68
دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي
الفصل الثالث
النظم الحربية عند السلاجقة
المبحث الثاني:نظم الإدارة العسكرية عند السلاجقة:
أولاً المناصب القيادية :
6-الشحنة :
وهو منصب جديد استحدثه السلاجقة، فقد اعتادوا منُذ بداية دولتهم على تعيين الشحنة على القبائل التركمانية، وإعطائه صلاحيات خاصة، وكان عمل صاحب هذا المنصب يتلخص في حسم القضايا الخفيفة في البلد الذي يتولاه ، وهو مشابه لعمل العميد فيما عدا ضمان العميد لبغداد بمبلغ من المال، ومن ثم لم يكن لعمله حدود واضحة ولكنه بعد أن تقلد نظام الملك الوزارة أصبح الشحنة بمثابة الوالي أو النائب عن السلطان، فهو المسئول عن إدارة المصالح السلجوقية وإقرار الأمن والنظام ، فهو قائد الحامية العسكرية في المدينة وله صلاحيات أمنية وإدارية واسعة ، وهي أشبه ما تكون بوظيفة الحاكم العسكري في عصرنا الحاصر . وأما عن شروط من يعتلى هذا المنصب فتقوم على أساس قدرته على ضبط الأمور وإدارتها بدقة، بالإضافة إلى أمن السلطان في بغداد ، ولذلك أعطى هذا المنصب مثل آق سنقر ، وعماد الدين زنكي .
7-الأتابك :
من الوظائف السلجوقية المهمة منصب الأتابك ويذكر ابن الأثير والسيوطي أن معنى أتابك هو الأمير الوالد بينما يذكر ابن خلكان أنه الذي يربي أولاد الملوك فالأتا بالتركية هو الأب وبك هو الأمير ، وعبّر القلقشندي عن هذا اللفظ بقوله : ويعبر عن صاحبها بأتابك العساكر ... وأصله أطابك ومعناه الوالد الأمير، وأول من لقب بذلك نظام الملك وزير ملكشاه بن ألب أرسلان حين فَّوض إليه ملكشاه تدبير المملكة سنة خمس وستين وأربعمائة، ولقبه بألقاب منها هذا، وقيل أطابك أمير أب والمراد أبو الأمراء وهو أكبر الأمراء المقدمين .
ثم حمل لقب الآتابك العسكريون الموكول إليهم تربية الأمراء الفتيان من مختلف فروع العائلة السلجوقية، ومنُذ عهد السلطان يركيارق أصبح الأتابك عسكرياً من القادة ذوي الشهرة، حيث يلعب دور الأب تماماً، فيتزوج أم الفتى عندما تصبح أرملة وبلغ الأمر بالأتابك من الناحية العملية إلى حد توريث وظيفته حتى على مستوى امتلاك الحكم ، ولا شك أن في هذا الرأي استقراء لتطور هذا اللقب عند السلاجقة وتحّوله من أصحاب المناصب المدنية في البداية إلى القادة العسكريين بعد ذلك .
8-قاضي العسكر :
كان القضاة هم الذين يرعون الشؤون الشرعية في البلاد في عهد السلاجقة، وكانوا على قسمين : أحدهما للعساكر والآخر لعامة الناس، فكان قاضي الجيش ينظر في القضايا الخاصة التي توجد داخل الجيش ، ويذكر الوزير نظام الملك ( أن من شروط القاضي أن يكون عالماً أميناً زاهداً ويرى وجوب عزل كل من لا يتصف بهذه الصفات، وأن يعطى القاضي راتباً شهرياً يكفيه حتى لا تضطره الحاجة إلى الخيانة لما فيها من خطر كبير، لأن دماء المسلمين وأموالهم بيد القضاة ومعاقبتهم على أخطائهم إضافة إلى عزلهم وأن من واجب السلطان مساعدة القاضي في أداء مهام منصبه بإجبار من يرفض الحضور إلى مجلس القضاء كي يسود العدل وينصف المظلوم ، لأن القضاة نواب السلطان فيجب عليه أن يشد أزرهم ويحفظ لهم مكانتهم، كما يجب تحّري أحوال القاضي صغيرها وكبيرها وإرسال الثقاة للقيام بذلك ، ويرى المرادي أن من واجب القاضي أن يتصف بالوقار والفطنة والاحتراس والعبادة وفصاحة اللسان ، وكانت المنازعات التي تنشب بين منسوبي الجيش السلجوقي يفصل فيها قاضي العسكر ، الذي التزم أيضاً الفصل في القضايا التي تخص الجند كقضايا الميراث والغنائم والبيع والشراء وغيرها، وبيان أحكام الشرع لهم .
9-الدزدار :
تشير المصادر السلجوقية إلى منصب آخر هو الدزدار فيذكره ابن بيبي وهو يطلق على القائد الذي يقوم بحراسة القلعة ، كما يفسر البعض معناها بحاكم الحصن ، وصاحب هذا المنصب مستقل في منصبه عن حاكم الإقليم كما يذكر القلقشندي وعادة ما تكون رتبته القيادية أمير طبلخاناه يتزعم أربعين وقد يصل إلى سبعين وتحت إمرته حراس يتناوبون العمل على حراسة القلعة في الليل والنهار، كما هو الحال في قلعتي دمشق وحلب على سبيل المثال .
10-سلاح دار :
وتعني هنا أمير السلاح ، فقد جاء مصطلح سلاح دار في كتاب سياست نامه ، وفي تاريخ البيهقي، أنه يطلق على الشخص الذي يقوم بمهمة حراسة دار السلاح أو الذي يحمل سلاح الحاكم أثناء المراسم والاحتفالات، وتحق إمرته أشخاص أُطلق على الواحد منهم سلاح دار ، ويفرق ابن كنان بين أمير السلاح الذي يجلس إلى جانب السلطان على المسيرة وهو من أكابر الأمراء وهو المختص بالسلاح خاناة ، وبين سلاح دار الذي يحمل آلة من آلات الحرب التي تختص بالسلطان حين القتال ، والذي هو واحد ممن يتزعمهم أمير السلاح .
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق