إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 1 يوليو 2014

27 دولة السلاجقةوبروز مشروع إسلامي لمقاومةالتغلغل الباطني والغزو الصليبي الفصل الأول السلاجقة ، أصولهم وسلاطينهم المبحث الخامس :وفاة الخليفة القائم بأمر الله وتولي أمر الخلافة المقتدي بالله : ثالثاً :تدهور العلاقة بين ملكشاه والمقتدي :


27

دولة السلاجقةوبروز مشروع إسلامي لمقاومةالتغلغل الباطني والغزو الصليبي

الفصل الأول

السلاجقة ، أصولهم وسلاطينهم

المبحث الخامس :وفاة الخليفة القائم بأمر الله وتولي أمر الخلافة المقتدي بالله :

ثالثاً :تدهور العلاقة بين ملكشاه والمقتدي :

أخذت علاقة الخليفة بالسلطان تسوء شيئاً فشياً، وكانت بداية هذه الانتكاسة تعود إلى سوء التفاهم الذي وقع بين المقتدي وزوجته خاتون ابنة السلطان ملكشاه سنة 482ه وقد تطور هذا الخلاف وانكشف أمره عندما أخبرت خاتون أباها بالأمر وشكت له أعراض المقتدي عنها، وعلى الفور أرسل السلطان إلى الخليفة يطلب ابنته التي توجهت إلى بيت أبيها في أصبهان بموكب يليق بها مع ابنها الأمير أبي الفضل جعفر ابن المقتدي وما كادت تستريح في بيت والدها حتى فارقت الحياة في السنة نفسها، فتمت التعزية بها في أصبهان ومدينة بغداد، وبدأ السلطان ملكشاه من الآن فصاعداً يخطط لإزعاج الخليفة والانتقام منه عند ما تسنح الفرصة   وفي سنة 484ه دخل السلطان مدينة بغداد ومكث في دار المملكة حتى يكون على مقربة من المقتدي، الذي بدأ نفوذه يتقلص أكثر فأكثر حتى لم يعد له من الأمر إلاَّ الاسم، لا يتعدى حكمه بابه ولا يتجاوز جنابه  ، وأقام السلطان أيضاً عيد ميلاده على نهر دجلة واشتركت بغداد بزينة باهرة في هذه المناسبة، في البر والنهر، وبعد كل ما جرى من تحطيم لمعنويات المقتدي، أقدم السلطان ملكشاه على التدخل المباشر في مصير الخلافة العباسية، وطلب من المقتدي أن يجعل أبا الفضل جعفراً  ابن بنت السلطان ولياً لعهده بدلاً من ابنه الأكبر الإمام المستظهر بالله الذي كان المقتدي قد بايع له بالخلافة من بعده  ، وحاول الخليفة أن يتملص من هذا الأمر، إلا أن السلطان كان مصمماً على الانتقام من المقتدي وإجلائه نهائياً عن مدينة بغداد، فحين دخلها سنة 485ه، بعث إلى الخليفة يقول له : لا بد أن تترك لي بغداد وتنصرف إلى أي البلاد شئت، فانزعج الخليفة من هذا انزعاجاً شديداً ثم طلب من السلطان أن يمهله شهراً واحداً فرفض السلطان وقال ولا ساعة واحدة.

ثم اتصل الخليفة بوزير السلطان تاج الملك أبي الغنائم الذي تمكن من اقناع السلطان أن يمهل الخليفة عشرة أيام كي يرتب أموره ويرحل على البصرة أو على أي بلد يختاره  .

وهكذا حل بالمقتدي ذل وهوان لا مثيل له في حياته كلها وهو لا يستطيع أن يرد عن نفسه ولا يستطيع أن يقف في وجه ملكشاه، فالتجأ إلى ربه يدعوه ليلاً ونهاراً أن يفرج عنه ويخرجه من هذا المأزق وكان يقوم الليل ويصوم النهار خاشعاً متضرعاً إلى الله تعالى وفي هذه الفترة خرج السلطان إلى الصيد فعاد مريضاً ومات قبل أن تنتهي فترة الإنذار التي أعطاها للخليفة وعد هذا الأمر كرامة للمقتدي، وقد تخلص من عار محقق ومأساة واقعة، وهكذا وصل الخليفة إلى درجة من الضعف لا يحسده عليها عدو .

وقد علق ابن كثير على دخول ملكشاه إلى بغداد وإرادته إخراج الخليفة منها بقوله: وقدم السلطان بغداد في رمضان بنية غير صالحة، فلقَّاه الله في نفسه ما يتمنَّاه لأعدائه، وذلك أنه لما استقر ركابه ببغداد، وجاء الناس للسّلام عليه والتهنئة بقدومه، وأرسل إليه الخليفة يُهنئَّهُ بعث إلى الخليفة يقول له : لا بَّد أن تترك لي بغداد وتتحَّول إلى أيَّ البلاد شئت، فأرسل إليه الخليفة يستنظره شهراً، فقال : ولا ساعة واحدة، فأرسل يتوسل إليه في إنظاره عشرة أيام، فأجاب إلى ذلك بعد تمنُّع شديد، فما استتّم الأجل حتى خرج السلطان يوم عيد الفطر إلى العيد، فأصابته حُمىَّ شديدة، فافتصد فما قام منها حتى مات قبل العشرة أيام ولله الحمد والمنة  .

وبموت السلطان ملكشاه انقضى العصر الذهبي للسلطة السلجوقية وبدأ، عهد الانقسامات السياسية والحروب بين ورثة العرش السلجوقي مما أدى إلى تشتيت صفوفهم وإضعاف سلطتهم ولكن رغم هذا الضعف فقد حرص سلاطين السلاجقة على الاستئثار بالسلطة دون الخلفاء وكانوا ينتهزون كل فرصة للتعبير عن هذه الرغبة  ، وقبل الحديث عن عهد تدهور الدولة السلجوقية لا بد من الإشارة إلى شيء من سيرة نظام الملك رحمه الله.


يتبع

 http://img137.imageshack.us/img137/913/w6w20060221105143ce8876fe3aa9j.gif

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن


 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق