إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

228 موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية الفصل الثالث سياسة نور الدين الخارجية المبحث الخامس : فقه نور الدين في التعامل مع الدولة الفاطمية : ثانياً : الحملات النورية العسكرية على مصر : 1- دوافع فتح مصر عند نور الدين :


228

موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية

الفصل الثالث سياسة نور الدين الخارجية

المبحث الخامس : فقه نور الدين في التعامل مع الدولة الفاطمية :

ثانياً : الحملات النورية العسكرية على مصر :

1- دوافع فتح مصر عند نور الدين :

كان فتح مصر من أعظم منجزات نور رحمه الله، فقد تمكن من إسقاط الدولة الفاطمية العبيدية، التي استمرت أكثر من قرنين تنشر الفساد السياسي والخلل العقدي في أنحاء العالم الإسلامي، فهي التي أعانت الصليبيين في احتلال بلاد الشام بتحالفها وتآمرها معهم وهي التي تبنت المذهب الباطني ونشرته في ديار المسلمين، وعندما سادت الفوضى إدارة الحكم فيها، وتحكم الوزراء بالأمر دون الخلفاء طمع الصليبيون بغزو مصر فهاجموها المرة تلو المرة وعندها جرد نور الدين محمود حملاته العسكرية لتخليص مصر من مطامعهم، ولإعادة أرض الكنانة إلى منهج أهل السنة والجماعة، وجمع كلمة المسلمين ( ) ، ويمكن تلخيص أبرز الدوافع التي أدت إلى غزو مصر ما يأتي :

الدافع الأول : حالة الفوضى التي سادت مصر آخر أيامها فقد أصبحت الدولة تعاني كثيراً من مظاهر الانحلال والفساد، حتى صار من الأمور الشائعة، أن يصبح الخليفة أو الوزير مقتولاً، خلال الصراع الدائر بين الوزراء أنفسهم، أو بين الوزراء والخلفاء فقد قتل الظافر على يد وزيره، وتحكم الوزراء فيمن جاء بعده وفي اختيار من يشاءون، وقتل الوزراء بعضهم بعضاً، فقد تولى الوزارة في عام واحد ثلاثة وزراء : العادل بن رزيك، وشاور وضرغام، فضعفت الدولة وسادة الفوضى في البلاد ومن أواخر هذا الصراع خروج شاور من مصر، بعد أن طرده "ضرغام" ومن ثم استنجاده بنور الدين محمود، الذي وجد الفرصة مواتية لتوحيد الوحدة الإسلامية في بلاد الشام ومصر.

الدافع الثاني : إن مطامع الصليبيين شجعت القائد المجاهد نور الدين على التفكير جدياً بضم مصر إلى الجبهة الإسلامية، كما أن تلقيه العهد من الخليفة العباسي باطلاق يده في بلاد الشام ومصر عام 549ه شد من عزيمته لإنجاز هذا الأمر ( ).
الدافع الثالث : من أقوى الأسباب التي أدت إلى القضاء على الخلافة الفاطمية العبيدية، العامل العقدي، فقد كانت دولة باطنية المعتقد، إسماعيلية المذهب فرقت وحدة المسلمين وتآمرت مراراً مع أعدائهم ( ) . فكان لابد من إقامة وحدة قوية في عقيدتها، شرعية في توجهها تضم إلى الخلافة العباسية أرض الكنانة مع بلاد الشام ( )

وفي هذه الظروف التي كان نور الدين الشهيد يتطلع فيها إلى غزو مصر وصل إلى دمشق عام 559ه الوزير الفاطمي شاور بن مجير السعدي، طالباً النجدة منه، ضد من سلب منه منصبه قهراً، كما وعد شاور مقابل مساعدة نور الدين له : بثلث دخل البلاد المصرية سنوياً، بعد دفع رواتب الجند، وأن يكون نائباً عن نور الدين بمصر، إذا ساعده في التغلب على ضرغام عدوه، ويكون أسد الدين شيركوه مقيماً بعسكره بمصر، ويتصرف مع شاور في شؤون البلاد بأمر نور الدين ( ). لكن نور الدين كان متردداً متريثاً : يقدم إلى هذا الغرض رجلاً، ويؤخر أخرى حتى استخار الله في الأمر، على ما هنالك من أخطار جسيمه ممثلة في الصليبيين بالساحل وبيت المقدس، إضافة إلى شكه في إخلاص شاور السعدي ( ) . ثم جهز نور الدين الحملات المتوالية، ووجهها نحو مصر منُذ عام 559ه حتى 564ه بقيادة أسد الدين شيركوه ( ) .



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن 





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق