211
موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية
الفصل الثالث سياسة نور الدين الخارجية
المبحث الرابع : سياسة الدولة النورية تجاه القوى المسيحية :
رابعاً : أهم الدروس والعبر والفوائد :
5- اعتماد اللين والمرونة والخدعة لتحقيق مالاً يمكن تحقيقه بالقوة :
كان نور الدين محمود بحكم عقيدته وطبيعته التي تميل إلى الرحمة والرأفة يكره إراقة الدماء على غير طائل، ويسعى لتحقيق أهدافه بأقل الجهد والخسائر ولا يتردد في أساليب المكر والخداع مع العدو وصفه المؤرخون بأنه كان في السياسة والدهاء على جانب عظيم ( ) وأنه كان يكثر أعمال الحيل والمكر والخداع مع الفرنج وأكثر ما ملكه من بلادهم بهذه الأساليب ( ) ، اتبع هذا الأسلوب مع جوسلين أمير تلك (أمير الرها سابقا) حتى تمكن من أسره - كما مّر بنا - وفي عام 561ه/1166م، شن نور الدين غازه مفاجئة بسرية من الفرسان على حصن المنيطرة شرق طرابلس وتمكن من احتلاله بالرغم من مناعته وقوة الحامية المدافعة عنه ولكنه بالمفاجأة، ولم يجُسر أمير أنطاكية أو أي من أمراء الفرنجة الآخرين على مهاجمته لتوقعهم أنه احتل الحصن بكامل جيشه وليس بسرية صغيرة فقط ( ) ، وفي عام 559ه عندما حاصر الفرنجة وجيش شاور الوزير المصري أسد الدين وجيشه في بلبيس اشتد القلق بنور الدين وخشي على قواته في مصر، فأرسل مع بعض جنوده أعلام الفرنجة وسلاحهم وملابسهم مما غنمه في معركة حارم ومعركة طبريا ( ) ، إلى أسد الدين المحاصر في بلبيس حتى ينشرها في أسواق بلبيس وعلى أسوارها أمام أنظار الفرنجة ليذكرهم بما حل بإمارتهم في بلاد الشام، فلما فعل أسد الدين ذلك اضطر الفرنجة لرفع الحصار والعودة إلى الشام ( ) ، وكان لسلوك نور الدين مع مجير الدين آبق (حاكم دمشق) على الوجه الذي ذكرناه، أكثر الأثر في تسهيل الاستيلاء على دمشق بدون قتال ( ) .
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق