إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 1 يوليو 2014

48 دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي الفصل الثاني نظام الوزارة العباسية في العهد السلجوقي المبحث الثاني ميزات وخصائص ومراسيم تقليد الوزير العباسي والسلجوقي وألقابهم : خامساً : امتيازات الوزير العباسي :


48

دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي

الفصل الثاني

نظام الوزارة العباسية في العهد السلجوقي

المبحث الثاني ميزات وخصائص ومراسيم تقليد الوزير العباسي والسلجوقي وألقابهم :

خامساً : امتيازات الوزير العباسي :

نال الوزير العباسي امتيازات واسعة بعد نيله دست الوزارة، ومن أولى هذه الامتيازات تمليكه داراً يقيم فيها ولا نجاز مهامه الإدارية  ، وأصبح للوزير الحق في الجلوس في صدر الرواق ويجلس بين يديه الحجاب والقواد، وعندما ينال الوزير دست الوزارة يقيم الخليفة العباسي بتعيين مجموعة من الحرس يقفون على بابه ويكون واجبهم هو حماية الوزير والمحافظة عليه  ، وإذا حضر الوزير مجلسه فسرعان ما يحضر معه عدد من الغلمان المسلحين بحمايته، وإذا خرج الوزير فسرعان ما يخرج معه الغلمان شاهرين أسلحتهم، وقد نال وزراء العباسيين مكانة مرموقة لدى خلفاؤهم بحيث زادت امتيازاتهم ومنها أن الخليفة سمح لهم بأن يضرب البوق عندما يخرجون لأداء أعمالهم  ، ومن امتيازات الوزير أنه سمع لحضور مجلس الخليفة في أيام محددة من الأسبوع أو في المناسبات وإذا حضر المجلس فأنه لا بد أن يجلس في المكان المخصص له، وغالباً ما يكون مواجهاً للخليفة ومعه دواته  .

وأما من حيث شارات الوزير ، فقد كان الوزير العباسي يلبس الملابس السوداء وهو اللباس الرسمي له لأنه يعبر عن شعار الدولة العباسية، فلباسه يتكون من الجبة على العادة والفرجية والعمامة السواء  ، وكان الوزير العباسي يلبس في الاحتفالات الرسمية ملابس خلعة الوزارة التي خلعها عليه الخليفة حينما ولى دست الوزارة، وهي ملابس رسمية مكونة من قباء وسيف بمنطقة وقميص وعمامة سوداء  ، وحينما يخرج الوزير لاستقبال الوفود الآتية إلى حضرة الخليفة أو لأداء فريضة الحج كان يخرج في موكب فخم ويمشي بين يديه أصحاب المناصب العالية، ففي عهد الخليفة القائم بأمر الله عندما خرج الوزير رئيس الروساء أبو القاسم على بن أحمد بن المسلمة لاستقبال السلطان السلجوقي طغرل بك، خرج في موكب فخم ومعه أصحاب المناصب العالية والمراتب وقاضي القضاة والشهود والجنود  .

وأما بالنسبة إلى راتب الوزير العباسبي خلال هذا العصر، فقد اتضح بأن الغالبية العظمى من وزراء بني العباس الذين وصلوا إلى دست الوزارة، كانوا بالأساس من الطبقات الغنية وهذا ما دفع الكثير منهم إلى رفض رواتبهم الشهرية ففي سنة 453ه، نال الوزير ابن الفتح منصور بن أحمد بن دارست الوزارة حيث رفض استلام رواتبه خلال توليه الوزارة وبذلك فإنه خدم بغير إقطاع، علماً بأنه كان غنياً ويعمل تاجراً  وعندما ولي الخليفة المقتدي بأمر الله الوزارة لظهير الدين أبو شجاع محمد بن الحسين الروذراوري، كان الوزير يمتلك ستمائة ألف دينار، وقد انفقها جميعاً على الفقراء والمحتاجين واليتامى والأرامل حال استلام دست الوزارة  ، أما الوزير ظهير الدين أبو بكر منصور بن أبي القاسم نصر بن العطار الذي استوزر للخليفة العباسي المستضيء، كان غنياً ويعمل تاجراً في ابتداء أمره  ، وعلى الرغم من ثراء وزراء بني العباسي إلا أن الخلفاء العباسيين أصروا على منح وزراءهم الرواتب، والمخصصات والقطائع والمنح، كبديل لما يقدمونه من خدمات وأعمال جليلة تخدم بها كيان الدولة العباسية، ففي سنة 477ه، أقطع الخليفة المقتدي بأمر الله وزيره أبو شجاع محمد بن الحسن بن عبد الله الروذراوري : قطائع تقدر ببضعة عشر ألف دينار  ، وفي زمن الخليفة المقتفي لأمر الله نال عون الدين، يحي بن هبيرة الوزارة، وكانت إيرادات مشاهرته في كل سنة مائة ألف دينار  ، ولما نجح الخليفة المقتفي لأمر الله في استعادة سلطته في العراق أقطع وزيره عون الدين يحي بن هبيرة جميع ما كان لوزير السلطان السلجوقي وعماله في بلاد العراق من اقطاعات  ، وفي بعض الأحيان كان الخليفة العباسي يعطي للوزير الرواتب العينية من أرزاق وملابس، فالوزير فخر الدولة أبو نصر محمد بن جهير وزير الخليفة المقتدي بأمر الله، كان راتبه في كل يوم : ألف رطل لحم هذا سوى الشوايا والدجاج والحلواء والفاكهة، إضافة إلى الملابس  ، ويتضح أن راتب الوزير في العصر السلجوقي شهد زيادة ملحوظة، فبينما كان راتب الوزير البويهي خمسين ألف دينار في العام أصبح راتب وزير الخليفة في عصر السلاجقة مائة ألف دينار .



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق