إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

223 موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية الفصل الثالث سياسة نور الدين الخارجية المبحث الخامس : فقه نور الدين في التعامل مع الدولة الفاطمية : أولاً : جذور الشيعة الإسماعيلية والدولة الفاطمية : 4- المعز لدين الله الفاطمي ودخوله مصر :



223


موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية

الفصل الثالث سياسة نور الدين الخارجية

المبحث الخامس : فقه نور الدين في التعامل مع الدولة الفاطمية :

أولاً : جذور الشيعة الإسماعيلية والدولة الفاطمية :

4- المعز لدين الله الفاطمي ودخوله مصر :

 كان يتابع أحوال حكام وأمراء مصر عن كثب، وأصبحت نفسه تسول له الاستيلاء على مصر، وبموت كافور الإخشيدي في سنة 355ه اضطربت الديار المصرية، فاقتنص المعز الفرصة ولم يجعلها تمر مر السحاب، فعزم ودبر وأقدم على حفر الآبار والقصور فيما بين القيروان إلى حدود مصر، وحشد الجيوش العظيمة، التي كانت تزيد عن مائة ألف، وأمر المعز كل أمرائه وولاته أن يسمعوا ويطيعوا ويترجلوا في ركاب جوهر الصقلي، وتحركت الجيوش العبيدية لنقل المذهب الباطني إلى مصر ليتخلص من الأزمات والثورات والصراعات العنيفة التي قادها علماء أهل السنة في خمس عقود متتالية في الشمال الإفريقي، رافضين المذهب الباطني معلنين عقائد أهل السنة والجماعة، فاستفاد المعز من ضعف الحكم الإخشيدي التابع للدولة العباسية فرمى بسهمامه المسمومة، ودفع إليها جيوشه المحمومة طلبا من أعوانه وسعياً للقضاء على الدولة العباسي وفي جماد الآخرة سنة 358ه استطاعت جيوش المعزل دخول مصر بقيادة جوهر الصقلي الذي لم يجد أي عناء في ضمها لأملاك العبيديين وجوهر الصقلي هذا هو الذي بنى الأزهر الذي تم بناءه سنة 361ه ليكون محصناً لأعداد دعاة المذهب الإسماعيلي الباطني وبعد أن مهدت مصر للمعز الفاطمي العبيدي جهز جيوشه وحاشيته وأهله وأمواله وسار مفارقاً شمال إفريقيا إلى مصر ليتولى أمرها فأسند زعامة الشمال الإفريقي إلى الأمير الضهاجي بلكين بن زيري وضم المعز إلى مصر كلا من طرابلس وسرت وبرقة وكان معه شاعره الذي غالى في مدح المعز محمد بن هانئ الأندلس الذي قال :

فكأنما أنت النبي محمد
    ??وكأنما أنصارك الأنصار

ما شئت أنت لا ما شاءت الأقدار
    ??فاحكم فأنت الواحد القهار

هذا الذي تجدي شفاعته غداً
    ??حقَّا وتُخمد أن تراه النار

ومن شعره في المعز :

النور أنت وكل نور ظلمة
    ??والفوق أنت وكل فوق دون

فارزق عبادك فضل شفاعة
    ??وأقرب بهم زُلفى فأنت مكين

ومنه :

تدعوه منتقماً عزيزاً قادراً
    ??غفاراً موبقة الذنوب صفوحاً

أقسمت لولا أن دُعيت خليفة
    ??لدُعيت من بعد المسيح مسيحاً

شهدت بمفخرك السموات العلا
    ??وتنزل القرآن فيك مديحاً

ومنه :

وعلمت من مكنون سر الله ما
    ??لم يؤت في الملكوت ميكائيلا

لو كان آتى الخلق ما أوتيته
    ??لم يخلق التشبيه والتأويلا


وكانت بدية رحل المعز نحو مصر ف ي362ه وقتل ابن هانئ في برقة في رجب سنة 362ه وهو في الثانية والأربعين من عمره ووجدوا جثته مرمية رمي الكلاب على ساحل بحر برقة وتأسف المعز على قتله وقال : هذا الرجل كنا نرجو أن نفاخر به شعراء المشرق فلم يقدر لنا ذلك ( )، واستمر المعزفي سيره حتى قارب الحدود المصرية، ووصل الإسكندرية يوم 23 من شعبان سنة 362ه واستقبلته وفود عظيمة من أعيان القادة والزعماء والحكام في مصر وامتد ملك المعز من سبته بالمغرب إلى مكة بالمشرق يأتمر بأوامره سكان سواحل المحيط الأطلنطي وبقي المعز في مصر سنتين ونصف وتوفي بالقاهرة في السابع من ربيع الأول سنة 365ه ودامت ولايته بإفريية ومصر ثلاثاً وعشرين سنة ( ). قال الذهبي : ظهر في هذا الوقت الرفض وأبدى صفحته وشمخ بأنفه في مصر والشام والحجاز والغرب بالدولة العُبيدية، وبالعراق والجزيرة والعجم بني بُويّه، وكان الخليفة المطيع ضعيف الرتبة مع بنى بويه وضعف بدنه ثم أصابه فالج، وخَرَسٌ فعزلوه، وأقاموا ابنه الطائع لله، وله السكة والخطبة، وقليل من الأمور فكانت مملكة المعز أعظم وأمكن ( ) .





يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن 





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق