إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 11 يوليو 2014

101 موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية الفصل الثاني :عهد نور الدين زنكي وسياسته الداخلية : المبحث الخامس:النظام الاقتصادي والخدمات الاجتماعية: ثانياً:سياسة الانفاق في الخدمات الاجتماعية: 4-دور الحديث :


101

موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية

الفصل الثاني :عهد نور الدين زنكي وسياسته الداخلية :

المبحث الخامس:النظام الاقتصادي والخدمات الاجتماعية:

ثانياً:سياسة الانفاق في الخدمات الاجتماعية:

4-دور الحديث :

على الرغم من انتشار حركة المدارس في العهد الزنكي، وشيوع لفظ "مدرسة" على المكان المخصص للتعليم والإقامة والرعاية، فقد وجدت بجانبها دور تعليمية تؤدي الأغراض نفسها التي تنهض بها المدارس وإن لم تعمل اسمها فلفظ دار كان مرادفاً في المعنى والوظيفة لكلمة مدرسة، وقد ورد كثيراً في ذلك العهد، فنور الدين محمود أنشأ دار الحديث بدمشق، وهي الأولى من نوعها في الإسلام، ولم يطلق عليها مسمى مدرسة ومن بعدده تكاثرت دور الحديث كمدارس أحادية يخصصه لهذا العلم وقد عنى المسلمون بدراسة الحديث الشريف عناية كبيرة باعتباره المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم ومن مظاهر العناية به إنشاء تلك الدور التي تتولى مهمة تدريس أقوال النبي صلى الله عليه وسلم، وأفعاله، وأحواله من حيث رواية الحديث والبحث عن كيفية اتصال الأحاديث بالرسول صلى الله عليه وسلم من حيث أحوال رواتها وضبطاً وعدالة، ومن حيث كيفية السند اتصالاً وانقطاعاً، كما تتناول دراسة المعنى المفهوم من ألفاظ الحديث، والمراد منها مبيناً على قواعد اللغة العربية، وضوابط الشريعة، ومطابقاً لأحوال النبي صلى الله عليه وسلم ( ) . وكان الاتجاه إلى العناية بالحديث الشريف دراسة وتدريساً، وتشييد دُوُر خاصة به من أبرز سمات التعليم في العهد الزنكي، إذ بادر الملك نور الدين محمود بإنشاء أول دار للحديث في الإسلام كما ذكرنا ذلك وهي دار الحديث النُورّية بدمشق والتي أول مهمة التدريس فيها، والإشراف عليها إلى أبرز أعلام عصره هو الحافظ الكبير أبو القاسم ابن عساكر المتوفي سنة 571ه/1176م ( ) ، ثم تلا ذلك إنشاء العديد من دور الحديث في العالم الإسلامي، وتُعد مبادرة نور الدين تلك إدراكاً منه للظروف المحيطة بالمنطقة في تلك المدة سواء ما يختص منها بالمذهب الشيعي تحمل عبء تقويضه من المنطقة ونشر المذهب السني ( ) أو ما يتمثل بالخطر الصليبي المحيط بالمنطقة، إذ كانت مهمة تلك المعاهد أن تقوم بدورها إلى جانب دور التعليم الأخرى في تهيئة الناس وإعدادهم للجهاد ضد العدوان، فكثرت الدراسات والتأليف حول فضائل الجهاد والحث عليه، وزاد الاهتمام بدراسة هذا التخصص، وكانت دور الحديث مقراً لذلك النشاط ( ). وليس هناك اختلاف في نظم التعليم بين دور الحديث والمدارس الأخرى سوى في كون المناهج في الأولى تُركز على الدراسات المتصلة بعلوم الحديث بينما يغلب التخصص الفقهي على مدارس العصر وهذه خطوة تميزت بها حركة التعليم في العهد الزنكي لعدم وجود مثل هذا النوع من المدارس قبل ذلك، إذ أن دراسات الحديث كانت تتّم في حِلَق المساجد، كما كانت مادة إضافية في العديد من المدارس الفقهية ومع ذلك فإن علم الحديث لم تقتصر دراسته في العهد الزنكي على تلك الدور فحسب، بل كان يضاف لمناهج الدراسة في كثير من المدارس، إضافة إلى تخصيص بعض الزوايا الملحقة بالمساجد لتدريسه ( ) .

أ- في حلب : وردت في بعض المصادر إشارات إلى وجود العديد من دور الحديث في حلب في هذا العهد، ولكن تلك المصادر لم تورد أية تفصيلات عن نشأة تلك الدور أو نشاطاتها أو مواقعها، واكتفت بنسبتها إلى مؤسسيها وكانت أبرز تلك الدور ما يأتي :
- دار للحديث تُنسب للملك العادل نور الدين محمود ( ) وهي غير الزاوية التي أوقفها نور الدين داخل جامع حلب لتدريس هذا العلم والتي سبق الحديث عنها ( ).
- دار أخرى أنشأها نائب نور الدين في حلب مجد الدين ابن الداية المتوفي سنة 565ه/1170م ( ).
- دار أنشأتها أم الملك الصالح إسماعيل بن نور الدين محمود في الخانِقاه التي بنتها ( ).

ب- في دمشق : سبقت الإشارة إلى أن الاتجاه إلى العناية بالحديث الشريف دراسة وتدريساً، وإنشاء دُوُر خاصة به كان من أبرز سمات التعليم في هذا العهد، إذ بادر الملك نور الدين محمود بإنشاء أول دار للحديث في الإسلام، وهي دار الحديث النورية بدمشق، والتي أوكل مهمة التدريس فيها والإشراف عليها إلى أبرز أعلام عصره في هذا المجال، وهو الحافظ الكبير أبو القاسم بن عساكر المتوفي سنة 571ه (1176م) ثم تلا ذلك إنشاء العديد من دور الحديث في العالم الإسلامي. ولم يكن في دمشق في هذا العهد سوى هذه الدار ( ) .

- دار الحديث النُوريّة ( ) : أجمعت كثير من المصادر على أن هذه الدار من إنشاء الملك العادل نور الدين محمود زنكي وأنها أول دار من نوعها في الإسلام ( ) قال عنه ابن الأثير : وبنى بدمشق أيضاً داراً للحديث، ووقف عليها وعلى من بها من المشتغلين بعلم الحديث وقوفاً كثيرة، وهو أول من بنى داراً للحديث فيما علمناه ( ) وكان نور الدين قد عهد بأمر التدريس والنظر في هذه الدار للحافظ الكبير أبي القاسم علي بن الحسن بن عساكر الدمشقي المتوفي سنة 571ه / 1176م ( ) وكان من بين تآليف الحافظ كتاب : سمّاه : تقوية المنُةّ على إنشاء دار السُّنة في ثلاثة أجزاء ( ) ، حيث كانت هذه الدار تُسمى دار السنة في السماعات القديمة التي قُرئت بها، وقد زاد من مكانتها أن الذين تولوا التدريس فيها في أول أمرها هما الحافظ الكبير وابنه القاسم بهاء الدين المتوفي
سنة 600ه /1203م من بعده، ثم تناوب فيها جُلّة من علماء الحديث البارزين وكانت هذه الدار مركز إشعاع للدرسات الحديثية في بلاد الشام خلال القرنين السادس والسابع الهجريين (الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين ) ( ).



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن 




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق