184
موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية
الفصل الثالث سياسة نور الدين الخارجية
المبحث الثالث : العلاقات مع القوى الإسلامية في بلاد الشام والجزيرة الأناضول :
أولاً : الأسر الحاكمة في المدن والبقاع الشمالية من بلاد الشام :
2- الأسرة الجندلية في بعلبك :
وامتداد لسياسة تحجيم الأسر الحاكمة المحلية وإضعافها حتى لا تنافس الدولة النورية في حلب ودمشق سعت الدولة النورية إلى مواجهة الأسرة الجندلية التي سيطرت على بعلبك، وترأسها الضحاك بن جندل البقاعي، ودانت بالمذهب الدرزي، ولا شك أن الأقليات الدينينة خاصة الدرزية شعرت بصفة مستمرة برغبة في التكتل من خلال تواجدها وسط محيط سني متحمس - للكتاب والسنة والعقيدة الصحيحة - ومناوي للبدع الشيعية الرافضية الباطنية - وكان الضحاك بن جندل تابعاً لأتابكية دمشق، وأدرك خطورة السيطرة الدولة النورية على دمشق عام 549ه/1154م، وأعلن عصيانه على نور الدين، وقد خشي الأخير أن يصطدم به حتى لا يطلب عون الصليبيين، خاصة ما عرف عنه من مناورات سياسية حيث تأرجح بين الولاء للمسلمين السنة تارة والصليبيين تارة أخرى ( ) ، ليضمن بقاء كيانه السياسي بمنأى عن الإندحار وسط كيانات أكبر من أن يواجهها منفرداً ( ) ولإمراء في أن الدولة النورية السنية نظرت بارتياب إلى وجود كيان محلي درزي في تلك المنطقة المهمة في سهل البقاع بالقرب من الوجود الصليبي، وعلى الرغم من أن الأسرة الجندلية لم تكن تمثل قوة سياسية كبيرة، فإن نور الدين محمود حاذر من تصعيد الصدام مع الضحاك البقاعي، ولا أدل على ذلك من أنه أخذه بالملاينة لنحو ثلاث سنوات حتى تمكن من إخضاع بعلبك لسيطرته عام 552ه/ 1157م ( ) وكان ذلك بعد المهادنة والاتفاقية بين نور الدين والملك الصليبي، ولم يظهر الضحاك مقاومة وأجاب أمر نور الدين وهكذا شهد عام 552ه / 1157م تأميناً لحلب في شمال الشام بإخضاع شيزر، ثم بتدعيم السيادة النورية في سهل البقاع بانتزاع بعلبك من السيطرة الدرزية، وبالتالي صار الطريق من دمشق إلى بعلبك مهيأ أكثر من ذي قبل لشن هجمات حربية تجاه المناطق الصليبية ولم يعد سهل البقاع يحوى قوة تمثل موضع مضاد للنفوذ النوري ( ).
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق