إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 11 يوليو 2014

117 موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية الفصل الثاني :عهد نور الدين زنكي وسياسته الداخلية المبحث السادس:أهمية التربية والتعليم في النهوض الحضاري: ثالثاً :ميادين العلوم في العهد الزنكي: 3- علوم الرياضيات والفلك :


117

موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية

الفصل الثاني :عهد نور الدين زنكي وسياسته الداخلية

المبحث السادس:أهمية التربية والتعليم في النهوض الحضاري:

ثالثاً :ميادين العلوم في العهد الزنكي:

3- علوم الرياضيات والفلك :

اهتم المسلمون في ذلك العهد بشتى فنون العلوم المختلفة، ومن ذلك علوم الرياضيات والفلك حيث نالت تلك التخصصات قدراً كبيراً من اهتماماتهم، فبرعوا  في علم الحساب وصنّفّوا فيه المصنفات، بحثوا فيها الأعداد وأنواعها وخواصها وتوصلوا إلى إضافات ونتائج أثارت إعجاب علماء الغرب ودهشتهم فاعترفوا بفضلهم وأسبقيتهم في هذا المجال، وترجموا كثيراً من كتب المسلمين مما كان له أثر كبير في تقدم هذا العلم، كما اشتغل عدد من العلماء بعلم الجبر وأتوا فيه بالعجب العجاب، حتى أن (كاجوري) قال : إن العقل ليدهش عندما يرى ما عمله العرب في الجبر ( ) . وقد نبع في العهد الزنكي عدد من علماء الرياضيات والفلك مما كان لدراساتهم ومصنفاتهم أثر واضح في إثراء الدراسات الرياضية والفلكية وقد تمشلت أبرز الجهود في الآتي :

- الرياضيات :

كانت العلوم الرياضية من حساب وجبر وهندسة من العلوم التي كانت تدرس في بعض المدارس الزنكية، كما أن هناك تنقلات ورحلات بين المناطق الزنكية لتحصيل هذه العلوم من العلماء البارعين في هذا المجال، ومما ساعد على تشجيع هذا الفرع من العلوم حاجة الفقهاء الماسة إلى علمي الحساب والجبر في تقسيم المواريث أو ما يسمى بعلم الفرائض، وكذلك الحاجة إلى هذه العلوم في معرفة المواقيت واتجاه البلدان لإقامة الصلاة، كما ظهرت الحاجة إليها في حسابات الدواوين، وفي بعض الأمور الإدارية الأخرى ومن علماء العهد الزنكي البارزين في ميدان الرياضيات، كمال الدين أبو الفتح موسى بن أبي الفضل يونس بن محمد بن منعة الموصلي المتوفى 639ه/1242م ولما ذاع صيته في علم الرياضيات أخذت الرسائل تنهال عليه من علماء الرياضيات المعاصرين له يقول ابن خلكان : كنت بدمشق سنة ثلاث وثلاثين وستمائة، وبها رجل فاضل في علوم الرياضة، فأشكلت عليه مواضع في مسائل الحساب الجبر والمقابلة والمساحة وإقليدس، فكتب جميعها في درج وسيّرها إلى الموصل، ثم بعد أشهر عاد جوابه، وقد كشف عن خفيها وأوضح غامضها، وذكر ما يعجز الإنسان عن وصفه ( )، وبكمال الدين بن منعة مصنفات جليلة في الرياضيات ذكر منها بروكلمان : شرح الأعمال الهندسية، وهو محفوظ في مكتبة أيا صوفيا بأسطنبول رقم 2753 ، وله رسالة في البرهان على المقدمة التي أهملها أرخميدس في كتابه تسبيع الدائرة وكيفية اتخاذ ذلك وهو محفوظ في مكتبة بودليانا برقم (8/987) ( ) .

- الفلك :

يعرف قديماً بعلم الهيئة وموضوع الأجرام السماوية من النجوم والكواكب وأحوالها وأبعادها وحركاتها وحساب الأيام والشهور والسنين والفصول على أساس تلك الحركات، وتحويل السنين من القمرية إلى الشمسية وبالعكس وأطوال البلاد وعروضها، والرياح والأمطار، وكسوف الشمس، وخسوف القمر وما إلى ذلك من مباحث كثيرة منها نظرية وأخرى عملية، وبعض هذه المباحث تدخل الآن في علم الفضاء ( ) وكانت أبرز الجهود التي بذلت في العهد الزنكي قد تركزت في الموصل، وكان الشيخ كمال الدين موسى بن يونس بن منعة في مقدمة العلماء الذين نشطوا في هذا الميدان، فقد قام بتدريس أصول هذا العلم لطلابه في المدارس التي درّس بها، وصنف في هذا العلم ووردت إليه – أيضاً – مسائل في مشكلات هذا العلم قام بتفسيرها، وحلّ رموزها، ونبّه على براهينها بعضها من بغداد وأخرى وردت إليه من بعض ملوك أوروبا ( ) ، ومما ينسب إلى كمال الدين في هذا العلم، أنه قد عرف أشياء كثيرة في قوانين تذبذب الرقاص ( ) ، ويذكر طوقان أن كمال الدين قد سبق العالم الإيطالي غاليليو المتوفى سنة 1052ه/1624م في هذا المجال ( ) . وقد كانت الموصل مركزاً له أهمية خاصة في علوم الرياضياتان والفلك في العهد الزنكي ( ).


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن 





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق