إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

241 موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية الفصل الثالث سياسة نور الدين الخارجية المبحث الخامس : فقه نور الدين في التعامل مع الدولة الفاطمية : خامساً : إلغاء الخلافة الفاطمية العبيدية : 4- اعتبار واتعاظ من زوال الفاطميين من مصر :


241

موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية

الفصل الثالث سياسة نور الدين الخارجية

المبحث الخامس : فقه نور الدين في التعامل مع الدولة الفاطمية :

خامساً : إلغاء الخلافة الفاطمية العبيدية :

4- اعتبار واتعاظ من زوال الفاطميين من مصر :

 كانت مدة ملك الفاطميين مائتين وثمانين سنة وكسراً، فصاروا، كأمس الذاهب وكأن لم يَغْنَوا فيها، وكان أوّل من ملك منهم المهدئَّ وكان من أهل سَلَمْيَة حدَّاداً اسمه سعيد، وكان يهودياً فدخل بلاد المغرب وتسمَّى بعبيد الله، وأدَّعى أنَّه شريف علّوِىُّ فاطميُّ، وقال : إنه المهديُّ وقد ذكر هذا غير واحد من سادات العلماء الكبُراء كالقاضي أبي بكر الباقلاَّني والشيخ أبي حامد الإسفريينيَّ وغير واحد من سادات الأئمة .... والمقصود أنَّ هذا الدّعِىَّ المُدَّعِىَ الكَّذاب راج له ما افتراه في تلك البلاد ووازَرهَ جماعة من جهلة العُبّاد، وصارت له دولة وصولة، فتمكَّن إلى أن بنى مدينة سّماها المهدية نسبة إليه، وصار مَلِكاً مطاعاً يظهر الرفض وينطوى على الكفر المحض، ثم كان من بعده ابنه القائم ثم المنصور، ثم المعز - وهو أوّل من دخل مصر منهم وبنيت له القاهرة - ثم العزيز ثم الحاكم، ثم الظاهر، ثم المستنصر ثم المستعلي، ثم الآمر، ثم الحافظ، ثم الظافر، ثم الفائز، ثم العاضد وهو آخرهم، فجملتهم أربعة عشر ملِكاً، ومدتهم مائتان ونيَّف وتسعين سنة ... وقد كان الفاطميون أغنى الخلفاء وأكثرهم مالاً، وكانوا من أغنى الخلفاء وأجبرهم وأظلمهم، وأنجس الملوك سيرة وأخبثهم سريرة ظهرت في دولتهم البدع والمنكرات وكثر أهل الفساد وقل عندهم الصالحون من العلماء والعبّاد وكثر بأرض الشام النُّصيريُّة والدرزية والحشيشية وتغلب الفرنج على سواحل الشام بكماله، حتى أخذوا القدس الشريف ونابلس وعجلون والغَوْرَ وبلاد غَزَّة وعسقلان وكرَكَ الشَّوبك وطبريه وبانياس وصور وعشليث وصيدا وبيروت وعكا وصَفَدَ وطرابلس وأنطاكية وجميع ما وَالىَ ذلك في بلاد آياسى ( ) وسيس ( )، واستحوذوا على بلاد آمد والرُّها ورأس العين وبلاد شَتَّى، وقتلوا خلقاً لا يعلمهم إلا الله وسَبَوا من ذراري المسلمين من النساء والولدان مالاً يُحَدُّ ولا يوصَفُ وكادوا أن يتغلبوا على دمشق ولكن صانها الله بعنايته وسلمَّها برعايته، وحين زالت أيامهم وانتفض إبرامهم أعاد الله هذه البلاد كُلَّها على أهلها من السادة المسلمين، ورد الله الكفرة خائبين، وأركسهم بما كسبوا في هذه الدنيا ويوم الدين ( ) .



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن 





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق