33
دولة السلاجقةوبروز مشروع إسلامي لمقاومةالتغلغل الباطني والغزو الصليبي
الفصل الأول
السلاجقة ، أصولهم وسلاطينهم
المبحث السادس:عهد التفكك والضعف وانهيار الدولة السلجوقية:
ثالثاً : النزاع بين بركيارق وأخويه محمد وسنجر على عرش السلطنة :
عاد النزاع على عرش السلطنة من جديد داخل البيت السلجوقي مرة أخرى بين بركيارق وأخويه محمد وسنجر، وقد استمر هذا النزاع خمس سنوات من عام 492ه حتى 497ه، وليس من المهم أن نذكر أن محمداً استطاع أن يدخل بغداد وأن يقيم الخطبة لنفسه فيها سنة 492ه بموافقة الخليفة المستظهر العباسي الذي خلع عليه الخلع والهدايا، وكان بركيارق في هذه الأثناء مريضاً ، ثم استمرت الحرب مع محمد طوال عهد بركيارق الذي تمكن من إعادة الخطبة لنفسه في بغداد، ومن المهم أن نذكر أن الخليفة هو الذي كان يسمح بإعادة الخطبة لكل من دخل بغداد من هذين السلطانين المتنازعين وهذا يدلنا على مقدار ما وصلت إليه الخلافة من ضعف ويلاحظ أن سنجر بن ملكشاه كان قد انضم إلى أخيه محمد في صراعه مع بركيارق، ويرجع السبب في ذلك لكونهما كانا ولدين لأم واحدة ، وقد انتهت الحرب بين محمد وبركيارق سنة 497ه، إذ عقد الصلح بين الطرفين في هذه السنة، يقول السيوطي : إن الحروب لما تطاولت بينهماً وعّم الفساد وصارت الأموال منهوبة، والدماء مسفوكة، والبلاد مخربة، والسلطنة مطموعاً فيها، وأصبح الملوك مقهورين بعد أن كانوا قادرين دخل العقلاء بينهما في الصلح وكتبت العهود والإيمان والمواثيق . ولقد تقرر أن يكون للصلح قواعد نوردها فيما يلي :
-ألا يعترض بركيارق أخاه محمد في الطبل .
-ألا يذكر اسم بركيارق بجانب اسم محمد في البلاد التي صارت له.
-أن يكون الاتصال بينهما عن طريق الوزراء.
-ألا يعترض أحد العسكرين الآخر في داخل حدود كل منهما.
-أن يمتد نصيب محمد من نهر اسبيندروذ ، إلى باب الأبواب ، وديار بكر والجزيرة والموصل والشام، ويكون له في العراق البلاد التي كانت تحت حكم سيف الدولة صدقة بن مزيد وأرسل بركيارق إلى الخليفة العباسي المستظهر بالله الرسل حاملة شروط وقواعد الصلح بينه وبين أخيه محمد، فما كان من الخليفة إلا أن أجابه وأمر بإقامة الخطبة لبركيارق
سنة 497ه . وقد عين بركيارق سنجراً والياً على خراسان، لما يتمتع به من هيبة كبيرة وخبرة بقواعد وقوانين السلطنة والحكم في البلاد مما جعل حكمه يستمر واحد وستين عاماً، منها عشرون عاماً ملكاً على خراسان من قبل أخيه بركيارق، وواحداً وأربعين عاماً سلطاناً للسلاجقة ، ومن هنا يتبين أنه بعدما طالت الحروب والنزاعات من أبناء السلطان ملكشاه، وما ترتب على ذلك من ويلات لتلك الحروب من سفك الدماء، والدمار والخراب الذي عم البلاد وانتشر بسبب النزاع على عرش السلطنة، مما أدى إلى ضعف وتفكك السلاجقة أدرك الأخوة المتصارعون ما عم البلاد من خراب فتداعوا إلى الصلح .
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق