إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

226 موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية الفصل الثالث سياسة نور الدين الخارجية المبحث الخامس : فقه نور الدين في التعامل مع الدولة الفاطمية : أولاً : جذور الشيعة الإسماعيلية والدولة الفاطمية : 7- المدارس النظامية ودورها في الإحياء السني والتصدي للفكر الشيعي الرافضي :


226

موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية

الفصل الثالث سياسة نور الدين الخارجية

المبحث الخامس : فقه نور الدين في التعامل مع الدولة الفاطمية :

أولاً : جذور الشيعة الإسماعيلية والدولة الفاطمية :

7- المدارس النظامية ودورها في الإحياء السني والتصدي للفكر الشيعي الرافضي :

بدأ التفكير الفعلي في إنشاء هذه المدارس النظامية للوقوف أمام المد الشيعي الإمامي والإسماعيلي الرافضي عقب اعتلاء السلطان ألب أرسلان عرش السلاجقة في عام 455ه فقد أستوزر هذا السلطان رجلاً قديراً وسنياً متحمساً هو الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي الملقب بنظام الملك، فرأى هذا الوزير أن الاقتصار على مقاومة الشيعة الإمامية والإسماعيلية الباطنية سياسياً لن يكتب له النجاح إلا إذا وازى هذه المقاومة السياسية مقاومة فكرية، ذلك أن الشيعة إمامية كانوا أو إسماعيلية نشطوا في هذه الفترة وما قبلها إلى الدعوة لمذهبهم بوسائل فكرية متعددة وهذا النشاط الفكري ما كان ينجح في مقاومته إلا نشاط سني مماثل يتصدى له بالحجة والبرهان ( ) فقد كانت الدولة الفاطمية تقوم بإعداد الدعاة من خلال جامع الأزهر الذي جعلوا منه مؤسسة تعليمية تعني بنشر مذهبهم في عام 378ه ( ).

هذا بالإضافة إلي البرامج التعلمية التي كانت تعد بعناية خاصة في عاصمة الدولة الفاطمية لإعداد الدعاة وتثقيفهم ثقافة مذهبية واسعة قبل إرسالهم الي البلاد الإسلامية لنشر المذهب الإسماعيلي وكان لذلك أثر في رواج هذا الذهب في بعض مناطق الدعوة ( ) لذلك كلة فكر نظام الملك في أن يقاوم النفوذ الشعى  بنفس الأسلوب الذى ينتشر به ومعنى ذلك رأى أن يقرن المقاومة السياسية للشيعة بمقاومة فكرية أيضاً ( ) ، وتربية الأمة علي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ووعقيدة أهل السنة والجماعة المستمدة من الوحى الإلهى ومن هنا كان تفكيرة في انشاء المدارس النظامية التى نسبت إليه، لأنة الذى جد في إنشاءها وخطط لها، وأوقف عليها الأوقات الواسعة واختار لها الأكفاء من الأساتذة فكان من الطبيعي أن تنسب إليه من دون السلاجقة ( ) وقد وفق الله نظام الملك توفيقاً قل نظيره فى التاريخ السياسى والعلمى والديني فقد عاشت مدارسه أمداً طويلاً وعلى الخصوص نظامية بغداد التى طاولت الزمن زهاء أربعة قرون إذا كان أخر من عرفنا ممن درس فيها صاحب القاموس الفيروز أبادي المتوفى سنة 817ه حيث زالت فى نهاية القرن التاسع الهجرى ( ) وأدت رسالتها من تخريج العلماء على المذهب السنى الشافعى وزودت الجهاز الحكومى بالموظفين ردحاً من الزمن وبخاصة دوائر القضاء والحسبة والاستفتاء وهى أهم وظائف الدولة فى ذلك العصر وانتشر هؤلاء فى العالم الاسلامى حتى اخترقوا حدود الباطنية فى مصر وبلغوا الشمال الإفريقى ودعموا الوجود السنى بها لقد تخرج من هذه المدارس جيل تحقق على يديه معظم الأهداف التى رسمها نظام الملك فوجدنا كثيراً من الذين تخرجوا منها يرحلون الى أقاليم أخرى ليقوموا بتدريس الفقة الشافعى والحديث الشريف وينشروا عقيدة أهل السنة في الأمصار التى انتقلوا إليها أو يتولوا مجالس القضاء والفتيا أويتولو بعض الوظائف الإدارية الهامة فى دواوين الدولة وينقل السبكي عن إسحاق الشيرازي - أول مدرس بنظامية بغداد بقوله خرجت الى خراسان فما بلغت بلدة ولاقرية إلاكان قاضيها أو مفتيها أو خطبيها تلميذي أو من أصحابي ( ) ، وقد ساهمت هذه المدارس فى اعادة دور منهج السنة فى حياة الأمة بقوة وكان أبرز أثارها أيضا تقلص نفوز الفكر الشيعى وخاصة بعد أن خرجت المؤلفات المناهضة له من هذه المدراس وكان الإمام الغزالى على قمة المفكرين الذين شنوا حرباً شعواء على الشيعة الرافضة ( ). وقد مهدت المدراس النظامية بتراثها ورجالها وعلمائها السبيل ويسرته أمام نور الدين زنكى والأيوبين يحى يكملوا المسيرة التى من أجلها أنشئت النظاميات وتتمثل فى العمل على سيادة الاسلام الصحيح وخاصة فى المناطق التى كانت موطنأ لنفوذ الشيعة فى تلك المرحلة كالشام ومصر وغيرها - ان الاخطاء العظيمة التى تواجة الأمة اليوم المشروع الباطنى الجديد النشط فى أنحاء المعمورة وقد استهدف عقيدة الأمة وكتاب ربها وسنة نبيها وتاريخها وعظمائها فهد نستلهم الدروس  ونستخرج الصحيح الذى جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فيكون من حكامنا مثل  ألب أرسلان فى شجاعته ومن وزرائنا كنظام الملك فى همته وغيرته ومن علمائنا كالجويني والغزالي والبغوي والجيلاني فى دفاعهم عن الكتاب والسنة والصحابة وقضايا الفكر الاسلامى الصحيح وتوظف الوسائل الحديثة فى بث عقائد الاسلام الصحيحة وتاريخة الموثق وفكرة البديع من خلال الفضائيات والإنترنت والمطابع والجرائد والمجلات والكتب والندوات و المؤتمرات والمناهج والمدارس والجامعات ووسائل الدعوة بأنواعها نريد بذلك وجة اللة والدار الاخرة ورفقة النبيين والصدقين والشهداء والصالحين جهود الامام فى دحر الشيعة الباطنية إذا كانت إحدى ثمرات المدارس النظامية أنها مهدت الطريق لسيادة المذهب السني كان من أبرز أثارها أيضاً نفوذ الفكر الشعيى وخاصة بعد أن خرجت الؤلفات المناهضة له من هذه المدارس وكان الإمام الغزالي - العالم السنى على قمة المفكرين الذين شنوا حربا شعواء على الشيعة الرافضة الباطنية اذ يذكر هو أنة ألف فى ذلك كتباً عدة أشهرها فضائح الباطنية الذى كلف بتأليفة فى 487ه من قبل الخليفة المستظهر ( ) على أن الشيء المثير للإعجاب هو شجاعة الغزالى فى حملته على الإسماعيلية الباطنية جاءت فى وقت انتشر فيه دعاتهم فى فارس وتزايد خطرهم حتى أقاموا الحصون والقلاع وهددوا أمن الناس وسلامتهم وأقاموا بالاغتيالات على نطاق واسع فشملت كثيراً من الساسة المفكرين وعلى رأسهم نظام الملك نفسه والغزالي قام لهذه الحملة بتوجيه من السلطة مع رغبة الغزالي العالم السني فى القيام بواجبة فى الدفاع عن الإسلام الحقيقى -وهذا شيء جميل لما تلتقى جهود السلطة السياسية مع علمائها فى تحقيق أهداف الإسلام من خلال مؤسسات نافعة للمجتمع والدولة، كالذي قامت به المدارس النظامية في مقاومة الفكر والنفوذ الشيعي الباطني فقد كانت الدولة الفاطمية قد تدرعت بالفلسفة والعقيدة الباطنية وظهرت في مظهر ديني سياسي، فكانت كما يقول الأستاذ الندوي - أشد خطراً على الإسلام من الفلسفة، فقد كانت  الفلسفة تعيش في برجها العاجي بعيداً عن الشعب والجمهور ( ) ، وأما الباطنية، فكانت تتسَّرب إلى المجتمع وتنفث سمومها فيه، وكان لها الإغراءات المادية القوية، ولم يكن في العالم الإسلامي في آخر القرن الخامس أحد أجدر بالرد عليها والكشف عن أسرارها ونقض ما تبني عليه دعوتها من الغزالي وكان لكتابات الغزالي أثر قوي مجال الرد على الباطنية، فقد استطاع بفكرة القوي وبما نال من شهرة أن يكون ذا تأثير قوي في مقاومة الباطنية وأن يناصر المذهب السني، فقد استطاع توظيف العلوم الشرعية والعلوم العقلية من الفلسفة والمنطق والكلام في نسف جذور المذهب الباطني وقال فيهم كلمته التي طار بها الركبان وسارت مسير الأمثال : طاهرهم الرفض وباطنهم الكفر المحض، فهم يتسترون بالتشيع وما هم من الشيعة من شيء وإنما هو قناع يخفون وراءه كيدهم لأهل الإسلام ( ) ومما يذكر للغزالي : استمراره على نقد هذه الطائفة وكشف اللثام عن تناقض أفكارها وفضائح أعمالها وسوء نواياها، برغم ما كان معلوماً في ذلك الوقت أن هذا النقد يكلفه حياته، وقد رأى بنفسه مصرع رجل الدولة الكبير الوزير نظام الملك وكان الشيعة الباطنية تهدد كل من يرونه خطراً عليهم من رجال الملك أو رجال العلم بالانتقام في صورة طعنة في خنجر، أو سم يدس في طعام أو غير ذلك من الأساليب التي أتقنوها ونفذوها بكل دقة وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على شجاعة الغزالي في صدعه بالحق، ومواجهة الباطل، مهما تكن النتيجة ولن يصيبه إلا ما كتب الله له ( ) . وهذا درس وتذكير للعلماء المعاصرين أن يصدقوا الله في مقاومة الباطنين الجدد، وقد رأيت بعض المحسوبين على العلماء يخشونهم، ويخافون من القتل والاغتيال أو تهمة الطائفية، وبعضهم وقع تحت تأثير أبر التخدير الباطنية ومجاملات لا وزن لها في ميزان الشريعة أو حسابات دنيوية زائلة ولذلك تركوهم يعيثون بعقائد الأمة ومقدساتها وساعدهم بعض علماء الأمة في تخدير الجمهور العريض من أبناء المسلمين مع علم هؤلاء العلماء بخطر هؤلاء القوم على عقائد الأمة وأخلاقها، أما يخشى هؤلاء الناس من يقوم يتقلب فيه القلوب والأبصار ويسأل الله فيه الصادقين عن صدقهم.



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن 





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق