إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

236 موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية الفصل الثالث سياسة نور الدين الخارجية المبحث الخامس : فقه نور الدين في التعامل مع الدولة الفاطمية : رابعاً : التصدي للحملة الصليبية البيزنطية المشتركة وحصار دمياط 565ه : 3- وصول نجم الدين أيوب مصر :


236

موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية

الفصل الثالث سياسة نور الدين الخارجية

المبحث الخامس : فقه نور الدين في التعامل مع الدولة الفاطمية :

رابعاً : التصدي للحملة الصليبية البيزنطية المشتركة وحصار دمياط 565ه :

3- وصول نجم الدين أيوب مصر :

 طلب صلاح الدين من نور الدين إرسال والده إليه فوافق نور الدين على ذلك وطلب من نجم الدين أيوب أن يستعد للسفر إلى مصر وحمّله رسالة إلى صلاح الدين يأمره فيها بالتعجيل في إلغاء الخلافة الفاطمية وإعلان الخطبة للخليفة العباسي ( ) .

وخرج مع القافلة التي سافر فيها نجم الدين أيوب عدد كبير من التجار وأصحاب المصالح في مصر، فخشي نور الدين على القافلة من الفرنجة وسار بجيشه إلى الكرك، وحاصرها حتى أطمأت إلى اجتياز القافلة لمنطقة الخطر فتركها وعاد إلى دمشق ( ) ووصل والد صلاح الدين نجم الدين أيوب إلى القاهرة في الرابع والعشرين من رجب سنة خمس وستين وخمسمائة وخرج العاضد - صاحب القصر لإستقباله وبالغ في احترامه والإقبال عليه واتفق لأيوب مع ولده صلاح الدين يوسف شبيه ما اتفق ليعقوب مع ابنه يوسف - عليهما السلام - حين قدم على ولده ووجده متملكاً للديار المصرية وقال : " أدخلو مصر إن شاء الله آمنين " (يوسف ، آية : 99). وذكر أنه لما خرج ولده الملك الناصر صلاح الدين والخليفة العاضد إلى لقائه واجتمعا به قرأ بعض المقرئين : " ورفع أبويه على العرش وخّروا له له سُجَّداً وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل " (يوسف، آية ك 100). ولما اجتمع صلاح الدين بأبيه سلك معه من الأدب ماجرت به عادته وفوَّض إليه الأمر كله، فأبى ذلك عليه أبوه وقال : يا ولدي ما أختارك الله لهذا الأمر إلا وأنت كفؤ له، فلا ينبغي أن تغير مواقع السعادة ( ) ، فحكمَّه في الخزائن بأسرها وأنزاله اللؤلؤة المطلة على خليج القاهرة ( ) وفي ما حدث لصلاح الدين من اجتماعه بوالده وأهله قال عمارة اليماني :

من شاكر والله أعظم شاكر
    ??ما كان من نعمى بني أيوب

طلب الهدى نصراً فقال وقد أتوا
    ??حسبي فأنتم غاية المطلوب

جلبوا إلى دمياط عند حصارها
    ??عزّ القوي وذلة المغلوب

وحِلوا عن الإسلام فيها كربة
    ??لو لم يجلّوها أتت بكروب

فالناس في أعمال مصر كلها
    ??عُتقاؤهم من نازح وغريب

إن لم تظن الناس قشراً فارغاً
    ??وهم اللباب فأننق غيرُ لبيب

صحت به مصر وكانت قبله
    ??تشكو سقاماً لم يعُن بطبيب

عجباً لمعجزة أتت في عصره
    ??والدهر ولاّد لكلَّ عجيب

رد الإله به قضية يوسف
    ??نسقاً على ضرب من التقريب

جاءته إخوته ووالده إلى
    ??مصر على التدريج والترتيب ( )


وُحكي أنه لما اجتمع صلاح الدين بوالده في دار الوزارة، وقعدا على طراحة واحدة، ذكر نجم الدين أن صلاح الدين ولد ليلة إخراجه من قلعة تكريت قال : فتشاءمت له وتطيرت لما جرى على وكان معي كاتب نصراني فقال : يا مولاي من يدريك أن هذا الطفل يكون ملكاً عظيماً عظيم الصيت جليل المقدار. قال فعطفني كلامه عليه. فتعجبت الجماعة من هذا الاتفاق رحمة الله عليهم أجمعين ( ) وقد توفي نجم الدين أيوب في 568ه فقد ركب نجم الدين أيوب، فشبب به فرسه بالقاهرة عند باب النصَّر وسط المحجّة يوم الاثنين الثامن عشر من ذي الحجة، وحمل إلى منزله، وعاش ثمانية أيام، ثم توفي في يوم الثلاثاء السابع والعشرين من ذي الحجة وكان كريماً رحيماً عطوفاً حليماً وبابه مزدحم بالوفود، وهو متلف الموجود ببذل الجود ( ) وكان نجم الدين عظيماً في أنفس الناس بالدين والخير وحسن السَّياسة، وكان لا يمرُّ أحدٌ من أهل العلم والدين به إلا حمل إليه المال والضيافة الجليلة، وكان لا يسمع بأحد من أهل الدين في مدينة إلا أنفذ إليه ( ) ، وكان صلاح الدين غائباً في بلاد الكَرَك والشوبك على الغزاة، فدفن إلى جانب قبر أخيه أسد الدين في بيت في الدَّار السلطانية ثم نقلاً بعد سنين إلى المدينة الشريفة النبوية على سكانها أفضل الصَّلاَّة والسلام وقبرهما في تربة الوزير جمال الدين الأصفهاني وزير الموصل ( ) وقد رثاه عمارة اليماني فقال :

صفوُ الحياةِ وإن طال المدى كَدَرُ
    ??وحادث الموتِ لا يُبقي ولا يَذَرُ

وما يزال لسانُ الدهر يُنذِرُنا
    ??لو أَثَّرَت عندنا الآيات والنُّدُرُ

فلا تَقُل غرَّت الدُّنيا مطامعنا
    ??فما مع الموت لا غشى وكدر

كأس إذا ما الرّدى حيّا الحياة بها
    ??لم ينج من سُكرها أنثى ولاَ ذَكرُ

كما شامخِ العز لاقى الذُّل من يَدِها
    ??ما أضعف القَدْرَ إن أَلْوى به القَدَرُ

في كلَّ جيل وعصر من وقائعها
    ??شعوا يقطر منها النَّاب والظُّفُرُ

أودى علي وعثمان بمخلبها
    ??ولم يَفُتها أبو بكر ولا عمر

ومن أراد التأسَّي في مصيبته
    ??فللورى برسول الله معتبرُ ( )




يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن 





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق