إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

229 موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية الفصل الثالث سياسة نور الدين الخارجية المبحث الخامس : فقه نور الدين في التعامل مع الدولة الفاطمية : ثانياً : الحملات النورية العسكرية على مصر : 2- الحملة النورية الأولى : 559ه :


229

موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية

الفصل الثالث سياسة نور الدين الخارجية

المبحث الخامس : فقه نور الدين في التعامل مع الدولة الفاطمية :

ثانياً : الحملات النورية العسكرية على مصر :

2- الحملة النورية الأولى : 559ه :

قّرر نور الدين محمود إرسال حملة عسكرية إلى مصر بقيادة أسد الدين شيركوه لتحقيق هدفين : مبدئيين :
- الوقوف عن كثب على أوضاع مصر الداخلية تمهيداً لضمَّها، وبخاصة أن شاور وعده إن هو عاد إلى منصبه، سيتحمَّل نفقات الحملة ويؤمن إقامة أسد الدين شيركوه وجنده في مصر.
- إعادة شاور، الوزير الفاطمي المخلوع إلى منصبه.
وعلم ضرغام بالاستعدادات التي تجري في دمشق لتجهيز حملة لمساعدة شاور، فاحتاط للأمر، واستنجد بعموري الأول في محاولة منه للدخول في لعبة توازن القوى، وعقد معه اتفاقاً لمساعدته ضد نور الدين محمود وتعهد له بالمقابل أن يدفع جزية سنوية يقررها الملك كما وافق على أن تدخل مصر في تبعية الصليبيين وأجبر الخليفة الفاطمي العاضد على توقيع هذا الاتفاق ( ) ، وكان طبيعياً أن يقبل عموري الأول هذا العرض الذي سيتيح له فرصة لا تُعوَّض لدخول مصر وهو الأمل الذي سعى إليه الصليبيون منُذ أكثر من نصف قرن، فأعدَّ على الفور حملة عسكرية من أجل الزحف على مصر وخرج أسد الدين شيركوه على رأس حملته الأولى إلى مصر في شهر جمادي الآخرة 559ه/شهر نيسان 1164م بصحبه ابن أخيه صلاح الدين يوسف بن أيوب الذي كان يناهز السابعة والعشرين من عمره وسار على الطريق المحَّدد للحملة، والذي يمر عبر أراضي يسيطر عليها الصليبيون ( ) وحتى يصرف أنظارهم عن التعرض للحملة، وتأميناً على حياة أفرادها تصرف نور الدين محمود على محورين :
الأول : أنه رافق الحملة بجيشه إلى ما يلي دمشق للحيلوه دون التعرض لأفرادها.
الثاني : راح بها جم الأطراف الشمالية لمملكة بيت المقدس المجاورة لدمشق لتحويل أنطار الصليبيين عن مصر ( ) وسار أسد الدين شيركوه على رأس جيشه الكثيف عبر الصحراء، بصحبة شاور، فعبر الكرك ومر بالشوبك ثم أيلة، فالسويس ومنها إلى القاهرة وقد بلغ من السرعة في سيره أنه أجتاز برزخ السويس قبل أن يستعد الصليبيون للتدخل، فأرسل صرغام قوة عسكرية بقيادة أخ له يدعى ناصر الدين، للتصدي لزحفه، أسفر لقاء الطرفين في بلبيس عن انتصار واضح لأسد الدين شيركوه وتراجع ناصر الدين مهزوماً إلى القاهرة، فطارده أسد الدين شيركوه ووصل في أواخر جمادي الآخر إلى العاصمة المصرية، فخرج إليه ضرغام بكل ما يملك من قوة لإدراكه بأن هذه المعركة هي معركته الأخيرة وجرى اللقاء تحت أسوار القاهرة : اتسمت المعركة بالعنف وانتهت بانتصار أسد الدين شيركوه بعد أن تخلىَّ الجيش والناس والخليفة عن ضرغام، وقتل أثناء محاولته الفرار قرب مشهد السيدة نفيسة - المزعوم - في شهر رجب 559ه/ شهر حزيران 1164م كما قتل أخوه ناصر الدين ودخل أسد الدين شيركوه القاهرة منتصراً وأعاد شاور إلى منصبه في الوزارة، ثم أقام معسكره خارجها ( ) .

وبعد أن ضمن شاور عودته إلى منصب الوزارة عاد إلى طبيعته التي اتصف بها - من المكر والخداع - ليدخل في صراع جديد مع أسد الدين شيركوه، فأساء معاملة الناس وتناسى وعوده لنور الدين محمود بل سرعان ما ظهرت عليه إمارات الغدر فنقض اتفاقيته معه، وطلب من شيركوه الخروج من مصر وأن يعود فوراً مع قواته إلى بلاد الشام، لكن هذا الأخير رفض الإستجابة لطلبه، وردَّ على موقفه المتقلب، فسارع إلى الاستيلاء على بلبيس وحكم البلاد الشرقية ( )، ولم يَسَعْ شاور إلا أن يستنجد بالملك عموري الأول الذي كان يتأهب للزحف على مصر، وأخذ يخوَّفه من نور الدين محمود وعرض عليه أن :
- يؤدي له مبلغ ألف دينار عن كل مرحلة من مراحل الرحلة من بيت المقدس إلى نهر النيل، البالغ عددها سبعاً وعشرين مرحلة.
- يمنح هدية لكل من يصحبه من فرسان الأسبتارية الذين كانوا يشكلون عماد جيش مملكة بيت المقدس، في محاولة منه لإغراء فرسانها بالاشتراك بالحملة.
- يتكفَّل بنفقات علف أفراسهم، مقابل مساعدته لإخراج أسد الدين شيركوه من مصر ( ) وهكذا انغمس شاور في اللعبة السياسية بين الأعداء الكبار محاولاً بذلك إثارتهم لمصلحته الخاصة ولا شك بأن عموري الأول كان آنذاك يراقب تطورات الموقف السياسي والعسكري في مصر، فلما علم بزحف أسد الدين شيركوه ازدادت مخاوفه، ولما وصلت إليه دعوة شاور رحَّب بها، وبذلك لم يُضع الفرصة عليه لدخول مصر وإن اختلف الحليف، الأمر الذي لا يهمه في شيء فكل ما يعنيه هو دخول مصر( ).




يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن 





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق