إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 1 يوليو 2014

42 دولة السلاجقةوبروز مشروع إسلامي لمقاومةالتغلغل الباطني والغزو الصليبي الفصل الثاني نظام الوزارة العباسية في العهد السلجوقي المبحث الأول : صفات وزير الخليفة العباسي والسلطان السلجوقي : أولاً : صفات وزير الخليفة العباسي :


42

دولة السلاجقةوبروز مشروع إسلامي لمقاومةالتغلغل الباطني والغزو الصليبي

الفصل الثاني

نظام الوزارة العباسية في العهد السلجوقي

المبحث الأول : صفات وزير الخليفة العباسي والسلطان السلجوقي :

أولاً : صفات وزير الخليفة العباسي :

كان خلفاء بني العباس حريصين أشد الحرص على الالتزام ببعض الصفات في اختيارهم لوزرائهمن فالشخص الراغب للوصول إلى منصب الوزارة كان لا بد من أن تتوفر فيه بعض الصفات منها الصدق والأمانة وغزارة العلم  .

1-العلم : فالوزير فخر الدولة أبو نصر محمد بن محمد بن محمد بن جهير الذي ولى الوزارة للخليفة العباسي القائم بأمر الله كان من رجال العلم رئيساً جليلاً  .

وعرف عن الوزير ابي شجاع محمد بن الحسين الروذ راوري وزير الخليفة المقتدى بأمر الله بغزارة علمه وثقافته، وقد عد من خيرة علماء عصره، فكان عالماً باللغة العربية، وله تصانيف منها ذيل تجارب الأمم  .

2-الرأي السديد : ويشترط في الوزير أن يتصف بالرأي السديد  ، فالوزير أبو القاسم بن الحسن بن أحمد المسلمة رئيس الرؤساء عرف بسداد الرأي ورجاحة العقل  .

 وأما الوزير شرف الدين علي بن طراد الزيني الذي وزر للخليفة المسترشد بالله والمقتفي لأمر الله، فقد عرف عنه سداد الرأي.

3-العدل : ومن الصفات الواجب توفرها في الوزير هي العدل : ليكون منصفاً في حكمه وتسلم الرعية من ظلم غيره وظلمه  . فالوزير أبا شجاع ظهير الدين محمد بن الحسين الروذراورى عرف بعدله للرعية فكان يصلي الظهر ويجلس لكشف المظالم إلى وقت العصر ، وعرف الوزير عون الدين يحي بن هبيرة الشيباني، الذي وزر للخليفة المقتضي لأمر الله والمستنجد بالله بالعدل لذا نال مكانة مرموقة  ويقال عنه بأنه : كان شامة بين الوزراء لعدله  .

4-الكفاية : فضلاً عن ذلك يجب أن تتوفر بالوزارة الكفاية : وهي العلم بالأعمال السلطانية، والتصرفات، ووجوه تثمير الأموال والاستخراجات فيضع الأمور في موضعها، ويرتب الأعمال على قواعدها  ، فقد كان الوزير رئيس الرؤساء أبو القاسم على بن الحسين بن المسلمة يمتاز بالفضل والكفاية  ، وقد قضى الوزير عميد الدولة بن جهير على الفوضى والاضطرابات وأدى مهامه الإدارية بنجاح  ، وكان الوزير أبو علي بن الحسن بن علي بن صدقة، له دراية وخبرة بأمور الحساب وأعمال السواد  ، لذا نجح في إدارة أمور البلاد  .

5-السياسة : ويشترط بعض الفقهاء أن يكون عالماً بأمور السياسة؛ فيعرض مداراة الجند، وتأليفهم، وجمعهم، وتفريقهم ويكون خبيراً بالمكائد الحربية، والخدع، وحفظ البلاد، والثغور والقلاع  ، فالوزير رئيس الوزارة أبي القاسم علي بن الحسين بن المسلمة عرف عنه حسن معرفته وتدبيره لأمور السياسة   ففي سنة 544ه ولي أبو المظفر يحي بن هبيرة وزارة المقتفي لأمر الله  ، فظهرت منه عظمة كفايته السياسية عندما نزل المعسكر السلجوقي بظاهر بغداد، فاستطاع بحسن تدبيره من ردهم على أعقابهم، فرغب الخليفة فيه، فاستوزره  .

6-الشؤون الدينية : ومن الشروط الواجب توفرها في الوزير هي معرفته للشؤون الدينية والفقه والحديث النبوي ومن إلى ذلك من أمور تتعلق بالشريعة الإسلامية، وعلى هذا الأساس نال رئيس الرؤساء علي بن الحسين، الوزارة وكان عالماً وفقيهاً بارعاً وله دراية بالحديث  ، وكان الوزير أبو الفتح محمد بن منصور بن دارست وزير الخليفة القائم بأمر الله، إذا جلس في دار الوزارة حضر أئمة  الفرق وفقهائها للمناظرات  . وكان الوزير جلال الدين أبو علي الحسن بن علي بن صدقة وزير الخليفة المسترشد بالله، حسن السيرة والسلوك، تقياً عالماً فاضلاً  ، وكان الوزير عون الدين يحي بن هبيرة الشيباني الذي وزر للخليفة المقتفي لأمر الله من أعيان الفقهاء الصالحين  ، صنف كتاب الإفصاح وقد قرأ القرآن، والحديث وتفقه على مذهب الإمام أحمد، صنف كتباً جيدة من ذلك الإفصاح في مجلدات، شرح فيه الحديث وتكلم فيه عن مذاهب العلماء  . وكان عالماً في الفقه والأحاديث والقرآن الكريم وتفسيره.

7-قوانين الوزارة : واشترط الخلفاء العباسيون وسلاطين السلاجقة في الوزير أن يكون عالماً بقوانين الوزارة، فقد كان الوزير جلال الدين أبو علي الحسن بن علي بن صدقة وزير الخليفة المسترشد بالله حافظاً لقوانين الوزارة وعالماً بأمور الرياسة  . وأما الوزير أبو القاسم علي بن طراد الزيني، فكان ملماً بقوانين الوزارة عارفاً بأمور السياسة، فلما استوزر الخليفة المسترشد بالله قال له : كل من ردت إليه الوزارة شرف بها، إلا أنت فإن الوزارة شرفت بك  .

8-البلاغة وحسن الترسل : وفضل الخلفاء أن تتوفر بعض الصفات الأخرى كأن يكون بليغاً وحسن الترسل وأديباً وشاعراً وعالماً في النحو  ، فالوزير محمد بن محمد بن جهير الذي وزر للخليفة القائم بأمر الله والمقتدي بأمر الله، عرف بتراسله البديع وإشعاره الرقيقة  ، وكان الوزير أبو شجاع محمد بن الحسين الروذراوري كاتباً بليغاً وشاعراً مرهفاً وعرف عنه، حسن نثره وروعة رسائله ومعرفته بالأدب وبراعته في رواية الأخبار  ، وعرف عن الوزير جلال الدين أبو علي الحسن بن علي بن صدقة فصاحة اللسان وبلاغة الكلام، بحيث طغت على كتاباته صفة البلاغة مما جعله موضع إعجاب خلفاء بني العباس  ، وأما الوزير أبو شروان بن خالد القاشاني الذي وز للخليفة المسترشد بالله وللسلطان مسعود السلجوقي، فعرف عنه حبه للأدب، وإليه يعود الفضل في عمل وتطوير مقامات الحريري  ، وكان الوزير يحي بن هبيرة فصيح اللسان، بليغاً، كاتباً بارعاً وعالماً بأمور النحو واللغة وشاعراً رقيقاً  .

9-المحبة لدى العامة والخاصة : فضل الخلفاء في الوزير أن يكون محبوباً لدى العامة والخاصة من الناس، وهذا واضح عندما عاد الوزير فخر الدولة أبو نصر محمد بن محمد بن جهير إلى منصب الوزارة في عهد الخليفة المقتدي بأمر الله، فرح الناس فرحاً شديداً وخرجوا لاستقباله، وقاموا بنحر الذبائح  .

وأما الوزير الحسن بن علي بن صدقة أبو علي جلال الدين وزير الخليفة المسترشد بالله، فقد كان محبوباً لدى الخاصة والعامة مما ساعده على أداء مهماته الإدارية بنجاح  .

10-المعرفة بقواعد ديوان الخلافة : من الصفات اللازمة توفرها في الوزير هي إلمامه بقواعد ديوان الخلافة ونتيجة هذا الشرط عزل خلفاء بني العباس بعض الوزراء لجهلهم بقواعد ديوان الخلافة، فقد قبض الخليفة المسترشد بالله على الوزير سديد الملك أبو المعالي بن عبد الرزاق في سنة 496ه بسبب جهله بقواعد ديوان الخلافة  .

وتجدر الإشارة إلى أن الماوردي حدد الصفات الواجب توفرها في الوزير وهي : الصدق والأمانة وغزارة العلم والفضل والرأي السديد والكفاية في تصريف الأعمال والأموال وحسن التصرف في مخاطبة الأعداء والأصدقاء  . وأما الثعالبي فقد حدد الصفات الواجب توافرها في الوزير بقوله : إن تجتمع فيه الأخلاق الحميدة، والأفعال الرشيدة، والآراء السديدة، وجودة التدبير، وصواب الأراء المفيدة، فتكون فيه العدالة والنزاهة والشجاعة والسياسة، إذا كان زمان السلم والهدنة يصلح أن يكون الوزير حليما ساكناً، وإذا كان زمان الفتن والحروب يصلح أن يكون شجاعاً صارماً  . ومن الوزراء الذين جمعوا بين الثقافة العامة وحسن إدارته للبلاد يحي بن هبيرة وزير الخليفة المقتفي لأمر الله والمستنجد بالله، حيث جمع معلومات وافية عن الدولة العباسية، وله دراية في معرفة مشاكلها، مما أصبحت له القابلية على حل مشاكل الخلافة العباسية، بما فيها تخلص الدولة العباسية من سيطرة السلاجقة  .



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق