39
دولة السلاجقةوبروز مشروع إسلامي لمقاومةالتغلغل الباطني والغزو الصليبي
الفصل الأول
السلاجقة ، أصولهم وسلاطينهم
المبحث السادس:عهد التفكك والضعف وانهيار الدولة السلجوقية:
تاسعاً : مظاهر السيطرة السلجوقية على الخلافة :
على الرغم من أن السلاجقة دخلوا بغداد بدعوة من الخليفة العباسي القائم إلا إنهم عدوا أنفسهم فاتحين ومنقذين للخلافة العباسية التي هدد زوالها النفوذ الفاطمي، وأصبح الجيش السلجوقي هو جيش الخلافة ، لذا لم تختلف علاقة السلاجقة مع خلفاء بني العباس عن علاقة البويهيين بالخلافة، على الرغم من اختلاف النظرة الدينية للسلاجقة إلى الخلافة، فعلى اعترافهم بشرعية الخليفة العباسي باعتباره خليفة الله إلا أن هذا الأمر لم يغير من العلاقة بين السلاجقة والخلفاء العباسيين كثيراً وأزداد نفوذ السلاجقة في العراق بعد أن قضى طغرل بك على حركة البساسيري، فسيطر على البلاد جميعاً وتنازل الخليفة له عن صلاحياته حيث فوض إليه الأمور، وانزوى في قصره يعيش على وارد بعض الاقطاعات التي خصصها له السلاجقة ومن مظاهر السيطرة السلجوقية على الخلافة :
1-نقل مقر الحكومة خارج بغداد :
لم يتخذ سلاطين السلاجقة بغداد مقرا لحكمهم، بل جعلوا العراق إقليماً من أقاليم دولتهم الواسعة، وأرسلوا نواباً عسكريين ولم تعد بغداد مقر الحكومة في الإسلام ، فقد تنقل السلاجقة بين مرو وأصفهان وهمدان وأنابوا عنهم في حكم العراق موظفاً سلجوقياً يعرف بالعميد وهو نائب السلطان في بغداد وموظف آخر يعرف بالشحنة وهو مسؤول عن الأمن في بغداد، ووضعت تحت تصرفهما قوة من الجند السلجوقي .
2-الأصهار إلى البيت السلجوقي :
ظهرت في عصر السيطرة السلجوقية مسألة أصهار السلاجقة إلى البيت العباسي وذلك لتوثيق علاقتهم بالخلفاء ولنيل الشرعية الدينية والسياسية وعلى الرغم من أن الخلفاء أرغموا على هذه المصاهرة إلا أنهم حاولوا من ورائها تحقيق مكاسب سياسية كبقائهم في الحكم وضمان سلامتهم واستمرار الدعم السلجوقي لهم، ففي سنة 453ه طلب طغرلبك من الخليفة القائم ابنته، فدهش الخليفة وغضب غضباً شديداً ، إلا أن ضعف الخليفة وضغط السلطان وتهديده أجبره على الموافقة وتزوج الخلفاء من بنات السلاطين، فقد تزوج القائم من ابنة أخ السلطان طغرل بك .
3-تفويض السلطة :
تنازل الخلفاء عن سلطاتهم واكتفوا باسم الخلافة واستقبال الملوك والسلاطين وتقديم العهود والخلع وفوضوا الأمور إلى السلاطين السلاجقة، ففي سنة (449ه) فوض الخليفة القائم بأمر الله السلطان طغرل بك تفويضاً كاملاً بالسلطة، إذ قال عن طريق الترجمان : إن أمير المؤمنين حامد لسعيك شاكر لفضلك، آنس بقربك... وقد ولاك جميع ما ولاه الله تعالى من بلاده ورد إليك فيه مراعاة عباده فاتق الله فيما ولاك . فوض الخليفة المقتدي بأمر الله السلطان ملكشاه سنة 479ه، أمر البلاد والعباد وبهذا التفويض يكون الخلفاء قد جردوا أنفسهم من كل نفوذ ومع هذا فقد أحصى السلاجقة على الخلفاء حركاتهم، ودسوا بينهم موظفين يقومون بمراقبتهم ورفع المطالعات عن تحركاتهم .
4-ولاية العهد :
تدخل السلاجقة في تعيين ولي العهد، فبعد أن عين الخليفة المقتدى بالله ابنه الأكبر المستظهر بالله ولياً للعهد اعترض السلطان، ملكشاه، وأراد أن يكون جعفر ابن الخليفة من ابنة السلطان ملكشاه ولياً للعهد بدل المستظهر، ولما رفض المقتدي، قدم ملكشاه إلى بغداد سنة 485ه عازماً على خلع الخليفة حيث كتب إليه، تخرج من بغدادوتسكن أي بلد شئت، فطلب المقتدى أن يمهله شهراً، فقال ملكشاه ولا ساعة واحدة، وبعد وساطة تاج الملك وزير ملكشاه وافق على أن يؤخره عشرة أيام ، إلا أن وفاة السلطان فجأة أنقذت الخليفة ، ويروي أن السلطان ملكشاه فكر في نقل مركز الخلافة إلى أصفهان، إلا أن وفاته أماتت المحاولة وعلى الرغم من أن السلاجقة تدخلوا في تعيين ولي عهد الخليفة إلا أنهم تجاوزوا موافقته أو حتى إعلام الخليفة في حالة تعيين السلاطين لمن يخلفهم، ففي سنة 458ه أخذ السلطان ألب أرسلان العهود والمواثيق لولده ملكشاه وخلع على جميع الأمراء وأمرهم بإقامة الخطبة له في جميع البلاد الخاضعة لنفوذه .
5-شارات الخلافة :
تظهر سلطة السلاطين ونوابهم على الخلافة من خلال استيلائهم على شاراتها وعّدوها حقاً من حقوقهم لا ينازعهم فيها أحد، فقد ذكرت أسماء السلاطين في خطبة الجمعة في بغداد ، وضربت أسماؤهم وألقابهم على السكة . وحذا نواب السلاجقة حذو سلاطينهم، فشارك بعضهم الخليفة العباسي امتيازاته، فكانت الطبول تقرع على باب كوهرائين شحنة بغداد في أوقات الصلوات ، وقرعت الطبول أمام دار الوزير السلجوقي مؤيد الملك ابن نظام الملك أثناء إقامته في بغداد سنة 475ه وعد ذلك من منكرات الأحداث .
6-الألقاب :
تجاوز السلاطين السلاجقة الحد في اتخاذهم الألقاب التي تعكس قوتهم وسلطانهم من جهة وضعف الخلافة من جهة أخرى، فنقشت ألقابهم على السكة وكتبت في المخاطبات فعند دخول طغرل بك بغداد لقبه الخليفة القائم بلقب ركن الدولة يمين أمير المؤمنين ، ثم تلقب بلقب ملك المشرق والمغرب ، وتلقب السلطان ألب أرسلان بلقب عضد الدولة برهان أمير
المؤمنين ، وبعد موقعة ملاذكر سنة 463ه التي انتصر فيها السلاجقة على الروم وأسروا إمبراطور رومانوس ذكره الخليفة القائم بخطاب التهنئة (الولد السيد الأجل) المؤيد المنصور المظفر، السلطان الأعظم مالك العرب والعجم، سيد ملوك الأمم، ضياء الدين غياث المسلمين، ظهير الإيمان، كهف الأنام، عضد الدولة القاهرة، تاج الملة الباهرة، سلطان ديار المسلمين برهان أمير المؤمنين ، وعرف السلطان ملكشاه بن أرسلان بلقب السلطان معز الدنيا والدين قسيم أمير المؤمنين ، ثم لقب بلقب السلطان المعظم شاهنشاه ركن الإسلام معز الدنيا والدين ومولى العرب والعجم، سلطان أرض الله ركن الإسلام والمسلمين يمين أمير المؤمنين .
7-إعادة تشكيل الجيش :
حرمت الخلافة العباسية خلال فترة السيطرة العسكرية على مقاليد الأمور فيها من القوة العسكرية التي تدين لها بالولاء، ومنُذ مقتل المتوكل أصبح الجند المتعددي الأجناس يدينون بولائهم إلى قادتهم أكثر من ولائهم للخليفة وهم لا يقاتلون عن دين ولا حمية ولا غيرة على سيادة الدولة ، بل تتحكم في تصرفاتهم مصالحهم الشخصية من أموال وسيطرة ونفوذ، واستمر حال الخلافة على هذا الوضع بعد أن فقدت السيطرة على الجند الذين تنقلوا من قائد إلى آخر بحثاً عن الامتيازات ولكي يتخلص الخليفة من تدخلاتهم وتجاوزاتهم وشغبهم المتواصل للمطالبة بالأموال استحدث منصب أمير الأمراء وهو القائد العام للجيش، ومن الطبيعي أن يكن لكل أمير من الأمراء جيش خاص يدين له بالولاء، ولفشل أمير الأمراء في السيطرة على الجيش، ازداد الاضطراب والفوضى فاستعان الخليفة بقوة البويهيين العسكرية، ولسيطرة البويهيين على الخلافة لم تعد الخلافة تملك جيشاً قائماً حتى بالشكل الذي عرفته سابقاً بعد أن أصبح الجيش البويهي هو جيش الخلافة وحاميها، وكذلك حذا السلاجقة حذو البويهيين بموقفهم من جيش الخلافة حيث لم سمحوا للخليفة بتجنيد الجنود أو اتخاذ حرس خاص به وعدوا أنفسهم عسكر الخليفة ، ومما لاشك فيه أن افتقاد الخلافة لجيش خاص بها موال لها، كان أحد الأسباب التي آلت إلى ضعفها .. وخلق حالة من الفوضى ذهبت ضحيتها الخلافة ومؤسساتها .
ولما كان الجيش هو أحد أركان الدولة وممثلاً لهيبتها وسيادتها على رعاياها فقد سعى المتغلبون على حرمانها من أسباب قوتها لتسهل عليهم عملية الهيمنة عليها والتحكم بأمورها، وعليه نلاحظ أن بعض الخلفاء شرعوا في العمل لإعادة هيبة الخلافة وسلطتها، فكروا في تشكيل جيش الدولة الخاص بها، لتتمكن من خوض صراعها ضد المتغلبين عليها، وبما أن الجيش يشكل خطراً على سيطرة المتغلبين، فقد سعى السلاجقة إلى حرمان الخلافة من هذه القوة، لذا امتازت الفترة من 447ه - 512ه والتي حكم فيها ثلاثة من الخلفاء هم ( القائم بأمر الله، والمقتدى لأمر الله، والمستظهر بالله ) بالخضوع التام لسلاطين السلاجقة ونوابهم في بغداد حتى تقلد المسترشد بالله الخلافة سنة 512ه ،فكان أول خليفة في هذا الفترة يتنبه لضرورة تكوين جيش خاص بالخلافة مستغلاً ضعف السلاجقة ونزاعهم على السلطنة بعد وفاة السلطان ملكشاه ، فبعد أن انفرد السلطان محمد بن ملكشاه بالحكم 498ه - 511ه نشب النزاع بين ورثته بعد وفاته، على الرغم من أن الخلافة سمحت بالخطبة لسلطانين في آن واحد ، غير أن الخليفة المسترشد حاول أن يستفيد من الصراع القائم بين العائلة السلجوقية على السلطنة، فاستعان في بداية الأمر بجيش السلطنة في بغداد وقوات بني عقيل ودعا إلى الجهاد لملاقاة دبيس بن صدقة المزيدي صاحب الحلة وتمكن من القضاء على نفوذه ، ثم استغنى عن الوزير السلجوقي وطلب نقل الشحنة من بغداد ، كما استطاع الوقوف بوجه السلطان طغرل ودبيس بن صدقة وانتصر عليهم وفي هذه الأثناء كان المسترشد قد أمر وزيره بإعادة ديوان الجند، وتسجيل العرب والأكراد والأتراك في الديوان وابتدأ في شراء المماليك الأتراك وأمر بتدريبهم على فنون القتال وعقد محالفات مع أمراء الأطراف العربية والكردية، وتقرب من العامة وأمر بإعلان النفير العام للتجنيد ، حتى بلغ جيشه سنة 525ه ثلاثين ألف مقاتل من أهل بغداد والسواد ، وتبين من كتاب السلطان سنجر الذي أرسله إلى السلطان محمود مدى خشية السلاجقة من هذا الجيش حين كتب إليه يقول : إن الخليفة قد عزم على أن يمكربي وبك، فإذا اتفقتما على فرغ مني وعاد إليك، ...ويجب بعد هذا أن تمضي إلى بغداد ومعك العساكر فتقبض على وزير الخليفة وتقتل الأكراد الذين دونهم وتأخذ النزل الذي قد عمله وجميع آلة السفر وتقول أنا سيفك وخادمك .
وعندما علم المسترشد بقدوم السلطان محمود إلى بغداد عزم على مواجهته وقال : فوضنا أمورنا إلى آل سلجوق، فبغوا علينا، فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون . فاستعد الخليفة للمواجهة وعبر بالناس إلى الجانب الغربي من بغداد، ثم عبر إلى الجانب الشرقي حيث نزل السلاجقة وأرغمهم على الخروج من بغداد إلا أن الخليفة أذعن لشروط الصلح مع السلطان محمود بعد أن خذله أصحابه من الأمراء ، فسلم الخليفة وقبل بشروط في عدم تجهيز الجيوش وتدوين العسكر وما لبثت الأمور أن جاءت لصالح الخليفة، حيث خرج على السلطان محمود أخوه مسعود وعمه سنجر وعدد من الأمراء، فرحل السلطان محمود عن بغداد فبعث إليه المسترشد يقول له : إنك تعلم ما بيني وبينك من العهد واليمين وإني لا أخرج ولا أدون عسكراً، وإذا خرجت عاد العدو وملك الحلة وربما تجدد منه ما تعلم، فكتب إليه السلطان محمود قائلاً : متى رحلت عن العراق وجدت له حركة، وخفت على نفسك وعلى المسلمين وتجدد لي أمر مع أخي فلم أقدر على المجئ فقط نزلت عن اليمين التي بيننا، فمهما رأيت من المصلحة فأفعله فشرع المسترشد بتعبئة الجند استعداداً لمد نفوذ الخلافة وخرج بنفسه يقود الجيش ويباشر القتال ، واستطاع أن يصد جيوش عماد الدين زنكي ودبيس بن صدقة الذين توجهوا إلى بغداد ، وحاصر الموصل وأخضع تكريت لسلطان الخلافة ،إلا ان صحوة الخلافة ونهضتها بعد طول سيطرة وتصميم على التخلص نهائياً من سيطرة السلاجقة، جعل المسترشد أكثر اندفاعاً دون أن يستكمل قوته ويستغل الظروف الملائمة وكان لإصراره على الخروج من بغداد لملاقاة السلطان مسعود دون أن يلتفت لنصيحة خاصته ومستشاريه في البقاء في بغداد ، أثر في تفكك جيش الخلافة بعد أن تخاذل بعض القادة الأتراك وانضموا إلى السلطان مسعود، فلم يبق مع الخليفة سوى من تبعه من أهل بغداد مما سهل على السلاجقة أسره واشترط عليه على مال يؤديه وأن لا يعود لجمع العساكر ولا يخرج من داره ، ثم قتل كما بينا سابقاً. وتولى الخلافة بعد مقتل المسترشد ابنه أبو جعفر الملقب بالراشد ، وحدد السلطان مسعود مسؤوليات الخليفة بقوله : لا أريد أن يجلس إلا من لا يداخل نفسه في غير أمور الدين ولا يجند ولا يتخذ ولا يجمع علي ولا على أهل بيتي ، لذا اشترط على الخليفة الراشد أن لا يقوم بتجنيد الجند أو الخروج لحرب السلطان أو أحد أصحابه ومتى فعل ذلك فقد خلع نفسه ، وانتهى أمر الراشد إلى ما قد علمنا.
8-بداية انتعاش الخلافة العباسية :
ولى السلاجقة أبا عبد الله محمد بن المستظهر الذي تلقب بالمقتفى لأمر الله 530ه - 555ه وحرص السلطان مسعود بعد قضائه على جيش الخلافة، أن يقضي على أسباب قوتها ونهوضها بوجه السيطرة السلجوقية، فاستولى على جميع ما كان في دار الخلافة من حيل وبغال وأثاث وذهب وفضة .. ولم يترك في الأصطبل الخاص سوى أربعة رؤوس من الخيل وثلاثة من البغال برسم الماء ...وبايعوا على أن لا يكون عنده خيل ولا آلة سفر ، كما استخلف المقتفي على أن لا يشتري مملوكاً تركيا ، وأخذت عليها العهود بأن لا يلجأ إلى تجنيد الجند، وأن يحسن السيرة ولا يتعرض لمحاربة أحد ، وضيقوا عليه وسلبوا أمواله حتى باع عقاره ، كما سيطروا على دار الضرب في بغداد ، ولم يكن للخليفة المقتفي في بداية حكمه إلا الاسم، فنزاه يكتب إلى وزير السلطان مسعود بعد أن ضيق عليه بالأموال : وما بقي إلا أن نخرج من الدار ونسلمها ، إلا أن المقتفي كان يرقب ما يدور من نزاع بين أفراد البيت السلجوقي على السلطنة ومحاولة استغلاله في محاولة لاسترجاع سلطاته ، وفي سنة 543ه حاصر قسم من أمراء السلاجقة بغداد مخالفين أمر السلطان مسعود فهرب شحنتها ، فكتب المقتفي إلى السلطان مسعود يقول له : أما الشحنة الذي من قبلك فقد هرب هو وأمير الحاج إلى تكريت وقد أحاط العسكر بالبلد، وما يمكنني أن آخذ عسكراً لأجل العهد الذي بيننا، فدبر الآن، فكتب إليه قد برئت ذمة أمير المؤمنين من العهد الذي بيننا، وقد أذنت لك أن تجند عسكراً وتحتاط لنفسك وللمسليمن فجند، وأظهر السرادقات والخيم وحضر الخنادق وسد العقود .
وحرض وزير الخليفة أبو المظفر يحي بن هبيرة على تجنيد الأتراك والعامة في بغداد ، واستمر القتال بين عساكر السلاجقة، وعساكر بغداد وأهلها إلى أن تفرق المحاصرون وكفوا عن القتال . وبموت السلطان مسعود سنة 547ه ماتت معه سعادة البيت السلجوقي، فلم يقم له بعده راية يعتد بها ولا يلتفت إليها ، فسيطر الخليفة على ما كان للشحنة في بغداد بعد هربه إلى تكريت . وجمع الرجال والعساكر وأكثر التجنيد وأعلن : إنه من تخلف من الجند ولم يحضر الديوان ليدون ويجري على عادته في اقطاعه أبيح دمه وماله ، وكان لإعادة تشكيل الجيش العباسي أثر كبير في استعادة هيبة الخلافة وبسط سلطانها على الولايات المحيطة بها، ومناوأة أعدائها، فقد تمكن من تحرير الخلافة من الهيمنة الأجنبية بعد طول سيطرة وخضوع، وبسطت الخلافة سيطرتها على الحلة والكوفة وواسط والبصرة ، وتمكن الجيش من مقاومة الحصار السلجوقي لبغداد بقيادة محمد شاه السلجوقي في سنة 552ه، وأفشل محاولة دخوله إلى المدينة بعد حصار دام ثلاثة أشهر ، وكان انسحابه نهاية لحكم السلاجقة في العراق فلم تنجح كل المحاولات التي قاموا بها بعد ذلك لدخول بغداد ، يقول ابن الأثير : الخليفة المقتفي : هو اول من استبد بالعراق منفرداً عن سلطان يكون معه من أول أيام الديلم إلى الآن، وأول خليفة تمكن من الخلافة وحكم على عسكره وأصحابه من حيث تحكم المماليك على الخلفاء . إن عودة هيبة الخلافة ونفوذها وقوتها من العوامل التي ساعدة الزنكيين في محاربة الصليبيين وتحقيق انتصارات كبيرة عليهم، كما سيأتي بيانه بإذن الله تعالى.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق