إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 3 يوليو 2014

67 دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي الفصل الثالث النظم الحربية عند السلاجقة المبحث الثاني:نظم الإدارة العسكرية عند السلاجقة:


67

دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي

الفصل الثالث

النظم الحربية عند السلاجقة

المبحث الثاني:نظم الإدارة العسكرية عند السلاجقة:


تمثلت هذه النظم بالمناصب العسكرية المتعددة عند السلاجقة التي أسهمت في تحديد المهام المناطة بكل منصب من ناحية وإيجاد التدرج في الرتب العسكرية بشكل هرمي يضمن النجاح في تنفيذ هذه المهام من ناحية أخرى  وإليك تفصيل نظم الإدارة العسكرية السلجوقية.

أولاً المناصب القيادية :

يجسد الوزير السلجوقي نظام الملك النظر إلى كبار قادة الجيش على أنهم زينة الملك  ، وأن الحفاظ على ألقاب الأشخاص ومراتبهم وأقدارهم جزء من شرف المملكة  ،كما كان ينصح بضرورة عدم اللجوء إلى إسناد : عملين لشخص واحد أو عملاً واحداً إلى شخصين قط  ، فقد أراد تثبيت تقسيمات الوظائف التي ميزت عصر السلاجقة، وحذرّ من تداخل الألقاب بين المدنيين والعسكريين وأنها لا بد أن تتناسب مع القائمين على هذه المناصب  ، كما ويرى الوزير السلجوقي نظام الملك وجود وضع العيون على أصحاب المناصب القيادية فهو يقول : أما أصحاب المناصب الهامة الرفيعة، فيجب أن يعين عليهم من يراقبهم سراً دون أن يعلموا ليكونوا على أطلائع دائم بأعمالهم وأحوالهم  . وأما أهم المناصب العسكرية القيادية عند السلاجقة حسب تدرّجها فهي :

1-الأمير الحاجب الكبير :

وهو من المناصب الرئيسية لدى سلاطين السلاجقة، فكان الأمير الحاجب الكبير هو الذي يسمع مشافهة السلطان ويؤديها إلى الوزير فهو الناهي الآمر  ، فكانت مهامه في البداية تنحصر في تنظيم الدركاه (باب السلطان) حيث يشرف على سير الأمور في بلاط السلطان، فكان بذلك حلقة الوصل بينه وبين رجالات الدولة والرعية  ، ثم أضيفت إليه مهمة قيادة الجيوش التي يوجهها السلطان للقضاء على أعدائه  . وقد بين المؤرخون أن التدرج في الخدمة العسكرية يصل في النهاية إلى الحجابة وهي قمة الهرم العسكري عند السلاجقة وأسمى الألقاب التي كانت تعطي القادة عند السلطان   ويعتبر الحاجب هو عارض السلطان الذي يتولى أمور الجيش وقيادته وهو أعلى المناصب القيادية السلجوقية بعد السلطان والوزير، فكان في المرتبة الثالثة في مناصب الدولة  .

‌أ-صفات قائد الجيش :

يفضل نظام الملك أن : توكل قيادات الجيش إلى الكهول المجربين لا الشبان الناشئين  ، تأكيد منه على أهم الشروط الواجبة في القائد وهو وجود الخبرة والتجربة فلا يتولى المناصب العليا من : لم يبلغ الخامسة والثلاثين أو الأربعين من عمره . حتى يتحقق له النجاح في منصبه بقوة واقتدار، ويسانده في ذلك الغزالي – وهو من علماء السلاجقة - : بقوله : فإن الرجل يصير رجلاً في أربعين سنة  . ويذكر صاحب كتاب آثار الأول أن من صفات القائد أن يكون قدره كبيراً وأمره نافذاً، خبيراً بالحُلا  ، والعروض ومعرفة الرجال ورتبهم وأقدارهم وموقعه من الدولة، ويتقى أمر الحلية فلا يشتبه عليه شخص بشخص وشياة الدواب والسلاح، ولتكن له هيبة وحرمة كبيرة حتى لا يجسر أحد على التدليس ولا غيره، ويحترز عند العروض فهو الأصل في انتظام أمر الجيش  ، ويذكر ابن الأزرق أربع صفات للقائد هي : الشجاعة والحزم، وحسن التدبير، والسخاء  ، ويقول أن من صفات نجاح قائد الجيش في منصبه معرفته بمواطن طاعة جنده   ومن الصفات اللازمة لقائد الجيش أن يكون : كامل العقل ثابت القلب تام الشجاعة، وافر اليقظة كثير الحذر شديد الحزم بصيراً بأحكام الحروب ومواضع الفرص منها عارفاً بالحيل والمكايد والخداع فيها عالماً بتدبير العساكر وترتيب الجيوش خبيراً بالطرق .. عارفاً بالخيل .. وأصناف السلاح  .

‌ب-واجبات قائد الجيش :

وهي؛ الاهتمام بحماية الجيش من مفاجأة العدو له، اختيار الموقع المناسب للجيش، إعداد ما يحتاج إليه الجيش من مؤن، ومعرفة أخبار عدوه لئلا يتعرض لمكروه، وترتيب الجيش في أرض المعركة، تقوية عزيمة الجند وبث روح الانتصار فيهم، أن يعدهم بثواب الله في الآخرة والغنيمة في الدنيا، مشاورة ذوي الرأي فيما يشكل عليه لئلا   يخطئ.

‌ج-رواتب الجند : كان كبار القادة يمنحون إقطاعات بدلاً من الرواتب – كما سبق أن أشرنا إلى ذلك في حديثنا عن الإقطاع – بصفة عامة، فقد كان الأمراء الأربعون الذين قدّمهم الوزير نظام الملك تحت أيديهم أربعين ولاية على سبيل الإقطاع، وأحياناً يقطع الأمير بضع ولايات، فقد منح السلطان بركيارق الأمير أنر ولاية فارس أولاً ثم ولاية العراق وكان إيرادهما السنوي يتجاوز المليون دينار، وفي عهد السلطان محمد ابن ملكشاه أقطع الأمير أحمديل ولاية أذربيجان ذات الإيراد السنوي الذي يبلغ أربعمائة ألف دينار  ، وهكذا كان الأمراء والولاة يقطعون هذه الإقطاعات بمثابة الراتب لهم، بينما كان الغلمان من ذوي الرواتب يحصلون على رواتبهم من الخزينة أربع مرات في السنة  .

2-الأسفهسلار  وهو قائد القواد أو القائد العام :

وُجد هذا اللقب قبل السلاجقة، فيذكر البيهقي وجوده عند الغزنويين في عهد السلطان مسعود  ، وكان الاسفهسلار : زمام كل زمام وإليه أمور الأجناد  ، ويؤكد الغزالي وجود منصب الاسفسهلار عند السلاجقة  ، وقد أشار بعض المؤرخين إلى أن من يصل إلى مرتبة أمير الأمراء أو ملك الأمراء يكون بذلك القائد العام للجيوش السلجوقية يطلق عليه اسفهسلار، أو بيلربي  ، ويمكن قبول تولي الاسفهسلار قيادة الجيش في حالة غياب الحاجب الذي يتولى إمرة الجيش وعرضه أما في حالة وجوده في المعركة فهو القائد الأعلى للجيش ويصبح الاسفهسلار حلقة الاتصال بينه وبين قادة الفرق المقدمين  .

3-أمير الحرس :

كانت إمارة الحرس من المناصب المهمة في كل العصور، فكانت لها أهميتها في العصر السلجوقي؛ إذ لم يكن في البلاط أعظم وأكثر أبهة بعد الأمير الحاجب العظيم من أمير الحرس   ويبرر الوزير السلجوقي نظام الملك أهمية هذا المنصب بقوله : لأن عمله مختص بالعقوبات، والجميع يخشون غضب الملك وعقابه  ، فإذا غضب السلطان على شخص ما فإنه يأمر أمير الحرس بضرب العنق، أو قطع اليد والرجل، أو الشنق أو الجلد أو الزج به في السجن، أو الإلقاء في أحد الآبار حتى كان الناس لا يترددون في افتداء أنفسهم وأرواحهم بالمال  ، مما يؤكد أن من المهام التنفيذية لأمير الحرس إيقاع كثيرة من العقوبات بالإضافة إلى متابعة المشرفين على الحرس واحتياجاتهم اللازمة حتى لا يتعرضوا للإغراءات من قبل من يحاول ذلك، فيتهادنوا في أداء واجباتهم المناطة بهم، ولم يقتصر هذا المنصب على البلاط السلطاني، بل كان لكل أمير من أمراء السلاجقة حرس يخصه يراسهم شخص يطلق عليه أمير الحرس  .

4-المقدم :

يطلق على القادة الذين تولوا قيادة الفرق في الجيش السلجوقي، وهو ما ذهب إليه بعض المؤرخين حول هذا المنصب  ، وإذا كان المقدم أميراً للحرس أطلق عليه لقب جندر، وإن كان قائداً لقلعة حمل لقب دزدار  ، كما أطلق على قائد الأقاليم الثغرية المتاخمة للأعداء لفظ سالار ، وأطلق عليه لقب غازي، وكانت الدولة تعفي الثغور من الضرائب والخراج، بل تقدم لهم المساعدات المالية والرواتب   حتى يكونوا على مستوى من القوى الولاء تساعدهم على الصمود.

5-العميد :

استحدث السلاجقة وظيفة العميد  ، الذي يعاون الشحنة في إدارة الولاية وتوجيه القوات العسكرية في حال الاضطرابات، وكانت سلطات العميد أوسع من سلطات الشحنة، فهو يشرف على العراق بأكمله بينما يشرف الشحنة على بغداد فقط  ، ويذكر نظام الملك أن من المناصب عميد بغداد وعميد خراسان وعميد خوارزم في حصره للمناصب المهمة التي تضاف ألقابها إلى الملك : لتتضح درجة العظيم ومرتبته عما دونه  ، وهو ما يثبت لنا وجود هذا المنصب وأهمية صاحبه في الدولة السلجوقية  . وأما عن مهام ومسؤوليات هذا المنصب فهي ضمان بغداد بمبلغ معين والنظر في أعمالها وعمارتها  والمحافظة على الأمن والقضاء على الفتن في مركز الخلافة   والنظر في المظالم، وإبادة المسلمين والاهتمام بأمر الحج وتعيين الخضراء للحجيج وترتيب إقامة السلطان في بغداد  ، وقد تقلّص نفوذ العميد ومهامه بمرور الزمن، فأنيطت أكثر مهامه
بالشحنة  .



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق