إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 17 يوليو 2014

30 موسوعة تاريخ الحروب الصليبية (3)صلاح الدين الأيوبي الفصل الأول:الحملات الصليبية التي سبقت قيام الدولة الأيوبية المبحث الثالث:بدء الحرب الصليبية الأولى: رابعاً:قادة الجهاد من السلاجقة قبل عماد الدين زنكي:



30


موسوعة تاريخ الحروب الصليبية (3)صلاح الدين الأيوبي

الفصل الأول:الحملات الصليبية التي سبقت قيام الدولة الأيوبية

المبحث الثالث:بدء الحرب الصليبية الأولى:

رابعاً:قادة الجهاد من السلاجقة قبل عماد الدين زنكي:

من الحقائق المسلم بها في تاريخ الحركة الصليبية، أن حركة الجهاد الإسلامي ضد الصليبيين انبعث لأول مرة في بلاد المشرق الإسلامي من منطقة الجزيرة وهي تقع بين دجلة والفرات مجاورة لبلاد الشام وتشتمل على ديار مُضر وديار بكر، وسميت الجزيرة لوقوعها بين نهري دجلة والفرات، وتمتاز منطقة الجزيرة بأنها صحية الهواء جيدة الريع والنماء، واسعة الخيرات، بها مدن جليلة وحصون منيعة وقلاع كثيرة () ، ومن الأسباب التي جعلت حركة المقاومة تبعت من منطقة الجزيرة هي:

أن منطقة الجزيرة أول أقطار المسلمين في المشرق الإسلامي أكتوت بنار الخطر الصليبي عندما استولى الصليبيون على الرها وتأسست بها أولى الإمارات الصليبية سنة 490ه/1097م، فأدرك السكان خطر توغل الصليبيين في بلادهم، مما بعث المسلمين على التفكير الجدي في المبادرة إلى مهاجمة الصليبيين.

أن منطقة الجزيرة قد ظهرت شخصيتها منذ عصر صدر الإسلام بسبب مجاورتها لأطراف الدولة البيزنطية، مما نشأ عنه خطر شديد على المسلمين أيام الأمويين والعباسيين فأصبحت خط الدفاع الأول عن ثغور المسلمين ضد الروم، وبعد الغزو الصليبي أصبحت منطقة الجزيرة تواجه إمارة الرها الصليبية التي شكلت أكبر خطر على الخلافة العباسية في بغداد.
شهدت منطقة الجزيرة خلال النصف الثاني من القرن الخامس الهجري الحادي عشر الميلادي دخول الأتراك السلاجقة إليها مع ما اشتهروا به من حبهم لتربية الخيول والمغامرة مع حماسهم للإسلام بسبب قرب عهدهم به، وانتمائهم للمذهب السني وأمد السلاجقة التركمان منطقة الجزيرة بدماء جديدة شديدة التحمس إلى الجهاد في سبيل الله، بعكس القوى الإسلامية الأخرى في بلاد الشـرق الإسـلامي التي خبت جذوة الحماس الديني في نفوسها وخمدت روح القتال لديها ().

الثروات الضخمة والموارد الكبيرة التي حوتها منطقة الجزيرة بسبب توفر مصادر المياه، وخصوبة الأرض، وسعة الرقعة الزراعية وكثرة المراعي اللازمة للخيل والماشية، الأمر الذي مكنها من مد المجاهدين بمصدر لا ينفذ من المؤن والعتاد هذا فضلاً عن الحصانة الطبيعية التي تمتعت بها كبرى مدن وقلاع الجزيرة التي انطلقت منها حركة الجهاد الإسلامي ضد الصليبيين مثل الموصل وآمد وماردين وحصن كيفا وغيرها، إذ أن تلك المدن التي امتازت بحصانة جغرافية فريدة جعلت اقتحامها عنوة أمراً بالغ الصعوبة وبالتالي أصبحت في مأمن من الهجمات الصليبية المضادة، ولايستبعد أن يكون قد اختمر في نفوس زعماء حركة الجهاد بعث فكرة الجهاد الإسلامي ما يمثله وجود إمارة الرها الصليبية في منطقة الجزيرة من خطورة بالغة على مركزهم بالإضافة إلى خوفهم من تقدم الصليبيين جنوباً للقضاء على الخلافة العباسية في بغداد () . ومن هنا فلا غرو أن تنبعث فكرة الجهاد الإسلامي في منطقة الجزيرة بقصد انتزاع الرها من أيدي الصليبيين ().



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق