إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 16 يوليو 2014

244 موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية الفصل الثالث سياسة نور الدين الخارجية المبحث الخامس : فقه نور الدين في التعامل مع الدولة الفاطمية : سادساً : القضاء على محاولة انقلابية لإعادة الدولة الفاطمية : 2- حصار الإسكندرية :


244

موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية

الفصل الثالث سياسة نور الدين الخارجية

المبحث الخامس : فقه نور الدين في التعامل مع الدولة الفاطمية :

سادساً : القضاء على محاولة انقلابية لإعادة الدولة الفاطمية :

2- حصار الإسكندرية :

إن أهل الإسكندرية ساهموا في نجاح المشروع السني بمصر، ودافعوا عن صلاح الدين عندما حوصر بها وهم يدافعون عن المدينة بشجاعة فائقة ورجولة منقطعة النظير، ومسلمي مصر عموماً وأهل الإسكندرية منهم خصوصاً دائماً وأبداً في الخندق المدافع عن قضايا الأمة قديماً وحديثاً، ولهم من الطاقات الفكرية والأمكانات المادية، والأقلام السيالة وصفاء الفطرة ما يجعلهم في مصاف من يتصدى للمشروع الشيعي الرافضي الباطني والمشروع الأمريكي الغربي وقد قاوم المصريون قديماً النفوذ الشيعي الباطني وتعاونوا مع إخوانهم من أهل السنة، فكرياً وعقائدياً وسياسياً وعسكرياً واقتصادياً وإعلامياً حتى تّم القضاء على المشروع الشيعي الباطني ولذلك نجد كتّاب الشيعة الرافضة يقولون عن مصر وأهلها : أبناء مصر؛ لعنوا على لسان داود عليه السلام، فجعل الله منهم القردة والخنازير( ) ، وما غضب الله على بني إسرائيل إلا أدخلهم مصر، ولا رضي عنهم إلا أخرجهم منها إلى غيرها ( )، وقالوا بئس البلاد مصر، أما أنها سجن من سخط الله عليه من بني إسرائيل ( )، وقالوا : انتحوا مصر ولا تطلبوا المكث فيها لأنه يورث الدياثة ( )، وجاءت عندهم عدة روايات في ذم مصر، وهجاء أهلها، والتحذير من سكناها، ونسبوا هذه الروايات إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلى محمد الباقر، وإلى علي الباقر، وهذا رأي الشيعة الروافض في مصر في تلك العصور الإسلامية الزاهرة، وقد عقب المجلسي الشيعي الرافضي على هذه النصوص بقوله بأن مصر صارت من شر البلاد في تلك الأزمنة، لأن أهلها صاروا من أشقى الناس وأكفرهم ( ) ويبدوا أن هذه النصوص هي تعبير عن حقد الرافضة وغيظهم على مصر وأهلها بسبب سقوط إخوانهم الإسماعيليين العبيديين على يد صلاح الدين، الذي طهر أرض الكنانة من دنسهم ورجسهم، وأين هذه الكلمات المظلمة في مصر وأهلها الأحبة من وصية حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم بأهل مصر ( ).

وإليك أيها القاريء الكريم ما قام به أهالي الإسكندرية للدفاع عن الإسلام وعن دولته السنية الجديدة في مصر، فقد تعرضت الإسكندرية لا نزال صقلي في الأيام الأخيرة من عام 569ه/ نهاية تموز 1174م، وكان الأسطول النورماندي يتكون من مئتي ( ) سفينة وقيل من مائة وثمانين سفينة تحمل خمسين ألف رجل بينهم ثلاثين ألف مقاتل تنفيذاً للمخطط واسع النطاق الذي اتفقت عليه العناصر الموالية للفاطميين مع ملكي بيت المقدس وصقلية بهدف إحياء الخلافة الفاطمية في ( ) مصر ورد الدعوة الشيعية الرافضية إلى ما كانت عليه وقد وصلت الحملة النورماندية أمام الإسكندرية في 16 ذي الحجة بعدما انكشفت المؤامرة وقضى على المتآمرين في الداخل من جهة وبعد وفاة عموري الأول ملك بيت المقدس من جهة ثانية. وشرع النورمان في مهاجمة الإسكندرية ونجحوا في أغراق بعض المراكب المصرية التي كانت راسية على الساحل ( ) وقد أبدى الجيش الأيوبي وأهالي الإسكندرية شجاعة فائقة، فأحرقوا دبابات العدو التي نصبت قرب السور " وأحسنوا القتال والصبر". وكان صلاح الدين غائباً عن الإسكندرية، وحين وصلها زال ما بالمحاربين من تعب وألم الجراح وكل منهم يظن أن صلاح الدين معه، فهو يقاتل قتال من يريد أن يشاهد قتاله ( ) . فما كان على الصليبيين سوى التسليم وصاروا بين قتيل وأسير ( ) . وهكذا وجه جيش صلاح الدين وأهالي الإسكندرية ضربة ماحقة بأصحاب فكرة غزو مصر، بحيث لم يعودوا يفكرون في إعادة التجربة مّرة ثانية في عهد صلاح الدين، على الرغم من أنهم لم يتخلوا عن الفكرة كلياً، إذ أعادوا الكرة بعد وفاة صلاح الدين بربع قرن ( ).




يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن 





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق