إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 1 يوليو 2014

32 دولة السلاجقةوبروز مشروع إسلامي لمقاومةالتغلغل الباطني والغزو الصليبي الفصل الأول السلاجقة ، أصولهم وسلاطينهم المبحث السادس:عهد التفكك والضعف وانهيار الدولة السلجوقية: ثانياً : انتصار بركيارق واعتراف الخليفة العباسي به سلطانا للسلاجقة سنة 487ه :


32

دولة السلاجقةوبروز مشروع إسلامي لمقاومةالتغلغل الباطني والغزو الصليبي

الفصل الأول

السلاجقة ، أصولهم وسلاطينهم

المبحث السادس:عهد التفكك والضعف وانهيار الدولة السلجوقية:

ثانياً : انتصار بركيارق واعتراف الخليفة العباسي به سلطانا للسلاجقة سنة 487ه :

توجه بركيارق إلى بغداد في السابع عشر من ذي القعدة عام 486ه، وكان برفقته وزيره الجديد عز الملك الحسين بن نظام الملك، حيث طالب الخليفة العباسي المقتدى بأمر الله بأن يعترف به سلطاناً على السلاجقة، فما كان من الخليفة العباسي المقتدى بأمر الله إلا أن أجابه في طلبه واعترف به سلطاناً على السلاجقة في 14 محرم سنة 487ه، ولقبه بركن الدين ، ونودي بركيارق سلطناً ببغداد في 14محرم سنة 487ه / وخطب له على المنابر وشاء القدر أن توفي الخليفة العباسي المقتدي بأمر الله في 15 محرم سنة 487ه، وخلفه ابنه وولي عهده أبو العباس أحمد الذي لقب المستظهر بالله الذي ما كان منه إلا أن اعترف أيضاً ببركيارق سلطاناً للسلاجقة، كما بايعه بركيارق بالخلافة، وظل بركيارق في بغداد حتى ربيع الأول من سنة 487ه ثم سار عنها متجها إلى الموصل  .

1-النزاع بين بركيارق وعمه تتش على عرش السلطنة 488ه .

لم يقتصر النزاع بين بركيارق وأخيه الأصغر محمود فحسب بل ظهر منافس آخر له ينازعه على عرش السلطنة وهو عمه تاج الدولة تتش ، الذي كان والياً على دمشق وما جاورها من بلاد الشام، والذي ولاه البلاد أخوه السلطان ملكشاه، ولما علم بوفاة أخيه رأى أنه أحق بأمور السلطنة من أبناء أخيه لأن أكبرهم بركيارق لم يكن يزيد عن الثانية عشرة من عمره، إضافة إلى النزاع بينه وبين أخيه الأصغر محمود على السلطنة، وقد بدأ تتش في السعي للسيطرة على السلطنة وراسل تركان خاتون أرملة أخيه قبل وفاتها واتفق معها على الزواج وتواعد على اللقاء والتعاون، فقدمت إليه فماتت في الطريق فتفرق عساكرها وانظم أكثرهم إلى بركيارق  ومضى تتش في مشروعه، فستطاع أن يغتصب حلب من آقسنقر ويمد نفوذه على انطاكية ويخطب لنفسه بالسلطنة فيها سنة 486ه، كما استطاع أن يستولى على نصيبين ويقتل من أهلها عدداً كبيراً ثم يمد نفوذه على الموصل وميا فارقين وديار بكر ويتوجه إلى أذربيجان، وكان نفوذ بركياروق في ذلك الوقت قد قوى، فسار لملاقاة عمه الثائر المغتصب، فلما التقى الجمعان، انضم آقسنقر بجيوشه إلى بركيارق كما تفرقت جيوش تتش فانهارت قوته ولم يستطيع مواجهة جيوش بركيارق فقفل راجعاً إلى بلاد الشام، وقد أقام آقسنقر عند بركيارق فترة عاد بعدها إلى بلاده ليكون عيناً على تتش  ، ولم تهدأ نفس تتش بعد هذه الهزيمة، إذ صمم على الانتقام من آقسنقر، وقد استمر النزاع بين بركيارق وعمه تتش إلى أن تمكن بركيارق من إلحاق الهزيمة به في النهاية سنة 88ه وقيل : إن قتله كان على أيدي جماعة من أنصار آقسنقر كانوا قد أقسموا على أن يثأروا له  . وقد استمرت البلاد الشامية وأتابكية الموصل مسرحاً لحروب كثيرة بين صغار الأمراء، وبيئة صالحة لدسائس البيت السلجوقي في بغداد حتى استطاع عماد الدين زنكي ونور الدين محمود من بعده أن يوحدا هذه البلاد من جديد ويخضعاها لسلطة واحدة  . ويجب أن نشير هنا إلى أن هذا التفكك الذي حدث في قلب الدولة السلجوقية كان من أكبر عوامل نجاح الصليبية الأولى على بلاد الشام، إذ لم تكن هناك القوة الإسلامية التي تستطيع أن تقف في وجهها، ففضلاً عن المنازعات التي قامت بين رضوان ودقاق ابني تتش فإن هذه البلاد كانت مسرحاً لنشاط الفاطميين في مصر  ، كما سيأتي بيان ذلك في محله بإذن الله. وهكذا نجد أن النزاع الذي قام بين أفراد البيت السلجوقي في هذا الجزء من الشرق الإسلامي قد أدى إلى انتزاع الصليبيين معظم بلاد الشام من المسلمين  .

2-منافسة أرسلان أرغوت بركيارق على السلطنة :

ظهر منافس آخر للسلطان بركيارق ينازعه في أمور السلطنة وهو عمه أرسلان أرغون، الذي كان مقيماً في بغداد عند أخيه ملكشاه، ولما توفي ملكشاه وحدث نزاع بين بركيارق وأخيه الأصغر محمود على عرش السلطنة توجه أرسلان أرغون إلى نيسابور، وأراد أن يفرض نفوذه عليها ولكن امتنع أهلها عن تسليمها له فسار منها إلى مرو حيث قام شحنتها بتسليمها له وبذلك قوى نفوذ أرسلان أرغون بمساعدته وتوسعت مملكته وامتد سلطانه على بلخ وترمذ ونيسابور وسائر خراسان، وكاتب أرسلان أرغون ابن أخيه السلطان بركيارق يخبره بأنه تم بسط نفوذه وسلطانه على الأقاليم التي كانت لجده داود، وأنه راضي كل الرضى بما سيطر عليه من هذه الأقاليم ولن يتعداها، أو يطمع في غيرها من أقاليم أخرى، إضافةً إلى أنه لن يخرج عن طوعه وأنه منفذاً لما يأمره به، وكان السلطان بركيارق آنذاك مشغولاً بأخيه محمود، فأظهر موافقته على ما كاتبه به عمه أرسلان أرغون، بينما لم يكن في حقيقة الأمر موافقاً على ذلك ومالبث أن سير عمه الآخر بورى برس بن ألب أرسلان لقتال أرسلان أرغون إلى حدود خراسان، والتقى العسكران فانهزم أرسلان أرغون وعاد إلى بلخ، حيث جمع الكثير من الأجناد وانضمت إليه حشود كبيرة من التركمان، وحينما شعر بقوته سار إلى مرو وفتحها عنوة بعد ما خرب أسوارها وقتل الكثير من أهلها، وسار إليه بورى برس بقصد قتاله، واجتمع إليه العسكران عند مرو فانهزم بوري برس وأسره واعتقله أخوه أرسلان أرغون في ترمذ، وهناك تم قتله، وبعد ذلك استبد أرسلان أرغون في حكم خراسان فهدم كل حصن فيها وخرب البلاد وظلم العباد، وكان أرسلان أرغون شديد الهيبة والظلم لغلمانه، فكانوا يخافونه خوفاً شديداً، مما دفع إلى قتله سنة 490ه ، وقد أرسل السلطان بركيارق جيشاً خراسان لمحاربة عمه أرسلان أرغون ولم يكن قد علم بوفاة عمه على يد أحد غلمانه، وجعل أخاه معز الدين أبو الحارث سنجر بن ملكشاه على خراسان، الذي ولد يمدينة سنجر عام 479ه وهي إحدى مدن الجزيرة والتي سمى على اسمها على عادة الأتراك، على رأس الجيش وأرسل معه الأمير قماج ليعاونه حتى يقضيان على فتنة عمه وكان بركيارق قد أصدر أمراً بتولية سنجر حاكماً على خراسان حينما علم باستيلاء عمه عليها  ، وبعد أن حاربه عمه سار بركيارق على رأس جيش إلى آخر إلى خراسان، وقبل أن يصل إلى خراسان علم بمقتل عمه، ومن ثم دانت له بلاد خراسان، ثم أجلس أخاه سنجر على عرش خراسان سنة 490ه ثم رجع إلى بغداد، وقد تولى سنجر الحكم على بلاد خراسان في عهد أخيه السلطان بركيارق لمدة عشرين عاماً وكان والياً على بلاد ما وراء النهر ومن ثم فقد سمى ملك المشرق .



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق