إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 9 يوليو 2014

69 موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية الفصل الثاني :عهد نور الدين زنكي وسياسته الداخلية : المبحث الثالث:أهم معالم التجديد والإصلاح دولة نور الدين: ثالثاً :العدل في دولة نور الدين محمود زنكي: 6- رجال القضاء في دولة نور الدين :


69

موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية

الفصل الثاني :عهد نور الدين زنكي وسياسته الداخلية :

المبحث الثالث:أهم معالم التجديد والإصلاح دولة نور الدين:

ثالثاً :العدل في دولة نور الدين محمود زنكي:

6- رجال القضاء في دولة نور الدين :

اعتمد نور الدين في أجهزته القضائية رجالاً ثقاة عرف كيف ينتقيهم، بعد إذ رأى فيهم من الفقه الواسع والتقوى العميقة ما يؤهلهم لتسلم منصب القضاء الذي تربع في عهده – كما رأينا – قمة مؤسسات الدولة وحظي باستقلال تام وأصبح حكمه هو الحكم الملزم للجميع بما فيهم السلطان نفسه وكبار أمرائه ويبرز من بين حشد كبير من القضاة آل الشهرزوري وعلى رأسهم كمال الدين أبو الفضل محمد بن الشهرزوري، أولئك الذين كانوا قد تخصصوا منُذ عهد عماد الدين زنكي في القضاء وما قبله وبرعوا فيها ( ) .

أ- القاضي كمال الدين الشهرزوري : حدث في مطلع عام 555ه /1160م أن تقدم قاضي دمشق زكي الدين أبو الحسن علي بن القرشي برقعة إلى نور الدين يطلب فيها إعفاءه من القضاء، فأجابه إلى طلبه وولي قضاء دمشق القاضي الإمام كمال الدين بن الشهرزوري وهو كما يصفه ابن القلانسي المعاصر له : المشهور بالتقدم ووفور العلم وصفاء الفهم والمعرفة بقوانين الأحكام وشروط استعمال الإنصاف والعدل والنزاهة وتجنب الهوى والظلم وحكم بين الرعايا بأحسن أفعال في حالة غيابه أو شتغاله بمهمة ما فإن ولده محي الدين ينوب عنه في منصبه ( ) ، كان كمال الدين قد ولد عام 491ه/1097م وتفقه ببغداد وسمع الحديث من كبار المحدثين ( ) وقد تخرج من النظامية ( )، وكان يتردد إلى بغداد وخراسان رسولاً من عماد الدين زنكي، ثم مالبث أن وفد على نور الدين ( ) وأصبح بعد أقل من عامين (557 – 1161م) قاضياً لقضاة الدولة كلها وأمر نور الدين القضاة ببلاده أن يكتبوا الكتب نيابة عنه وهناك من يقول أن زكي الدين قاضي دمشق لم يتقدم بالإعفاء عام 555ه/1160م وإنما أعفاه نور الدين بسبب امتناعه عن أن يكون أحد نواب كمال الدين، ومهما يكن من أمر فإن كمال الدين تمكن من منصبه وأصبح في دمشق كما يقول العماد : الحاكم المطلق ( ) وأصبحت دولته نافذه الأوامر منتظمة الأمور ( ). وورد عنه كذلك أنه ارتقى إلى درجة الوزارة فكان له الحل والعقد في أحكام الشام ( ). وكان له من صفاته الشخصية وسياسته القائمة على البر وحفظ الأصدقاء ( )، ومن ثقافته الواسعة وخبرته الفقهية والقضائية والسياسية، خير معين على مواصلة الطريق حتى النهاية ولم يكتف كمال الدين بمهامه القضائية بل كان يملك نزعة متأصلة للبناء والإعمار فأشرف بنفسه على بناء أسوار دمشق ومدارسها ومارستاناتها ( ) وقد فوضه نور الدين مهمة الإشراف على دار الضرب وأوقاف الدولة وتوجيه مصارفها لبناء الأسوار وحفظ الثغور فأنجز مهمته على خير وجه ( )، كما أولى عناية خاصة بإعمار الجامع الأموي بدمشق والإنفاق عليه بسخاء ( ). وزاد نور الدين على ذلك كله فاعتمده مبعوثاً إلى الخليفة العباسي في بغداد ( )، كما اعتمد ابنه محي الدين نائباً عنه في قضاء حلب والبلدان التابعة لها فضلاً عن النظر في أمور ديوانها وكان محي الدين هذا، كما يصفه العماد : من أهل الفضل، وله نظم ونثر وخطب، وكانت معرفته بالفقه في أيام التفقه في بغداد في المدرسة النظامية منُذ سنة 535ه - 1140م ( ) ، كما اعتمد في حماة وحمص قضاة آخرين من بني الشهرزوري أنفسهم ( ) . وعندما دخل الموصل عام 566ه - 1170م أقر على قضائها حجة الدين بن نجم الدين الشهرزوري ( ).

ب- الشيخ شرف الدين أبو سعد بن أبي عصرون : تولى قضاء سنجار ونصيبين وحران وغيرها من مدن ديار بكر، وأصبح هناك أشبه بقاضي القضاة ينوب عنه في سائر المدن نواب أشرف على تعينيهم بنفسه ( )، فقد ولد بالموصل سنة 492ه أو 493ه - 1099م وتفقه على جماعة من العلماء وانتقل إلى حلب سنة 545ه - 1150م، ثم قدم دمشق لدى دخول نور الدين إليها عام 549ه -1154م ودرس في جامع دمشق، وتولى أوقاف المساجد، ثم رجع إلى حلب وأقام بها، وصنف كتباً كثيرة في الفقه والمذاهب ودرس على يديه عدد كبير من التلاميذ وانتفعوا به وكان فقيهاً من طراز أول، ووصف بأنه من أفقه أهل عصره، وأنه إمام أصحاب الشافعي يومذاك وكان متوحداً في العلم والعمل وسرعان ما تقدم عند نور الدين فكلفه بالإشراف على بناء المدارس في حلب وحمص وبعلبك وغيرها، ثم ما لبث أن ولاه قضاء ديار بكر ومنحه – كما سبق وأن ذكرنا – صلاحيات واسعة ( ). كما اعتمده عام 566ه - 1170 رسولاً إلى الخليفة المستضيء في بغداد ( ) . وقد توقي عام 585ه - 1189م ( ) .


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن 





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق