47
دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي
الفصل الثاني
نظام الوزارة العباسية في العهد السلجوقي
المبحث الثاني ميزات وخصائص ومراسيم تقليد الوزير العباسي والسلجوقي وألقابهم :
رابعاً : القاب الوزير السلجوقي :
وأما بالنسبة للسلطان السلجوقي فقد سار على نفس المنوال الذي سار عليه خلفاء بني العباسي في تلقيب وزراءهم بالألقاب الرنانة، فقد أخذ سلاطين السلاجقة يلقبون الوزراء بمن تتوفر فيهم صفة الكفاءة الإدارية الناجحة وما يقدمه الوزير من أعمال جليلة للسلطان بحيث يكسب ود ورضا السلطان عنه، ففي سنة 455ه، خلع السلطان طغرل بك أبو شجاع محمد بن ميكائيل بن سلجوق على وزيره عميد الملك أبو نصر محمد بن منصور الكندري وزاده في القابه جزاء على توصله لرضى السلطان عنه .
وخلال هذا العصر استفحلت ظاهرة تعدد الألقاب ويعتبر الوزير السلجوقي نظام الملك الطوسي أول وزير تلقب بأكثر من لقب في العهد السلجوقي، ويرجع هذا بلا شك إلى إخلاص نظام الملك في عمله، ومكافأة له على جهوده التي بذلها في إدارة الدولة السلجوقية، إذ كان اليد الموجهة لها في عهد السلطانين ألب أرسلان وابنه ملكشاه، كان لقب هذا الوزير في عهد السلطان ألب أرسلان هو : نظام الملك خواجه بزرك ، ثم زاد الخليفة القائم بأمر الله في تكريم نظام الملك
فلقبه : بقوام الدين والدولة، رضي أمير المؤمنين . ولم ولي ملكشاه السلطنة زاد في ألقاب نظام الملك لقب : " أتابك الجيوش " ويأتي الوزير السلجوقي أحمد بن نظام الملك في المرتبة الثانية بعد والده نظام الملك في التلقب بأكثر من لقب، فكان يلقب قبل إسناد الوزارة إليه " ضياء الملك" . فلما استوزره السلطان محمد بن ملكشاه في سنة 500ه منحه ثلاثة ألقاب هي : قوام الدين، نظام الملك، صدر الإسلام . ويبدو أن السلطان محمد منح أحمد بن نظام الملك هذه الألقاب الثلاثة وفاء لحق والده نظام الملك وتقديراً لإخلاصه في خدمة دولة السلاجقة، كما يظهر في النص التالي : استشار السلطان في من يجعله وزيراً، فذكر له جماعة، فقال السلطان أن آبائي رأوا على نظام الملك البركة، وله عليهم الحق الكثير، وأولاده أغذياء نعمتنا، ولا معدل عنهم .
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق