46
دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي
الفصل الثاني
نظام الوزارة العباسية في العهد السلجوقي
المبحث الثاني ميزات وخصائص ومراسيم تقليد الوزير العباسي والسلجوقي وألقابهم :
ثالثاً : ألقاب الوزير العباسي :
استمر خلفاء بني العباس في العهد السلجوقي في تلقيب وزرائهم كسابق عهدهم في عهد بني بويه، غير أنه كان هناك فروق واضحة بين العهدين البويهي والسلجوقي بالنسبة للألقاب وتتمثل :
1-كان للألقاب في العهد السلجوقي احترامها، فهي مصونة، ولاتمنح إلا لمن يستحقها فعلاً من كبار رجال الدولة، وفي مقدمتهم الوزارء، وكان الخلفاء والسلاطين لا يسرفون في بذل الألقاب.
2-يرجع تعدد الألقاب في العهد السلجوقي إلى عاملين، أولهما أن بعض الوزراء كان يحمل لقباً قبل أن يلي الوزارة، فلما ولي هذا المنصب لقبه الخليفة لقباً ثانياً كالمتبع في تقليد الوزراء إذ ذاك.
أما العامل الثاني في تعدد الألقاب، فيرجع إلى حرص الخلفاء والسلاطين على منح الوزراء الذين يبذلون جهداً كبيراً في خدمة الدولة ألقاباً تقدير لكفايتهم، وقد ظهر تعدد ألقاب وزراء الخلافة العباسية بشكل واضح في نزاع الخلافة مع السلطنة السلجوقية للتخلص من نفوذها.
3-تجلت في الألقاب ظاهرة الإضافة إلى الدين بالنسبة لوزراء الخلفاء العباسيين، كظهير الدين، وجلال الدين، وعون الدين، أما بالنسبة لوزارة سلاطين السلاجقة فكان يضاف إلى ألقابهم الملك، مثل نظام الملك وعميد الملك وفخر الملك وتاج الملك ويذكر السيوطي أن أول تلقيب أضيف إلى الدين كان في سنة 476ه ، عندما أستوزر الخليفة العباسي المقتدي بأمر الله أبا شجاع محمد بن الحسين الروذ راوري ولقَّبه " ظهير الدين " ، وقد تجلت ظاهرة تعداد ألقاب وزراء الخلفاء العباسيين بشكل واضح أثناء فترة نزاع الخلافة العباسية مع السلطنة السلجوقية، أما قبل ذلك فلم يتقلب بأكثر من لقب سوى الوزير محمد بن محمد بن جهير، وكان يتلقب بعميد الدولة، شرف الدين ، وقيل بل كان يتلقب بلقب واحد، هو عميد الدولة ، ولما ولي الخليفة المسترشد بالله الخلافة أخذ يمنح الألقاب لوزرائه، ويبدو أن الخليفة قصد من ذلك دفعهم لبذلجهد أكبر في تنفيذ سياسة الخلافة التي انطوت على التخلص من نفوذ سلاطين السلاجقة واستعادة هيبة الخلافة وسلطتها ، ولما استوزر المسترشد بالله أبا علي الحسن بن علي بن صدقة، منحه عدة ألقاب هي : جلال الدين سيد الوزراء، صدر الشرق والغرب، صفي أمير المؤمنين ، وقيل : صدر الوزراء ، صفي أمير المؤمنين .
هذا فضلاً عن لقبه السابق عميد الدولة ، وفي سنة 544ه استدعى الخليفة المقتفي لأمر الله يحي بن هبيرة إلى دار الخلافة وقلده منصب الوزارة وقد اثبت هذا الوزير كفاءته ومقدرته الإدارية العالية حتى نال ثقة الخليفة، كما كان له اليد القوية في إنهاء النفوذ السلجوقي في بغداد، لذا لقبه الخليفة بالألقاب الرنانة منها : عون الدين، جلال الإسلام، صفي الإمام، شرف الأنام، معز الدولة، مجير المّلة، عماد الأمة، مصطفى الخلافة، تاج الملوك والسلاطين، صدر الشرق والغرب، سيد الوزراء . إلا أن الوزير عون الدين يحي بن هبيرة رفض مناداته بلقب سيد الوزراء وقال : لا تقولوا في القابي سيد الوزراء، فأن الله تعالى سمي هارون وزيراً .
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق