إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 1 يوليو 2014

31 دولة السلاجقةوبروز مشروع إسلامي لمقاومةالتغلغل الباطني والغزو الصليبي الفصل الأول السلاجقة ، أصولهم وسلاطينهم المبحث السادس:عهد التفكك والضعف وانهيار الدولة السلجوقية: أولاً : اعتراف الخليفة العباسي بمحمود بن ملكشاه سلطاناً :


31

دولة السلاجقةوبروز مشروع إسلامي لمقاومةالتغلغل الباطني والغزو الصليبي

الفصل الأول

السلاجقة ، أصولهم وسلاطينهم

المبحث السادس:عهد التفكك والضعف وانهيار الدولة السلجوقية:

أولاً : اعتراف الخليفة العباسي بمحمود بن ملكشاه سلطاناً :

كانت الظروف في صالح محمود في أول الأمر، وقد بايعه العسكر لأمور أحدها أن أمه " تركان خاتون " كانت مستولية ومسيطرة على الأمور في أيام السلطان ملكشاه، وكانت محسنة للأجناد ومن ثم قدموا ولدها وبايعوه. والثاني : أنها كانت من نسل الملوك الترك، وقيل أنها من نسل أفراسياب، والثالث : أن الأموال كانت بيدها ففرقتها فيهم فبايعوه وأخذوا معهم وعادوا به إلى أصفهان  ، وقد بعثت تركان خاتون إلى الخليفة العباسي المقتدي بأمر الله في بغداد تطلب منه أن يعهد بالسلطنة لابنها محمود بن ملكشاه وأن تكون الخطبة باسمه، ولكن الخليفة لم يجبها إلى ما طلبت ورد عليها قائلاً : إن ابنك طفل صغير وهو لا يليق بالملك. غير أن الخليفة العباسي ما لبث أن اضطر إلى الاعتراف به سلطاناً عقب وفاة أبيه  ، ومما قيل في هذا الصدد أن الخليفة العباسي المقتدي بأمر الله اضطر إلى الاعتراف بسلطنة محمود، لأن ملكشاه كان يحتفظ بابنه الأمير جعفر ، عنده ليهدد به الخليفة وقد كان برفقة جده السلطان ملكشاه بعد وفاة والدته خاتون وكان السلطان ملكشاه عازماً على توليته الخلافة بدلاً من أخيه المسترشد الذي ولي عهد الخليفة المقتدي بأمر الله، ولكن وفاة السلطان ملكشاه غير مجرى الأمور وعاد أبو الفضل جعفر إلى والده المقتدي بعد وفاة جده السلطان ملكشاه  .

 فخشي الخليفة من تكرار التجربة مع سلاطين السلاجقة ولذلك وافق على ما رأته خاتون من انفاذ الأمير جعفر إلى بغداد لقاء اعتراف الخليفة بسلطنة ولدها محمود  ، ومهما يكن من أمر، فإن الخليفة العباسي منزوع النفوذ والسلطان ولا يملك القدرة على الاعتراض.

وفي 22 شوال سنة 485ه، أقيمت الخطبة لمحمود في مساجد بغداد ومنحه الخليفة العباسي المقتدى بأمر الله الخلع السلطانية ولقبه " ناصر الدنيا والدين "واشترط الخليفة العباسي على تركان خاتون أن تكون السلطنة لولدها محمود، والخطبة له، بينما يختص الأمير أنر  ، بتدبير الجيوش ورعاية البلاد، ويختص تاج الملك بجباية الأموال، وترتيب العمال، إلا أن تركان خاتون في بداية الأمر كانت غير موافقة على هذه الشروط، وكان أبو حامد الغزالي يقوم بدور الوساطة بين الخليفة العباسي وبين أم محمود، وبعد ذلك أقنع أبو حامد الغزالي تركان خاتون بالموافقة على شروط الخليفة، ومن ثم وافقت على تلك الشروط . ثم أرسلت تركان خاتون أحد أتباعها ليقبض على بركيارق، وبالفعل تم القبض على بركيارق وإيداعه السجن. من قبل أتباعها لكي لا يكون طليقاً ومن ثم يصبح محمود في مأمن منه، غير أن الأمر لم ينته عند هذا الحد الذي تخيلته تركان خاتون بأنه لو تم القبض على بركيارق لأصبحت في مأمن من كل محاولة لمنازعة ابنها في الحكم، فأتباع نظام الملك ومؤيدي بركيارق في أصفهان تمكنوا من إخراجه من سجن أصفهان ونصبوه سلطاناً في أصفهان وذلك نكاية في تركان خاتون.

وفي تاج الملك الشيرازي لموقفها المعادي لنظام الملك قبل موت ملكشاه، وهكذا وجد سلطانان في وقت واحد محمود في بغداد وبركيارق في أصفهان، ومن ثم أصبحت المنازعة بينهما على عرش السلطنة أمراً حتمياً .

1-القتال على عرش السلطنة بين بركيارق وتركان خاتون :

كانت تركان خاتون هي البادئة بالنزاع وبالهجوم فسارت من بغداد إلى أصفهان مع الجيش ومعها ابنها السلطان محمود والوزير تاج الملك الشيرازي، ولما قاربت تركان خاتون أصفهان خرج منها بركيارق ومن يؤيده من النظامية متجهين نحو الري فأرسلت تركان خاتون الجيش إلى قتال بركيارق، والتقى الجيشان من بروجرد  ، وكان ذلك في أواخر ذي الحجة 485ه وجرت الحرب بينهم، واشتد القتال وانحاز جماعة من عسكر تركان خاتون إلى بركيارق، فلحقت الهزيمة بتركان خاتون وابنها وعادوا إلى أصفهان وتبعهم بركيارق وحاصرهم فيها  ، واتفق الطرفان على الصلح بشرط أن تدفع تركان خاتون خمسمائة ألف دينار لبركيارق، وأن تكون بلاده أصفهان، وبلاد فارس لتركان خاتون وابنها، أما باقي البلاد فتكون لبركيارق وهو السلطان  . وفي شهر محرم من سنة 486ه نشبت معركة عنيفة بين المعسكرين : المعسكر الأول لبركيارق والمعسكر الثاني لمحمود وأمه تركان خاتون، وكانت الغلبة والكفة الراجحة للمعسكر الأول بسبب مساعدة أتباع نظام الملك وبسبب انحياز جماعة من الأمراء الذين يتبعون المعسكر الثاني لتركان خاتون وابنها محمود منهم الأمير ورجحت كفة بركيارق وقوى أمره والتقى العسكران مرة أخرى وانهزم عسكر تركان خاتون وابنها، ومن ثم هربت إلى مدينة أصفهان وتحصنت بها، وفر الوزير تاج الملك الشيرازي هارباً إلا أن النظامية قبضوا عليه وأخذوه وانتهى الأمر بقتله في المحرم سنة 486ه، وبعد أن لاذت تركان خاتون بالفرار إلى أصفهان، وقوى بركيارق بمساعدة النظامية تتبع تركان خاتون وحاصرها في أصفهان، ولكن سرعان ما عدل عن ذلك حتى يجد الفرصة سانحة للاستيلاء على أصفهان، فتوجه إلى همذان وسعى جاهداً في تكوين جيش قوي العتاد كبير العدد حتى يستطع به الاستيلاء على أصفهان، وقد تم له ما أراد حيث توجه بجيشه الذي أعده كما يريد إلى أصفهان وتم فتحها وقضى على تركان خاتون وأنصارها واعترافا من بركيارق بجميل النظامية عليه اتخذ عز الملك الحسين بن نظام الملك وزيراً له  ، وكان مقيماً في أصفهان عند وقوع هذه الأحداث  ولقد اتفقت تركان خاتون مع خال بركيارق إسماعيل ياقوتي  ، ووعدته بالزواج على أن يتقدم لمحاربة بركيارق، وبالفعل توجه إسماعيل ياقوتي على رأس جيشه لمحاربة ابن أخته والتقى الجيشان في رمضان 486ه، حيث كان النصر حليف بركيارق، أما إسماعيل ياقوتي فقد أسر وقتل في نفس السنة المذكورة  ، وفي سنة 487ه سار بركيارق إلى أصفهان وفي بداية الأمر لم يسمح له بالدخول إليها، وبعد ذلك سمحوا له بالدخول خديعة كي يتم القبض عليه وعندما قارب أصفهان خرج إليه محمود فلقيه ودخل البلد وأحاطوا به .

2-وفاة محمود بن ملكشاه :

ولقد حم وجدر محمود ومات في شوال من نفس العام، وكان ذلك بمثابة الفرج بعد الشدة وجلس بركيارق للعزاء في أخيه محمود، ثم إن بركيارق جدر بعد أخيه ولكنه شفى، ولما تم شفاؤه كاتب وزيره مؤيد الملك أمراء العراق وخراسان ومن ثم عادوا إلى بركيارق، فكثر جنده وأصبح شأنه عظيماً .


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق