إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 1 يوليو 2014

40 دولة السلاجقةوبروز مشروع إسلامي لمقاومةالتغلغل الباطني والغزو الصليبي الفصل الأول السلاجقة ، أصولهم وسلاطينهم المبحث السادس:عهد التفكك والضعف وانهيار الدولة السلجوقية: عاشراً : نهاية الدولة السلجوقية وزوالها :


40

دولة السلاجقةوبروز مشروع إسلامي لمقاومةالتغلغل الباطني والغزو الصليبي

الفصل الأول

السلاجقة ، أصولهم وسلاطينهم

المبحث السادس:عهد التفكك والضعف وانهيار الدولة السلجوقية:

عاشراً : نهاية الدولة السلجوقية وزوالها :

زال سلطان السلاجقة في فارس بوفاة آخر سلاطينهم الأقوياء وهو السلطان سنجر عام 552ه قال عنه الذهبي هو السلطان ملك خراسان، معز الدين، سنجر بن السلطان ملكشاه بن ألب أرسلان بن جغريبك بن ميكائيل بن سلجوق الغُزي التركي السلجوقي صاحب خراسان وغزنة وبعض ما وراء النهر كان وقوراً حيياً، كريماً سخياً، مشفقاً، ناصحاً لرعيته كثير الصفح، جلس على سرير الملك قريباً ستين سنة  .كان من أعظم الملوك همّة، وأكثرهم عطاءً ذكر أنه اصطبح خمسة أيام متوالية ذهب بها في الجود كل مذهب، فبلغ ما وهب من العين سبع مائة ألف دينار سوى الخلع والخيل  ، واجتمع له في خزائنه من الجوهر ألف وثلاثون رطلاً، ولم يسمع بمثل هذا، ولا بما يقاربه عند أحد من الملوك واجتمع أيضاً في جملة ثيابه ألف ديباج أطلس أعطاها في يوم واحد. وأخبر خازنه أنه اجتمع في خزائنه من الأموال ما لم يسمع عن أحد من الأكاسرة أنه اجتمع له مثله  ، ولم يزال في ازدياد إلى أن ظهرت عليه الغُزُّ في سنة 548ه وهي وقعة مشهورة استشهد فيها الفقيه محمد بن يحي، فكسروه وانحل نظام ملكه، وملكوا نيسابور، وقتلوا خلقاً كثيراً، وأخذوا السلطان، وضربوا رقاب عدة من أمرائه، ثم قبّلوا الأرض، وقالوا : أنت سلطاننُا، وبقي معهم مثل جنديَّ يركب أكديشا ويجوع وقتاً، وأتوابه، فدخلوا معه مرو، فطلبها منه أميرهم بختيار إقطاعاً، فقال : كيف يصير هذا ؟ هذه دار الملك.

فصفى له وضحكوا، فنزل عن الملك، ودخل إلى خانقاه مَرْو، وعملت الغُزُّ مالا تعمله الكفار من العظائم، وانضمت العساكر، فملَّكوا مملوك سنجر أيَبَه، وجرت مصائب على خراسان، وبقي في أسرهم ثلاث سنين وأربعة أشهر، ثم أفلت منهم، وعاد إلى خراسان  وزال بمؤته ملك بني سلجوق عن خراسان، استولى على أكثر مملكته خوارزم شاه أُتسِز بن محمد بن نوشتكين ومات أُتِسز قبل سنجر  ، وقد ذكر أبو شامة في كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية في حوادث سنة اثنتين وخمسين وفاة السلطان سنجر عقيب خلاصه من الشدة التي وقع فيها والأسر الذي حصل فيه وكان قد ورد كتابه في أواخر صفر من سنة 552ه إلى نور الدين محمود زنكي بالتشوق إليه والإحماد لخلاله، وما ينتهي إليه من جميل أفعاله، وإعلامه ما مّن الله عليه من خلاصه من الشَّدَّة التي وقع فيها، والأسر الذي بُلي به في أيدي الأعداء الكفرة، من ملوك تركمان، بحيلة دبرها، وسياسة أحكمها وقرَّرها، بحيث عاد إلى منصبه من السلطنة المشهورة واجتماع العساكر المتفَّرقة عنه إليه  ، ومع وفاة سنجر أخذت الدولة السلجوقية في الضعف والتضعضع ثم الانهيار وكان ذلك في عهد الخليفة الناصر لدين الله، فقد استقر رأيه على الاستعانة بعلاء الدين تكش خواز مشاه ضد السلطان طغرل، فأرسل إلى خوازمشاه شاكياً من السلطان طغرل السلجوقي، ويطلب من خوازمشاه أن يساعده عليه، وأرفق الرسالة بمنشور يقضي باقطاع خوازمشاه كل البلاد التي كانت آنذاك تحت نفوذ السلاجقة  ، فلبى خوازمشاه رغبة الخليفة العباسي وسار على رأس جيشه لقتال السلطان طغرل، والتقى به قريباً من الري، وذلك بمنتصف عام 590ه فدارت الدائرة على الجيش السلجوقي وقتل السلطان طغرل  ، وهكذا زالت الدولة
السلجوقية  .

كانت سوء سياسة السلاجقة الداخلية وعدم إيجاد قانون لوراثة العرش يحترمه الجميع، كان من أهم العوامل التي أدت إلى انحلال دولتهم ثم زوالها، وبذلك وجدها الخوارزميون لقمة سهلة ولم يجدوا صعوبة في ابتلاعها، فورثوا ما كان للسلاجقة من سلطان، على أننا نلاحظ أن النزاع الذي قام بين الخلفاء العباسيين وبين البويهيين والسلاجقة، نلاحظ أن هذا النزاع قد استمر أيضاً بينهم وبين الخوارزميين، وقد استفحل النزاع بين الطرفين، ولم ينته إلا بانتهاء كل من الخوارزميين والخلافة العباسية بعد أن قضى المغول على القوتين الواحدة تلو الأخرى  .

لقد تضافرت عوامل عديدة في سقوط السلطنة السلجوقية التي مهدت بدورها لسقوط الخلافة العباسية ومن هذه العوامل :
1-الصراع داخل البيت السلجوقي بين الأخوة والأعمام والأبناء والأحفاد.
2-تدخل النساء في شؤون الحكم.
3-إذكاء نار الفتنة بين الحكام السلاجقة من قبل بعض الأمراء والوزراء والآتابك.
4-ضعف الخلفاء العباسيين الذين تميزوا بالضعف أمام القوة العسكرية السلجوقية، فلم يتورعوا عن الاعتراف بشرعية كل من يجلس على عرش السلطنة السلجوقية والخطبة لكل منتصر قوي  .
5-عجز الدولة السلجوقية عن توحيد بلاد الشام ومصر والعراق تحت راية الخلافة العباسية.
6-الانقسام الداخلي بين السلاجقة والذي وصل إلى المواجهة العسكرية المستمرة، وهذا ما أنهك قوة السلاجقة حتى انهارت سلطنتهم في العراق.
7-المكر الباطني الخبيث بالدولة السلجوقية وتمثل ذلك في حملة التصفيات والمحاولات المستمرة لاغتيال سلاطين السلاجقة وزعمائهم وقاداتهم.
8-الغزو الصليبي القادم من وراء البحار وصراع الدولة السلجوقية مع جحافل الغزو الوحشية القادمة من أوروبا وغير ذلك من الأسباب والعوامل. إلا أن سلاطين السلاجقة كانت لهم أعمال جليلة من أهمها :

أ‌-كان لهم دور في تأخير زوال الخلافة العباسية، حوالي قرنين من الزمان حيث أوشكت قبل مجيئهم على الانقراض في ظل سيطرة البويهيين الشيعة الروافض.
ب‌-منعت الدولة السلجوقية الدولة العبيدية في مصر من تحقيق أغراضها الهادفة إلى توحيد المشرق الإسلامي تحت الراية الباطنية العبيدية الفاطمية الرافضة.
ت‌-كانت الجهود التي بذلتها الدولة السلجوقية تمهيداً لتوحيد المشرق الإسلامي والذي تم على يد صلاح الدين الأيوبي وتحت راية الخلافة العباسية السنية  .
ث‌-قام السلاجقة بدور ملموس في النهوض بالمنطقة الخاضعة لهم علمياً وإدارياً ونشروا الأمن والاستقرار فيها.
ج‌-وقفوا في وجه التحركات الصليبية من جانب الإمبراطوية البيزنطية، وقام نوابهم بمحاربة الجحافل الصليبية التي احتلت البيت المقدس وطرابلس والرها، وجزء من بلاد الشام وسواحلها ومن أبرز هؤلاء الأمراء عماد الدين زنكي.
ح‌-رفعوا من شأن المذهب السني وعلمائه في تلك المناطق  ، فهذه نبذه موجزة عن سلاطين السلاجقة السنيين ودورهم في نصرة الإسلام، وإن كان للقوم أخطاء وملاحظات على سيرتهم ذكرنا شيئاً إلا أن من الظلم والزور والبهتان أن نطلق على أولئك الأبطال كلمة الشراذم كما فعل الاستاذ نجيب زبيب في الموسوعة العامة لتاريخ المغرب والأندلس  ، وفي المباحث القادمة سنتكلم عن مؤسسات الدولة المهمة ودور السلاجقة الحضاري وخصوصاً ما يتعلق بالمدارس النظامية وعلمائها وتأثيرها على عموم الأمة، ونجاحها في حسر المد الشيعي الرافضي الباطني الفاطمي وإحياء الأمة في دورها الجهادي ضد الصليبيين.


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق