إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

224 موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية الفصل الثالث سياسة نور الدين الخارجية المبحث الخامس : فقه نور الدين في التعامل مع الدولة الفاطمية : أولاً : جذور الشيعة الإسماعيلية والدولة الفاطمية : 5- زوال الدولة الفاطمية من شمال إفريقيا :


224

موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية

الفصل الثالث سياسة نور الدين الخارجية

المبحث الخامس : فقه نور الدين في التعامل مع الدولة الفاطمية :

أولاً : جذور الشيعة الإسماعيلية والدولة الفاطمية :

5- زوال الدولة الفاطمية من شمال إفريقيا :

استطاع بعض فقهاء المالكية أن يصلوا إلى ديوان الحكم في دولة ضهاجة التابعة للدولة الفاطيمة بمصر وأثروا في بعض الوزراء والأمراء - الذين كان لهم الفضل بعد الله في تخفيف ضغط الدولة على علماء أهل السنة واستطاع العلامة أبو الحسن الزجال أن يؤثر في الأمير المعز بن باديس الضهاجي في تربيته على منهج أهل السنة، وأعطت هذه التربية ثمارها بعدما تولى المعز إفريقيية في ذي الحجة سنة 406ه وكان عمل العلامة أبو الحسن في السر بدون أن يعلم به أحد من الشيعة الرافضة وكان هذا العالم فاضلاً ذا خلق ودين وعقيدة سليمة ومبغض للمذهب الشيعي الباطني واستطاع أن يغرس التعاليم الصحيحة في نفسية وعقلية وفكر المعز بن باديس الذي تّم على يديه القضاء على مذهب الشيعة الإسماعيلية في الشمال الإفريقي وقد وصف الذهبي المعز بن باديس فقال : وكان ملكاً مهيباً، وسرَّيا شجاعاً عالي الهمة، محباً للعلم ، كثير البذل، مدحه الشعراء وكان مذهب الإمام أبي حنيفة قد كثر بإفريقية فحمل أهل بلاده على مذهب مالك حسماً لمدة الخلاف، وكان يرجع إلى الإسلام، فخلع طاعة العبيدية وخطب للقائم بأمر الله العباسي، فبعث إليه المستنصر يتهدده فلم يخفه ( ) ، ورد المعز بن باديس على خطاب المستنصر الفاطمي بمصر الذي هدده فيه وقال له : هلا اقتفيت آثار آبائك في الطاعة والولاء في كلام طويل، فأجابه المعز : إن آبائي وأجدادي كانوا ملوك المغرب قبل أن يتملكه أسلافك ولهم عليهم من الخدم أعظم من التقديم ولو أخروهم لتقدموا بأسيافهم ( ) ، وبيت لنا كتب التاريخ أن المعز بن باديس تدرج في عدائه للشيعة الرافضة الباطنية ولحكام مصر وظهر ذلك في عام 435ه عندما وسع قاعدة أهل السنة في جيشه وديوانه ودولته، فبدأ في حملات التطهير للمعتقدات الباطنية ولمن يتلذذ بسبب، أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأوعز للعامة وللجنوده بقتل من يظهر الشتم والسب لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما فسارعت العامة في كل الشمال الإفريقي للتخلص من بقايا العبيديين ليصفى الشمال الإفريقي من المعتقدات الفاسدة الدخيلة عليه وأشاد العلماء والفقهاء بهذا العمل الذي أشرف على تنفيذه المعز بن باديس رحمه الله وذكر الشعراء أشعاراً في مدح المعز، فقد قال القاسم بن مروان في تلك الحوادث :

وسوف يقتلون بكل أرض
    ??كما قتلوا بأرض القيروان

وقال آخر :

يا معز الدين عش في رفعة
    ??وسرور واغتباط وجذل

أنت أرضيت النبي المصطفى
    ??وعتيقاً في الملاعين السفل

وجعلت القتل فيهم سنة
    ??بأقاصي الأرض في كل الدول ( )


واستمر المعز بن باديس في التقرب إلى العامة وعلمائهم وفقهائهم من أهل السنة وواصل السير في تخطيطه للإنفصال الكلي عن العبيديين في مصر، فجعل المذهب المالكي هو المذهب الرسمي لدولته وأعلن إنضمامه للخلافة العباسية وغيَّر الأعلام إلى العباسيين وشعاراتهم وأحرم أعلام الدولة الفاطمية وشعاراتهم وأمر بسبك الدراهم والدنانير التي كانت عليها أسماء العبيديين والتي استمر الناس يتعاملون بها 145سنة وأمر بضرب سكة أخرى كتب على أحد وجهيها : لا إله إلا الله محمد رسول الله. وكتب على الآخر " ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين " (آل عمران ، آية : 85) وقضى المعز بن باديس على كل المذاهب المخالفة لأهل السنة من الصفرية والنكارية والمعتزلة، والإباضية وفي سنة 443ه انضمت برقة كلها إلى المعز بن باديس بعد أن أعلن أميرها جبارة بن مختار الطاعة له وكان أول من قاد حملة التطهير على الشيعة الإسماعيلية في طرابلس وحارب تقاليدهم الباطلة ودعوتهم المضللة هو العلامة علي بن محمد المنتصر وكنيته أبو الحسن المتوفى عام 432ه ( ) .





يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن 





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق