إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

238 موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية الفصل الثالث سياسة نور الدين الخارجية المبحث الخامس : فقه نور الدين في التعامل مع الدولة الفاطمية : خامساً : إلغاء الخلافة الفاطمية العبيدية : 1- التدرج في إلغاء الخطبة للخليفة الفاطمي :


238

موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية

الفصل الثالث سياسة نور الدين الخارجية

المبحث الخامس : فقه نور الدين في التعامل مع الدولة الفاطمية :

خامساً : إلغاء الخلافة الفاطمية العبيدية :

1- التدرج في إلغاء الخطبة للخليفة الفاطمي :

استفاد صلاح الدين من الرجل الكبير القاضي الفاضل، فقد ساعده على إحكام خطة مدروسة للقضاء على الدولة الفاطمية والمذهب الشيعي الرافضي الإسماعيلي وشرع صلاح الدين في تنفيذها بدقة متناهية وبعد أن هّيأ صلاح الدين المصريين للإنقلاب وقلَّم أطفار المؤسسة الفاطمية، فعزل قضاة الشيعة وألغى مجالس الدعوة وأزال أصول المذهب الشيعي، ففي سنة 565ه/1169م أبطل الأذان بحي على خير العمل محمد وعلي خير البشر. ويعلق المقريزي بأن هذه أول وصمة دخلت على الدولة ( ) . ثم أمر بعد ذلك، في يوم الجمعة العاشر من ذي الحجة 565ه/1169م - 1170م بأن يذكر في خطبة الجمعة الخلفاء الراشدون أبو بكر وعمر وعثمان ثم علي وأمر بعد ذلك بأن يُذكر العاضد في الخطبة بكلام يحتمل التلبيس على الشيعة فكان الخطيب يقول : اللهم أصلح العاضد لدينك ( ) . وولىّ القضاء في القاهرة للفقيه عيسى الهكاري السني فاستناب القضاة الشافعيين في جميع البلاد وأنشأ المدارس لتدريس المذاهب السُّنية وهو في الوقت نفسه يضيق الخناق على العاضد، فيلغي مخصصاته ويحرمه من المال والخيل والرقيق ويمنع رسوم الخلافة وهي حفلاتها الرسمية في الأعياد وغيرها، ويحتجز الخليفة في قصره فلا يسمح له بمغادرته إلا في مناسبات قليلة منها خروجه لاستقبال نجم الدين أيوب والد صلاح الدين يوم جاء إلى القاهرة وعمد إلى الخطة نفسها مع أمراء الجيش فأخذ يحّد من نفوذهم شيئاً فشيئاً ثم قبض عليهم في ليلة واحدة وأنزل أصحابه في دورهم وفّرق إقطاعاتهم عليهم ( ) . وكان العاضد يتابع ذلك كله بقلب حزين ونفس كئيبة وقد خابت الآمال التي عقدها على صلاح الدين وانزوى في مخدعه فريسة للهّم والمرض ( )، وأدرك صلاح الدين أن الفرصة باتت مؤتيه للقضاء على الدولة الفاطمية المحتضرة فعقد مجلساً كبيراً حضره أمراء جيشه وقواده وفقهاء السُّنة ومتصوفوها وسألهم الرأي والنصيحة وقد اتفق رأي الحاضرين على اتخاذ تلك الخطوة الفاصلة في حياة البلاد ( ) . وفي بداية سنة 567ه/1171-1172م قطع صلاح الدين الخطبة للفاطميين وكان قطعها بالتدريج أيضاً، ففي الجمعة الأولى من محرم 567ه/1171-1172م حذف اسم العاضد من الخطبة، وفي الجمعة الثانية خطب باسم الخليفة المستضيء بأمر الله أبي محمد الحسن بن المستنجد بالله : وقطعت الخطبة للعاضد لدين الله فانقطعت ولم تعد بعدها إلى اليوم الخطبة الفاطمية ( ) والملاحظ أن الخطبة للعباسيين قد تمت بالإسكندرية قبل القاهرة ومصر بنحو أسبوعين وذلك لأنها ظلت على المذهب السني طوال العصر الفاطمي ( ) وقد توفي العاضد في العاشر من محرم 567ه/1171- 1172م ( ) ويقال أن صلاح الدين حين علم بوفاة العاضد الفاطمي بعد أيام ندم على أنه تعجل في قطع خطبته وقال : لو عرفنا أنه، أي الخليفة العاضد، يموت في هذا اليوم ما غصصناه برفع اسمه من الخطبة، فضحك القاضي الفاضل ورد عليه : قائلاً : يا مولاي لو علم أنكم ما ترفعون اسمه من الخطبة لم يمت ( ) ، فابتسم الحاضرون لهذه المداعبة الكلامية بين الوزير صلاح الدين وكاتبه أو مستشاره التي أنطوت فيها آخر صفحة من صفحات تاريخ الدولة الفاطمية العبيدية ( ).




يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن 





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق