته الداخلية : المبحث الثالث:أهم معالم التجديد والإصلاح دولة نور الدين: ثالثاً :العدل في دولة نور الدين محمود زنكي: 8- ما قيل من الشعر في عدله :


71

موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية

الفصل الثاني :عهد نور الدين زنكي وسياسته الداخلية :

المبحث الثالث:أهم معالم التجديد والإصلاح دولة نور الدين:

ثالثاً :العدل في دولة نور الدين محمود زنكي:

8- ما قيل من الشعر في عدله :

قال ابن منير :

بنور الدين روَّض كلٌّ مَحْلٍ
    ??من الدنيا وجُدَّد كُلُّ بالِ


وَصَوَّب عَدْلُه في كُلَّ أوب
    ??فعوض عاطِلاً منه بحال

وُينكي رأيهُ رأي المحامي
    ??ويَقْتُلُ خوفه قبل القتال

لقد أحصدتَ للإسلام عِزاً
    ??يفوت سَنامه يَدَكُلَّ قال ( )

وقال أيضاً :

وانْتاشى دينَ محمدٍ محمودُهُ
    ??من بعد ما عَلَقْ دماً عَبَراتُهُ

رددت على الإسلام عصَر شبابهِ
    ??ثباته من دونه وثباتُهُ

أرسى قواعده ومَدَّ عِمادَهُ
    ??صُعُداً وشيَّدا سوره سوراتُهُ
   
وأعاد وجه الحقَّ أبيض ناصعاً
    ??إصلاتُهُ وصِلاتُهُ وصَلاتُهُ ( )

وقال أيضاً :

لا تأمنوا في الله بطشة ثائِرِ
    ??لله ملءُ سريره أسرارُ

صافٍ إذا كُدِرَ المعادِنُ عادِلٌ
    ??إن حاف حُكّام الملوك وجاروا ( )


وقال أيضاً :

أوَ لَسْتَ مَنْ ملأ البسيطة عَدْلُهُ
    ??واجتْبّ بالمعروف أنّف المنُكَرِ
   
حدبُ الأب البَّر الكبير، ورأفة
    ??الأم الحفية باليتيم الأصعر

يا هضبة الإسلام من يعُصم بها
    ??يأمَنْ، وَمَنْ يَتَولَّ عنها يَكْفُرِ( )


وقال أيضاً :

لا مُلْكَ إلا مُلْكُ محمود الذي
    ??تَّخذَ الكتاب مظاهراً ووزيرا

تمشى وراء حدودِه أحكامُهُ
    ??تأْتَمُّهُنَّ فيحكم التقديرا

يقظان ينشر عَدْلَهُ في دولة
    ??جاءت لِمَطْوي السماح نشورا ( )


وقال أيضاً :

يا سائلي عن نهج سيرته
    ??هل غير مفرق هامِة الفجر

عدل حقيق من تأمَلُه
    ??أن يحي العمرين بالذكر ( )


وقال أيضاً :

ثنى يده عن الدنيا عفاف
    ??ومال بها عن الأموال زهد

رأى حط المكوس عن الرعايا
    ??فأهدر ما أنشاه بعد

ومد لها رواق العدل شرعاً
    ??وقد طُوى الرواق ومن يمد ( )

وبات وعند باب العرش منها
    ??لدولته دعاء لا يرد ( )

وقال العماد الأصفهاني في عدله :

يا محي العدل الذي في ظله
    ??من عدله رعت الأسود مع المهَا

محمودٌ المحمودُ مِن أيامه
    ??لبهائِها ضحك الزمان وقهقها ( )


إن الملك العادل نور الدين زنكي حرص على بناء مجتمع العدل والقوة، وسوف يأتي الحديث بإذن الله عن اهتمام نور الدين بالقوة العسكرية، ولا شك أن القوة العسكرية لا يمكن بناؤها في مجتمع ضعيف فهي جانب من جوانب المدينة المتكاملة، فالمجتمع القوي عسكرياً يلزم أن يكون قوياً في صناعاته الأخرى لأن الأمن العسكري يحتاج إلى الأمن الثقافي والأمن الغذائي والأمن الصحي ( )، وهذه الأمور عمل نور الدين على توفيرها كما سيأتي بيانه بإذن الله تعالى : " لقد أرسلنا رُسلنَا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره. إن الله قوي عزيز " (الحديد، آية : 25). فهذه الآية الكريمة توضح الأسس اللازمة لبناء مجتمع قوي متحضر، يقوم على العدل والقوة، فالكتاب والميزان لإقامة العدل، والحديد لإيجاد القوة التي تحمي العدل وتكفل استمراره ولو أردنا تحويل هذا الشرح إلى لغة لقلنا إن الآية تشير إلى أن المجتمع المتحضر ينبغي أن تتوفر له الأيدلوجية الصالحة زائد التكنيك المتقدم، فالآيديولوجية تحفظ البنية الاجتماعية متماسكة بعيدة عن التجزئة والتشرذم، وتمنحها الأهداف ووحدة الحركة والتصميم والإرادة وتمنع ذوبانها في البنى الاجتماعية المغايرة في العقيدة والفكر والتنظيم الاجتماعي والاقتصادي، والتكنيك يمنحها فرص التقدم على الآخرين علمياً وصناعياً، ليس من أجل إذلالهم واستعمارهم فالأيديولوجية الإسلامية لا تسمح بذلك، بل لإقامة العدل في الأرض بعد إقامته في المجتمع الإسلامي ثم لضمان استمرار العدل الذي أرسل الله تعالى الرسل – صلوات الله وسلامه عليهم – لبيانه ووضع الموازين الحق له، فنزول الكتب السماوية وخاتمها القرآن الكريم يهدف إلى تثبيت موازين العدالة وبيان الأسباب والوسائل اللازمة لتحقيقها، فالناس يقومون بالعدل ويحيون بالأمل ويسعون بالأمن وينتفعون بالعمل والانتاج ( ).
إن العدل الشامل لا يتحقق  إلا بتطبيق شرع الله تطبيقاً قائماً على الفهم الصحيح للكتاب والسنة والمعرفة الدقيقة بالواقع من ناحية وبمقاصد الشريعة الإسلامية من ناحية أخرى، وهو أمر لا يتحقق إلا بتكوين العدد المناسب من العلماء المجتهدين النابهين ( ) .


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن 


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق