إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

222 موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية الفصل الثالث سياسة نور الدين الخارجية المبحث الخامس : فقه نور الدين في التعامل مع الدولة الفاطمية : أولاً : جذور الشيعة الإسماعيلية والدولة الفاطمية : 3- أساليب المغاربة في مواجهة الدولة الفاطمية العبيدية :


222

موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية

الفصل الثالث سياسة نور الدين الخارجية

المبحث الخامس : فقه نور الدين في التعامل مع الدولة الفاطمية :

أولاً : جذور الشيعة الإسماعيلية والدولة الفاطمية :

3- أساليب المغاربة في مواجهة الدولة الفاطمية العبيدية :

 لقد سلك علماء السنة المغاربة في مقاومة التشيع أساليب عديدة، منها المقاومة السلبية، والمقاومة الجدلية والمقاومة المسلحة، وكانت هناك أنواع أخرى من المقاومة الجدلية والمقاومة المسلحة، وكانت هناك أنواع أخرى من المقاومة، مثل عن طريق التأليف وعن طريق نظم الشعر .. إلخ.

أ- المقاومة السلبية : أولى الوسائل التي استعملها علماء المغرب السنة التي قاطع بها علماء المغرب كل ماله صلة بالتشيع، أو بالحكم القائم وتمثلت تلك المقاطعة في مقاطعة قضاة الدولة وعمالها، ورفض من استطاع منهم دفع الضرائب لها ( ) ومن مظاهر هذه المقاومة مقاطعة حضور صلاة الجمعة التي كانت مناسبة للعن أصحاب رسول الله على المنابر : فتعطلت بذلك الجمعة دهراً بالقيروان ( ) ، ومنهم من اكتفى بالدعاء عليهم كما فعل الواعظ عبد الصمد ( ) ، وكما كان يفعل أبو إسحاق السبائي الزاهد إذا رقى رقية يقول بعد قراءة الفاتحة وسورة الإخلاص والمعوذتين : وببغضي في عبيد الله وذريته، وحبي في نبيك وأصحابه وأهل بيته أشف كل من رقيته ( ) ومن مظاهر المقاومة السلبية أيضاً : مقاطعة كل من يسير في ركب السلطان واعتزاله وكل من كانت له صلة بهذا السلطان أو سعى إلى تبرير وجوده عملاً بقوله تعالى : " لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حادَّ الله ورسوله ولو كانوا ءاباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم " (المجادلة، آية : 22). فهذا خلف بن أبي القاسم البراذعي (ت نحو 400ه) ( ) قام عليه فقهاء القيروان بصلته بملوك بني عبيد وقبوله هداياهم وتأليفه كتابا في تصحيح نسبهم، وزادت النقمة عليه عندما وجدوا بخطه الثناء على بني عبيد متمثلاً ببيت ( ) الخطيئة :

أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا
    ??وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا


لذلك كله أفتى فقهاء القيروان بطرح كتبه وعدم قراءتها وإزاء ذلك اضطر هو إلى الهجرة إلى الصقلية حيث حصلت له خطوة كبيرة عند أميرها ( ).

ب- المقاومة الجدلية : كانت المقاومة الجدلية هي أقوى وأوسع أنواع المقاومة التي قام بها علماء السنة المغاربة ضد الشيعة الرافضة المنحرفين، وقد سطع في سماء هذه المساجلات العلمية والمناظرات العقدية عدد كبير من العلماء، وكانوا لسان أهل السنة الناطق والذاب عن بيضة هذا الدين، وممن لمع نجمه في ميدان المناظرة لبني عبيد حتى ضربت إليه أكباد الإبل من الأمصار المختلفة لعلمه بالذب عن مذهب أهل السنة وكان هذا الإمام - فضلاً عن براعته في الجدل والمناورة شجاعاً مقداماً لإيهاب الموت، من ذلك ما ذكره المالكي والدباغ من أن عبد الله المعروف بالمحتال ( ) ، صاحب القيروان قد شدد في طلب العلماء، فاجتمعوا بدار ابن أبي زيد القيرواني فقال لهم ابن تبان : أنا أمضي إليه، أبيع روحي لله دونكم، لأنه إن أتى عليكم وقع على الإسلام وهن عظيم ( ) . وفعلاً ذهب إليه وأقام عليه الحجة هو وجماعته الذين جاء بهم ليناظروه وبعد أن هزمهم في مجلس المناظرة لم يخجلوا أن يعرضوا عليه أن يدخل في نحلتهم ولكنه أبى وقال : شيخ له ستون سنة يعرف حلال الله وحرامه ويرد على اثنتين وسبعين فرقة يقال له هذا ؟ لو نشرتموني في اثنتين ما رفقت مذهبي ( ) ، ولما خرج من عندهم بعد يأسهم منه تبعه أعوان الدولة الفاطمية العبيدية وسيوفهم مصلتة عليه ليخاف من يراه من الناس على تلك الحال، فإذا به وهو تحت الضغط يهدي الناس ويقدم لهم النصيحة، ويقول لهم دون خوف ولا وحل : تشبشوا، ليس بينكم وبين الله إلا الإسلام، فإن فارقتموه هلكتم ( ) . وكان يخشى على العامّة من فتنة بني عبيد ويقول : والله ما أخشى عليهم الذنوب، لأن مولاهم كريم، وإنما أخشى عليهم أن يشكوا في كفر بني عبيد فيدخلوا النار ( ) .

وممن اشتهروا بالذب عن الإسلام وأشهروا حجج الحقق وبراهين العدل وإقامة الحجة على دعاة الدولة الفاطمية أبو عثمان سعيد بن الحداد 302ت) لسان أهل السنة وابن حنبل المغرب قال عنه السلمي : كان فقيها صالحاً فصيحاً متعبداً أوحد زمانه في المناظرة والرد على الفرقة ( ) . وقال عنه الخشني : كان يرد على أهل البدع المخالفين للسنة وله في ذلك مقامات مشهودة وآثار محمودة ناب عن المسلمين فيها أحسن مناب، حتى مثله أهل القيروان بأحمد بن حنبل ( ) . وقال عنه المالكي : وكانت له مقامات في الدين مع الكفرة المارقين أبي عبدالله الشيعي وأبي العباس أخيه وعبيد الله أبان فيها كفرهم وزندقتهم وتعطيلهم ( ) ، حاولت الدولة الفاطمية بالمغرب أخبار الناس على مذهبهم بطريقة المناظةر وإقامة الحجة مرة والتهديد بالقتل مرة أخرى، فارتاع الناس من ذلك ولجؤوا إلى أبي سعيد وسألوه التقية فأبى وقال : قد أربيت على التسعين، ومالي في العيش حاجة، ولا بدلي من المناظرة عن الدين أو أن أبلغ في ذلك غدراً ففعل وصدق، وكان هو المعتمد عليه بعد الله في مناظرة الشيعة ( ) ، ومن أشهر هذه المناظرات.
- التفاضل بين أبي بكر وعلي رضي الله عنهما : وأول هذه المناظرات كما يذكر صاحب المعالم حول التفاضل بين أبي بكر وعلي رضي الله عنهما فبعد الاجتماع بين ابن الحداد وأبي عبيد الله الشيعي؛ سأل أبو عبد الله الشيعي ابن الحداد : أنتم تفضلون على الخمسة أصحاب الكساء غيَرهم - ؟ يعني بأصحاب الكساء : محمداً صلى الله عليه وسلم وعلياً وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم، ويعني يغيرهم : أبا بكر رضي الله عنه - فقال أبو عثمان : أيما أفضل ؟ خمسة سادسهم جبريل عليه السلام ؟ أو اثنان الله ثالثهما ( ) ؟ فبهت الشيعي.

- موالاة علي رضي الله عنه : في هذه المناظرة أراد عبيد الله الشيعي أن يثبت أن الموالاة في قوله عليه الصلاة والسلام : من كنت مولاه فعلى مولاه ( ) . بمعنى العبودية : قال له : فما بال الناس لا يكونون عبيداً لنا فقال ابن الحداد : لم يرد ولاية رق وإنما أراد ولاية الدين، ونزع بقوله تعالى : " ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذا أنتم مسلمون " (آل عمران ، آية : 79 - 80) فما لم يجعله الله لنبي لم يجعله لغير نبي، وعلى رضي الله عنه لم يكن نبياً وإنما كان وزيراً للنبي صلى الله عليه وسلم ( ) هذه إشارات عابرة وهي جزء صغير من مجموع المناظرات التي دارت بين الفريقين.
ج- المقاومة المسلحة : لم يكتف علماء المغرب بالمقاومة السلبية والمقاومة الجدلية، بل منهم من حمل السلاح وخرج ليقاتلهم، فهذا جبلة بن حمود الصدفي ترك سكن الرباط ونزل القيروان، فلما كلم في ذلك قال : كنا نحرس عدواً بيننا وبينه البحر، والآن حل هذا العدو بساحتنا، وهو أشد علينا من ذلك وقال : جهاد هؤلاء أفضل من جهاد أهل الشرك ( ) . واستدل بقوله تعالى : " يا أيهّا الذين ءامنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار " (التوبة : 123) ومنهم الإمام : أبو القاسم الحسن بن مفرج ت 309ه الذي كان من أوائل من خرج على الشيعة ومات شهيداً، قتله عبيد الله المهدي وصلب هو ورجل يدعى أبا عبد الله السدري الذي كان من الصالحين وكان قد بايع على جهاد عبيد الله وجعل يحث الناس على جهاده فبلغ خبره عبيده الله، فأمر بقتله ( ) ، ثم إن العلماء خطوا خطوة أكبر بإصدار فتوى بوجوب قتال الدولة الفاطمية العبيدية وكان ذلك بعد اجتماع وتشاور بين علماء السنة وتحالفوا مع أهل القبلة ضد الفاطميين الذين حكموا عليهم بالكفر لمعتقداتهم الفاسدة قال الشيخ الفقيه أبو بكر بن عبد الرحمن الخولاني : خرج الشيخ أبو إسحاق السبائي رحمه الله - مع شيوخ إفريقية إلى حرب بني عبيد مع أبي يزيد، فكان أبو إسحاق يقول - ويشير بيده إلى عسكر أبي يزيد هؤلاء من أهل القبلة وهؤلاء ليسوا من أهل القبلة - يريد عسكر بن عبيد - فعلينا أن نخرج مع هذا الذي من أهل القبلة لقتال من "هو" على غير القبلة -، فإن ظفرنا بهم لم ندخل تحت طاعة أبي يزيد، لأنه خارجي، والله عز وجل يسلط عليه إماماً عادلاً فيخرجه من بين أظهرنا ويقطع أمره عنا. والذين وخرجوا معه من الفقهاء والعباد : أبو العرب ابن تميم، وأبو عبد الملك مروان نصروات وأبو إسحاق السجائي وأبو الفضل وأبو سلمان ربيع بن القطان ( ) وغيرهم كثير ( ) وفي الموعد المحدد خرج العلماء ومن ورائهم وجوه القوم وعامتهم في أعداد غفيرة لا يحصيهم عد، ولم يتخلف من العلماء والصلحاء أحد إلا العجزة، ومن ليس عليهم خرج، وكان ربيع القطان في طليعة الصفوف راكباً فرسه، وعليه آلة الحرب متقلداً مصحفه وهو يقول : الحمد لله الذي أحياني حتى أدركت عصابة من المؤمنين اجتمعوا لجهاد أعدائك وأعداء نبيك ( ) وقد أبلى العلماء في تلك المواجهة بلاء حسناً، وقدموا صور حقيقيه للجهاد في سبيل الله لأعداء الإسلام، واستشهد منهم مالا يقل على الثمانين عالماً، منهم ربيع القطان والمميس وغيرهما، وأظهروا شجاعة نادرة وتفانياً لا مثيل له قتال عدوهم، وحققوا انتصاراً باهراً وكادوا يستولون على المهدية، لولا أن ساعة الغدر حلت ورجعت الكرة عليهم، حين خدعهم أبو يزيد وأسفر عن وجهه القبيح المناوئ لأهل السنة وأمر جنده أن ينكشفوا عنهم بقوله : أعداؤكم من قتلهم لا نحن فنستريح منهم ( ) وكان غرضه من تلك الفعلة الشنيعة والخدعة المنكرة : الراحة منهم لأنه فيما ظن إذا قتل شيوخ القيروان وأئمة الدين تمكن من أتباعهم فيدعوهم إلى ما شاء الله فيتبعونه ( ) فهزم شر هزيمة حيث انضم عدد غير قليل من جنده إلى صفوف عدوه ولم يبق له من الجند إلا القليل، وقتل شر قتلة، وكانت نهايته يوم 30محرم سنة 336ه ( ) ، وقد أثرت هذه المواجهة بين السنة والشيعة على الساحة المغربية فيما بعد، حيث استمرت المقاومة فيمن جاء بعدهم حتى بعد خروج بني عبيد من المغرب، فكانوا يبحثون عن مراكز وجود الشيعة، فإذا عثروا عليهم قتلوهم أموالهم، فقد ذكر ابن عذارى في البيان المغرب أنه : كان بمدينة القيروان قوم يتسترون بمذهب الشيعة من بشرار الأمة انصرفت العامة إليهم من فورهم، فقتلوا منهم خلقاً كثيراً رجالاً ونساءً وانبسطت أيدي العامة على الشيعة وانتهبت دورهم وأموالهم ( ) ، ويصف القاضي عياض هذه الحادثة : وكان إبتداء ذلك اليوم الجمعة منتصف المحرم، قتلت العامة الرافضة أبرح قتل بالقيروان وحرقوهم وانتهبوا أموالهم، وهدموا دورهم وقتلوا نساءهم وصبيانهم، وجروهم بالأرجل، وكانت صيحة من الله سلطها عليهم، وخرج الأمر من القيروان وإلى سائر بلادهم فقتلوا وأحرقوا بالنار، فلم يترك أحد منهم في إفريقية إلا من اختص ( ) . وهكذا كان هذا النوع من المقاومة هو أشد الأنواع وأنكاها، طهر الله به أرض المغرب من بدعة التشييع الباطني الرافضي.
ح- المقاومة عبر التأليف : وكانت المقاومة عبر التأليف من الوسائل المجدية والنافعة في مقاومة الشيعة والتي كان لها أثر طيب في إقلاقهم وقص مضاجعهم وإعلانهم الحرب على من يفعل ذلك، كما كان لها أثر في تبصير العامة بالحق وإرساء دعائم السنة وكانت هذا المؤلفات تنقسم إلى نوعين :
- المؤلفات التي تتناول مسائل العقيدة جملة وفق منهج أهل السنة والجماعة، ومن بين المسائل تتاولها مسألة الإمامة عند أهل السنة وأفضلية أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهما، وشرعية خلافة الثلاثة خلافاً للشيعة الرافضة والترضي عن أصحاب رسول جمعياً من غير تفريق بينهم، واعتبارهم جميعاً عدولاً خلافاً للشيعة الذين يكفرونهم ويفسقونهم عدا نفر قليل منهم فهذا النوع من التأليف كان له أثر عميق في تبصير الناس بدينهم ونشر المذهب الحق فيهم، حتى أصبحوا يعتبرون كل من خالف هذه العقيدة مخالفاً للإسلام وخارجاً عن جماعة المسلمين يجب فيه كل ما يجب في الكافر من المعاداة والقتال والمقاطعة وغير ذلك من المعاملة، لعله يرتدع ويرجع وتيوب ( ) .
والنوع الثاني : المؤلفات التي ألقت للرد على الشيعة خاصة وعلى عقائدهم الباطلة : وهذا النوع من التأليف - كما سبق الحديث عنه - جاء نتيجة ظروف خاصة أوجبت على أهل السنة الرد عليهم، وتفنيد شبههم ودحض باطلهم من هذا الصنف من المؤلفات نذكر كتابي "الإمامة" اللذين ألفهما الإمام محمد بن سحنون، وقد سبق الحديث عنهما، وهما أعظم ما ألف في هذا الفن، يقول عيسى بن مسكين : وما ألف في هذا الفن مثلهما ( ) ، وكتاب الإمامة للإمام إبراهيم بن عبد الله الزبيدي، وكتاب الرد على الرافضة له أيضاً، واللذات كانا السبب في محنته وسجنه وضربه من قبل الدولة الفاطمية العبيدية، فهذا النوع كان له أثره في المقاومة ( ).
خ- مقاومة شعراء أهل السنة : إلى جانب وسيلة التأليف كانت هناك وسيلة نظم الشعر لهجو بني عبيد وذمهم، وقد برز في هذا الميدان كثير من الشعراء منهم : أبو القاسم الفزاري، فقد وصفهم ووصف سلوكهم فقال :

عبدوا ملوكهم وظنوا أنهم
    ??نالوا بهم سبب النجاة عموماً

وتمكن الشيطان من خطواتهم
    ??فأراهم عوج الضلال قويما

رغبوا عن الصديق والفاروق في
    ??أحكامهم لا سلموا تسليما

واستبدلوا بهما ابن الأسود نابحاً
    ??وأبا قدارة واللعين تميما

تبعوا كلاب جهنم وتأخروا
    ??عمن أصارهم الإله نجوما

أمن اليهود ؟ أم النصارى ؟ أم هم
    ??دهرية جعلوا الحديث قديما

أم هم من الصابئين أم من عصبة
    ??عبدوا النجوما وأكثروا التنجيما

أم هم زنادقة معطلة رأوا
    ??أن لا عذاب غداً ولا تنعيما

أم عصبة ثنوية قد عظموا
    ??النورين عن ظلماتهم تعظيما

سبحان من أبلى العباد بكفرهم
    ??وبشركهم حقباً وكان رحيما

يارب فالعنهم ولقهم
    ??بأبي يزيد من العذاب أليما ( )


ومن أشهر ما قاله قصيدته الرائية التي انتشرت في الآفاق والبلدان والتي قال فيها :

عجبت لفتنة أعمت وعمت
    ??يقوم بها دعي أو كفور

تزلزلت المدائن والبوادي
    ??لها وتلونت منها الدهور

وضاقت كل أرض ذات عرض
    ??ولم تعن المعاقل والقصور

فنجى القيروان وساكنيها
    ??إله دافع عنها قدير

أحاط بأهلها علماً وخبراً
    ??وميز ما أكتنه الصدور

وجللهم بعافية وأمن
    ??وأسبل فوقها ستر ستير

وأثبت جلة العلماء فيها
    ??بحار لا تعد ولا بحور

ومنها سادة العلماء قدما
    ??إذا عُدَّوا وليس لها نظير

وفيها القوم عباد خيارا
    ??فقد طاب الأوائل والأخير

هم افتكوا سبايا كل أرض
    ??وفادوا ما استبد به المغير

كفيناهم عطائمها جميعاً
    ??فزالت عنهم تلك الشرور

وسكنَّا قلوباً خافقات
    ??أمات عروقها ضر ضرير

وأوينا وآسينا وكنا
    ??لهم أهلاً وأكثرهم شطير

فبات طعامناً لهم طعاماً
    ??هناك ودُورنا للقوم دور

وكان لنا ثواب الله ذُخراً
    ??وقام بشكرنا منهم شكور

ولولا القيروان وساكنوها
    ??لغاب طعامهم والمخ ( ) ريرُ

وليس لنا كما لهم حصون
    ??ولا حيل أعاليه وعور

ولا سور أحاط بنا ولكن
    ??لنا من حفظ رب العرش سُورُ

ولا نأوي إلى بحر وإنا
    ??إذا قضى القضا تُتحَى البحُورُ

ولكنا إلى القرآن نأوي
    ??وفي أيماننا البيض الذكور

عقائق كالبوارق مرهفات
    ??بها تحمي الحرائم والثغور

وسُمر في أعاليهن شهب
    ??بها ظمأ مواردها النحور

إلى أن قال :

وإنا بعد منخوف وأمن
    ??نحب إذا تشعبت الأمور

رسول الله والصديق حبا
    ??به ترجى السعادة والبحور

وبعدهما نحب القوم طُرَّا
    ??وما اختلفوا فربهم غفور

ألا بأبي وخالصتي وأمي
    ??محمد البشير لنا النذير

سأهدى ما حييت له ثناء
    ??مع الركبان ينجد أو يغور( )







يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن 





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق