200
موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية
الفصل الثالث سياسة نور الدين الخارجية
المبحث الرابع : سياسة الدولة النورية تجاه القوى المسيحية :
ثانياً : العلاقات مع الإمارات الصليبية :
2- إمارة أنطاكية :
تولى حكم إمارة أنطاكية خلال عهد نور الدين محمود ثلاثة من الأمراء، ريموند دي بواتيه (519 - 543ه/1136 - 1149م وقد اتجه إلى محاولة طلب عون الحملة الصليبية الثانية عندما قدمت إلى الشام من أجل مساعدته في استرداد أملاكه المفقودة شرق نهر العاصي. ورينودى شاتيون أو أرناط في المصادر العربية (548 -557ه/1153 - 1162م)، فقد شن هجماته على الأعمال الحلبية ووصف بالاندفاع والتهور، وجرت تصرفاته على الصليبيين في بلاد الشام بصفة عامة أوخم العواقب، وقد عمل نور الدين على أسره، وتمكن بالفعل من ذلك ومكث في السجن سبعة عشر عاماً خرج بعدها يقاتل المسلمين بضراوة. وتولى بوهيمند الثالث 558- 595ه/1163-1200م) عرش الإمارة تحت وصاية الأميرة كونستانس أرملة ريموند دى بواتية، ويلاحظ أنه أسر في معركة حارم عام 559ه/1164م ( ) وقد كانت سياسة نور الدين محمود تجاه إمارة أنطاكية، قد امتازت بتعدد المعارك الكبيرة التي خاضها ضدها على نحو لم تجده بالنسبة لغيرها من الإمارات الصليبية الأخرى ( ) ومن أشهر هذه المعارك :
أ- معركة يغرى :
في سنة 543ه سار نور الدين إلى يَغْرى وقد اجتمع بها الفرنج في قضَّهم وقضيضهم، وقد عزموا على فقد بلاد الإسلام، فالتقى بهم هنالك، واقتتلوا أشدَّ قتال ثم أنزل الله نصره على المسلمين وانهزم الفرنج، وكانوا بين قتيل وأسير وفي هذه الوقعة قال القيسراني :
وكيف لانُثني على عيشنا
??المحمود والسلطان محمود
فليشكر الناسُ ظلالَ المنى
??إن رِواقَ العدل ممدود
ونيَّرات الملك وهَاجة
??وطالع الدولة مسعود
وصارمُ الإسلام لا ينثني
??إلا وشِلْوُ الكفُر مقدود
مناقب لم تك موجودة
??إلا ونور الدين موجود
مُظَفَّر في درعه ضَيْغَمُ
??عليه تاج الملك معقود
نال المعالي حاكماً مالكاً
??فهو سليمان وداود
ترتشِفُ الأفواه أسيافهُ
??إنّ رُضاب العِزَّ مورود
وكم له من وقعة يومها
??عند ملوك الشرك مشهود
والقوم إما مُرْهَقٌ صُرْعَةٌ
??أو مُوشَقٌ بالقَّد مَشْدُودُ
حتى إذا عادوا إلى مثلها
??قالت لهم هيبته عودوا
والكر والفَرُّ سِجال الوغى
??فطاروٌ طوراً ومطرود
وإنمَّا الإفرنج من لِغْيها
??عاد وقد عاد لها هُودُ
قد حصحص الحق فما جاحد
??في قلبه بأسك مجحود
فكل مِصرٍ بك مُستفتِحٌ
??وكل ثَغر بك مسدود ( )
ب- معركة انب :
وقعت معركة أنب في يونيه 1149م/صفر 544ه/ وقد حقق الجيش النوري فيها انتصاراً كبيراً وتم قتل ريموند دى بواتيه، وعدد كبير من كبار قادة الصليبيين ويلاحظ أن الشيعة الإسماعيلية النزارية وقفوا خلال المعركة إلى جانب الصليبيين؛ مما كشف بجلاء عن حقيقة دورهم خلال تلك المرحلة، ولقي قائدهم علي بن وفا مصرعه على نحو دلّ على التواطؤ والتعاون مع أعداء الإسلام ( ) والأرتمى في أحضان الصليبيين ضد القيادة السنية المجاهدة ( ) وقد قال ابن منير في مدح نور الدين قصيدة جاء فيها :
تفي بضمانها البيضُ الحِدادُ
??وتقْضي دَيْنَها السُّمْرُ الصَّعاد
وتدركُ ثارها من كلَّ باغٍْ
??فوارس من عزائمها الجلاد
ويَغْشى حَوْمةَ الهيجا هُمامٌ
??تَشُدُّ بضبعِهِ السَّبْعُ الشَّداُد
أظنُّوا أنّ نارَ الحرب تخبو
??ونور الدين في يده الزَّنادُ
وجُندٌ كالصقور على صقور
??إذا انقضوا على الأبطال صادوا
إذا أخفوا مكيدتهم أخافوا
??وإن أَبدوا عداوتهم أبادوا
ونصرة دولة حاميت عنها
??وهل تخشى وأنت لها عماد
وإن نُتْلِ القوافي ما تَلَتْهُ
??بإنَّب ما يُؤَبَّنُها سِنادُ
جرت بالنصَّر أقلام العوالي
??وليس سوى النجيَّع لها مِدَاد
وطالت أرؤُس الأعلاج خصباً
??فنادى السيف. قد وقع الحصاد
أحطت بهم فكان القتل صبراً
??ولا طعن هناك ولا طِراد
وللإبرنز فوق الرمح رأس
??توسَّد والسَّنان له وساد
إلى أن قال :
وأذعنتِ الممالك واستجابت
??مُلبَّيةً لدعوتكَ العبادُ( )
ومما قال بن القيسراني :
هذا العزائمُ لاما تدَّعي القضبُ
??وذي المكارم لا ما قالت الكُتُبُ
وهذه الهِمَمُ اللاتي متى خَطُبت
??تعثَّرت خلفها الأشعار والخُطَبُ
صافحت يا ابنَ عماد الدين ذُرْوَتَها
??براحة للمساعي دونها تعب
وهي قصيدة طويلة جاء فيها :
أبناء ملحمةٍ لو أنها ذكرت
??فيما مضى نسيت أيامها العَرب
من كان يغزو بلاد الشَّرك مكتسباً
??من الملوك فنور الدين مُحْتَسِبُ
ذو غرة ما سمت والليل معتكر
??إلا تمزق عن شمس الضحى الحُجُبُ
أفعاله كاسمه في كل حادثةٍ
??ووجهه نائبٌ عن وصفِهِ اللقَّبُ
في كلَّ يوم لفكري من وقائعه
??شغل فكل مديحي فيه مُقْتَضَبُ
من باتتِ الأُسدُ أسرى في سلاسله
??هل يأسر الغُلْبَ إلا من له الغَلَبُ ( )
إلى أن قال :
هذا وهل كان في الإسلام مكرمة
??إلا شهِدتَ وعُبَّادُ الهوى غَيَبُ
وقيل فيه قصائد كثيرة شعراء عصره بسبب فتوحاته ومعاركه التي خاضها مع الصليبيين. وعلى أثر مقتل ريموند دى بواتيه، اضطربت الأوضاع السياسية في أنطاكية، وحلت الفوضى بها واستولى الهلع على كافة الناس وأن الأرض صارت ممهدت أمام قوات نور الدين، لأن الحرب أخذت زهرة الجيش، وأمير البلاد، ولم يعد هناك من يقدم حماية قوية ضد الأخطار التي هددتهم وطبيعي أن سعي نور الدين إلى الإفادة من انتصاره فعمل على الاستيلاء على عدد من الحصون الأنطاكية في كل الوادي الأوسط لنهر العاصي، ومنها أزمان وأنب، وعم، واجتاح سهل أنطاكية حتى بلغ ميناء السويدية (سان سيمون) وبذلك قضى على المراكز الصليبية الأمامية الواقعة بين حلب وأنطاكية، بل إنه هدد أنطاكية نفسها وحاصرها واتفقت معه المدينة على الاستسلام في حالة عدم مقدم الملك الصليبي بلدوين الثالث، وبالفعل حضر وفرض حصاره على حصن حارم ولما باء بالفشل، عاد أدراجه إلى أنطاكية وعقد هدنة مع نور الدين ( ) . واتجه نور الدين محمود إلى أسر أمير أنطاكية رينودى شاتيون مثلما فعل ذلك من قبل مع جوسلين الثاني وبالفعل تم أسره حوالي عام 558ه/1162م على نحو بعث الاضطراب في تلك الإمارة الصليبية وبصورة عكست أن أسلوب أسر حكام الإمارات الصليبية، مثل أفضل الأساليب حينذاك التي من خلالها يتم إضعاف ذلك الكيان الصليبي وبعث الاضطراب والفوضى في صفوف أبنائه بصورة أو بأخرى ( ).
ج- الاستيلاء على أفامية :
سار نور الدين إلى حصن أفامية سنة 544ه وكان حصناً منيعاً على تل مرتفع عال من أحصن القلاع وأمنعها وكان من به من الفرنج يغيرون على أعمال حماة وشيزر وينهبونها فأهل تلك الأعمال معهم تحت الذل والصغار، فسار نور الدين إليه، وحصره وضَّيق عليه، ومنع من به القرار ليلاً ونهاراً، وتابع عليهم القتال ليمنعوا الاستراحة، فاجتمعت الفرنج من سائر بلادها وساروا نحوه ليزحزحوه عنها، فلم يصلوا إليه إلا وقد ملك الحصن وملأه ذخائر؛ من طعام ومال وسلاح ورجال، وجميع ما يحتاج إليه، فلما بلغه قرب الفرنج سار نحوهم، فحين رأوْا جَّده في لقائهم رجعوا واجتمعوا ببلادهم وكان قُصَاراهم أن صالحوه على ما أخذ ومدحه الشعراء
وأكثروا ( ) .
س- حصار حارم :
في عام 557ه جمع نور الدين العساكر بحلب، وسار إلى قلعة حارم وحصرها وجَدَّ في قتالها فامتنعت عليه لحصانتها وكثرة من بها من فرسان الفرنج وشجعاتهم واجتمع الفرنج من سائر البلاد، وساروا نحوه ليرحَّلوه عنها، فلما قاربوه طلب منهم المصافَّ، فلم يجيبوه إلى ذلك، وراسلوه وتلطَّفوا الحال معه، فعاد إلى بلاده وممن كان معه في هذه الغَزَاة الأمير مُؤيَّد الدولة أسامة بن مرشد بن منقذ وكان من الشجاعة في الغاية التي لا مزيد عليها، فلما عاد إلى حلب دخل إلى مسجد سيرين، وكان قد دخله في العام الماضي سائراً إلى الحج، فلما دخله يومئذ كتب على حائطه ( ):
لك الحمُد يا مولاي كم لك مِنَّهٍ
??عليَّ وفضلٍ لا يحيط به شُكري
نزلتُ بهذا المسجد العام قافلاً
??من الغزو موفورَ النَّصيب من الأجر
ومنه رحلت العِيسى في عامي الذي
??مضى نحو بيت الله ذي الرُّكن والحِجِر
فأدَّيت مفروضي وأسقطت ثقل ما
??تحملت من وز الشَّبيبة عن ظهري
قال أبو شامة : أذكرني هذا ما كتبه أسامه بمدينة صور وقد دخل دار أبي عقيل فرآها وقد تهدَّمت وتغيَّرت زخرفتها فكتب على لوح من رخام :
أحذر الدنيا ولا
??تغتر بالعمر القصير
وانظر إلى آثارِ مَن
??صَرَعَتُهُ منَّا بالغُرورِ
عمروا وشادوا ما تراه
??من المنازل والقُصُور
وتحّولوا من بعد
??سكناها إلى سُكنى القبور( )
ش- معركة حارم :
وفي سنة 559ه اغتنم نور الدين خُلُوَّ الشَّام من الفرنج وقَصَدهم، واجتمعوا على حارم فضرب معهم المصافَّ فرزقه الله تعالى الانتقام منهم، فأسرهم، وقتلهم ووقع في الإسار إبرنس أنطاكية، وقومص طرابلس وابن لجوسلين ودُوك الروم وذلك في رمضان ( ) . وقد اشترك في هذه الغزوة ضد نور الدين، القوى الصليبية والبيزنطية والأرمينية ( ) وسبب الانتصار لنور الدين أنه لما عاد منهزماً في معركة حصن الأكراد، أقبل على الجد والاجتهاد والاستعداد للجهاد والأخذ بثأره، - وثأر الإسلام- وغزو العدوَّ في عقر داره، ليرتق ذلك الفتق، ويمحو سَِمة الوهن ويعيد رونق الملك، فراسل أخاه قطب الدين بالموصل وفخر الدين قرا أرسلان بالحصن - أي حصن كيفا - ونجم الدين ألبي بماردين وغيرهم من أصحاب الأطراف، فأما قطب الدين أتابك جمع عساكره، وسار مجداً، وعلى مقدَّمة عسكره زين الدين نائبه وأما فخر الدين قرا أرسلان فإنه بلغني عنه أنه قال له خواصّه : على أي شيء عزمت ؟ فقال على القعود، فإن نور الدين، قد تحشَّف من كثرة الصَّوْم والصلاة فهو يلقي نفسه والناس معه في المهالك وكلهم وافقه على ذلك، فلما كان الغد أمر بالنداء في العسكر بالتجهز للغزاة، فقال له أولئك : ما عدا مما بدا ! فارقناك بالأمس على حال ونرى الآن ضَّدها ! فقال : إن نورالدين قد سلك معي طريقاً إن لم أنجده خرج أهل بلادي عن طاعتي، وأخرجوا البلاد من يدي، فإنه كاتب زُهَّدها وعُبَّادها والمنقطعين عن الدنيا، يذكر لهم ما لقي المسلمون من الفرنج، وما نالهم من القتل والأسر والنهَّب، ويستمد منهم الدعاء ويطلب منهم أن يحثُّوا المسلمين على الغَزَاة، فقد قعد كلُّ واحد من أولئك ومعه أتباعه وأصحابه وهم يقرؤون كُتُبَ نور الدين ويبكون ويلعنونني ويدعون عليَّ، فلابدَّ من إجابة دعوته، ثم تجهَّز أيضاً وسار إلى نور الدين بنفسه وأما نجم الدين ألبي فإنه سيرَّ عسكراً، فلما أجتمعت العساكر سار نحو حارم، فنزل عليها وحصرها، وبلغ الخبر إلى من بقي من الفرنج بالسَّاحل ممن لم يسر إلى مصر، فحشدوا وجاؤوا، مقّدم الفرنج البرنس صاحب أنطاكية والقمص صاحب طرابلس وأعمالها، وابن جوسلين وهو من مشاهير الفرنج وأبطالها، والدَّوك معهم وهو رئيس الروُّم ومقدَّمُها، وجمعوا من الرَّاجل مالا يقع عليه الإحصاء، ملؤوا الأرض وحجَبُوا بقسطهم السماءَ، فحرض نور الدين أصحابه، وفرَّق نفائس الأموال على شجعان الرجال، فلما قاربه الفرنج رحل عن حارم إلى أرّتاح ( ) وهو إلى لقائهم مرتاح، وإنما رحل طمعاً أن يتبعوه، ويتمكن منهم إذا لقوه.
فساروا حتى نزلوا على عِمَّ ( ) . وتيقَّنوا أنهم لا طاقة لهم بقتاله ولا قدرة لهم على نزاله فعادوا إلى حارم وقد حرمتهم كلَّ خير، وتبعهم نور الدين، فلما تقاربوا اصطفُّوا للقتال، وبدأت الفرنج بالحملة على ميمنة المسلمين، وبها عسكر حلب وفخر الدين، فبدَّدوا نظامهم، وزلزلوا أقدامهم، وولُّوا الأدبار وتبعهم الفرنج وكانت تلك الضَرَّة من الميمنة عن اتفاق ورأي دَبَّروه، ومكرٍ بالعدو مكروه، وهو أن يبعد عن راجلهم، فيميل عليهم من بقي من المسلمين، ويضعوا فيهم السيوف، ويرغموا منهم الأنوف، فإذا عاد فرسانهم من أثر المنهزمين لم يلقوا راجلاً يلجؤون إليه، ويعود المنهزمون في آثارهم وتأخذهم سيوف الله من بين أيديهم ومن خلفهم، فكان الأمر على ما دبَّروا، فإن الفرنج لما تبعوا المنهزمين عطف زين الدين في عسكر الموصل على راجلهم، فأفناهم قتلاً وأسراً، وعادت خيَّالتهم ولم يُمنعوا في الطلب، خوفاً على راجلهم من العطب، فصادفوا راجلهم على الصعيد معفَّرين، وبدمائهم مضَّرجين، فسُقط في أيديهم، ورأوا أنَّهم قد ضلُّوا، وخضعت رقابهم وذلُّوا فلما رجعوا عطف المنهزمون أعنَّتهم، وعادوا، فبقي العدو في الوسط وقد أحدق بهم المسلمون من كلَّ جانب، فحينئذ حمى الوطيس، وباشر الحرب المرؤوس والرئيس، وقاتل الفرنج قتال من يرجو بإقدامه النجاة، وحاربوا حرب من أيس من الحياة، وانقضَّت العساكر الإسلامية عليهم إنقضاض الصُّقور على بُغَات الطيور، فمزَّقوهم بَدَداً وجعلوهم قِدَداً، فألقى الفرنج بأيديهم إلى الإسار وعجزوا عن الهزيمة والفرار، وأكثر المسلمون فيهم القتل وزادت عدة القتلى على عشرة آلاف ( ) ، وقال الذهبي : .. ثم التقاهُم في سنة 59 فطحنهم وأسر ملوكهم، وقتل منهم عشرة آلاف بحارم ( ) . وأما أسروا وهم الذين من قبل ذُكروا ( ) . وسار نور الدين بعد الكسرة إلى حارم فملكها في الحادي والعشرين من رمضان، وأشار أصحابه عليه بالمسير إلى أنطاكية ليملكها، لخلَّوها ممن يحميها ويدفع عنها، فلم يفعل. وقال : أما المدينة فأمرها سهل، وأما القلعة التي لها فهي منيعة لا تؤخذ إلا بعد طول حصار، وإذا ضيقنا عليهم أرسلوا إلى صاحب القسطنطينية وسلَّموها إليه ومجاورة بوهيمند أحبُّ إليَّ من مجاورة ملك الروم وبث سراياه في تلك الأعمال والولايات فنهبوا وسبوا، وأوغلوا في البلاد حتى بلغوا اللاذقية والسّويداء وغير ذلك وعادوا سالمين ثم إن نور الدين أطلق بوهيمند صاحب أنطاكية بمال جزيل أخذه منه، وأسرى كثيرة من المسلمين أطلقهم ( ).
تلك كانت أهم ملامح العلاقات النورية الأنطاكية انتصارات تلو انتصارات بلغت ذروتها في حارم، ومع ذلك لم تسفر عن تغير حاسم، وكأن الأحداث اثبتت أن جبهة شمال الشام منغلقة أمام أية توسعات نورية حاسمة مستقبلية طالما أن الأمبراطورية البيزنطية تقف حائلاً دون ذلك، ويلاحظ أن الأخيرة كانت حريصة على إضعاف الصليبيين وتفوقها هي عليهم غير أنها في نفس الوقت لم تكن لتقبل بانتصار حاسم لنور الدين بل أرادت أن يكون الجميع في موقف ضعف حتى يحتاجوا إليها ( ).
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق