إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

230 موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية الفصل الثالث سياسة نور الدين الخارجية المبحث الخامس : فقه نور الدين في التعامل مع الدولة الفاطمية : ثانياً : الحملات النورية العسكرية على مصر : 3- حملة عموري الثانية على مصر :


230

موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية

الفصل الثالث سياسة نور الدين الخارجية

المبحث الخامس : فقه نور الدين في التعامل مع الدولة الفاطمية :

ثانياً : الحملات النورية العسكرية على مصر :

3- حملة عموري الثانية على مصر :

 فشلت حملت عموري الأول على مصر واضطر إلى الإنسحاب والعودة إلى بيت المقدس وكانت في عام 558ه/1163م وعند اتيحت الفرصة مّرة أخرى لدخول مصر بادر عموري الأول، فور تلقيه دعوة شاور، إلى عقد مجلس في بيت المقدس حضره بارونات المملكة، وتقرَّر فيه تلبية دعوة شاور بعد أن أوضح للمجلس أنّ في قدرته تجهيز حملة لغزو مصر دون أن يضعف من دفاعات المملكة، وبخاصة أنه وصل وقتئذ من أوروبا عدد من الحجاج لزيارة بيت المقدس يمكن الاستفادة منهم في المجهود الحربي وأمل في أن يتمكَّن من احتلال مصر لحساب الصليبيين، وقرَّر بأن يتولى بوهميوند الثالث، أمير أنطاكية، إدارة شؤون المملكة خلال غيابه ( ) ، وأسرع ملك بيت المقدس بالزحف إلى مصر على رأس قواته للمرة الثانية في شهر رمضان عام 559ه / شهر آب عام 1164م واتصل، فور وصوله إلى فاقوس ( ) بشاور واتفقا على حصار أسد الدين شيركوه في بلبيس وصمد هذا الحصن للحصار مدة ثلاثة أشهر دافع أسد الدين شيركوه خلالها عن مواقعه ( ) ، وفجأة قرَّر عمورى الأول الدخول في مفاوضات معه للجلاء المزدوج عن مصر، فما الذي حدث في الأفق السياسي حتى أقدم على هذه الخطوة ؟ - وهنا تبرز عبقرية نور الدين العسكرية وقيادته الفذة فقد - تلقَّى عموري الأول أنباء مزعجة من بلاد الشام بتعرض ممتلكاته لضغط من نور الدين محمود، ففضَّل العودة للدفاع عنها، وأدرك في الوقت نفسه أن حملته مقضي عليها بالفشل في ظل امتناع أسد الدين شيركوه في بلبيس. وكان موقف أسد الدين شيركوه صعباً أيضاً، فالمؤن بدأت بالنفاذ فضلاً عن تفوق القوات الصليبية الفاطمية المشتركة في العدد وأن الوضع العسكري ليس في صالحه لذلك قبل الدخول في مفاوضات من أجل الجلاء عن مصر ( ) .

وفعلاً تّم الاتفاق بين الرجلين على الخروج من مصر في شهر ذي الحجة، شهر تشرين الأول وسار الجيشان الإسلامي والصليبي في طريقين متوازيين عبر شبه جزيرة سيناء بعد أن تركا شاور يسيطر على مقاليد الحكم وكان شيركوه آخر من غادر البلاد للحاق بجيشه ( ) وكان شاور الفائز الحقيقي في هذا الصراع الذي انتهى لمصلحته، فتخلصَّ من الجيوش الإسلامية الشامية والصليبية على السواء كما تخلصَّ من ضرغام وأضحى طوال العامين التاليين صاحب الأمر والنهي والمتحكَّم في مقاليد البلاد ( )، ووضع أسد الدين شيركوه نفسه بعد عودته من مصر، تحت تصرف نور الدين محمود وأصبحت مصر محور تفكير أسد الدين شيركوه وحديثه في مجالسه ومحور أفكاره، ولم ينقطع عن تبادل الآراء مع أصدقائه فيها الذين كانوا يزودونه بأخبارها وأرسله نور الدين محمود في تلك الأثناء بمهمة إلى بغداد، فاستغل وجوده في عاصمة الخلافة ليثير حماس الخليفة المستنجد بالله حيث راح يقص عليه أخبار مصر وأحوالها، وما شاهده وخبره بنفسه، فتأثر الخليفة بما سمعه وشجَّعه على العودة إليها ( ) .

وعلى الرغم من أن حملة أسد الدين شيركوه لم تحقق أهدافها في مصر، إلا أن النتيجة النهائية هي أن أملاك نور الدين محمود قد تدعَّمت في بلاد الشام وارتفع شأنه في العالم الإسلامي، بينما تراجعت أملاك الصليبيين إلى الساحل واستبد اليأس بهم ( ) ، ومهما يكن من أمر، فقد غادر كل من شيركوه وعموري الأول أرض مصر وقد وقف كل منهما على أوضاعها السياسية المتردية وسوء أحوالها الاقتصادية، بالإضافة إلى ما تمتع به من ثروة وفيرة وموارد بشرية هائلة ترجَّح كفة من يضع يده عليها. وانتهز شاور فرصة خروجهما فعاد إلى سيرته الأولى، يظلم ويقتل، ويصادر أموال الناس، بحيث لم يبق للخليفة الفاطمي العاضد معه أمر ولا نهي، ولما ثقلت وطأته عليه كتب إلى نور الدين محمود يستنجد به ليخلصَّه منه ( ) .




يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن 





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق