إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 3 يوليو 2014

89 دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي الفصل الثالث النظم الحربية عند السلاجقة المبحث الرابع:الخطط والفنون القتالية :


89

دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي

الفصل الثالث

النظم الحربية عند السلاجقة

المبحث الرابع:الخطط والفنون القتالية :


كان لدى السلاجقة تعبئة عسكرية محكمة تجلت في كثير من الخطط والفنون على النحو التالي.

أولاً :القدرة على التحرك :

اشتهر الجيش السلجوقي بسرعة الحركة على العموم مما أتاح له المرونة اللازمة لتطبيق العديد من الفنون العسكرية التي طبقها الجيش السلجوقي وأثرت في خططه العسكرية خلال حروبه الطويلة وكان بعضها يشبه قتال سكان الصحاري المعتمد على الكر والفر وكانت أهم مظاهر قدرة الجيش السلجوقي على التحرك  .

1-السرعة : كانت السرعة واحدة من أبرز سمات حروب الترك ومن أهم العوامل التي ساعدتهم على سرعة الحركة، معرفتهم للأرض شبراً شبراً مما جعلهم سريعي الحركة للتفرق والتجمع في وقت قصير  ، ومن ثم ساعدتهم في تحقيق انتصاراتهم فكان داود قائد جيش السلاجقة يرى : أن الفارس المتخفف يصبح أكثر جرأة   ويقول مخاطباً جنده : أما نحن فخفاف لا متاع لنا  ،

2-وكانت سرعة الحركة في الجيش السلجوقي قد حققت له العديد من الانتصارات على جيوش البيزنطيين  ، كما أكسبته تميزاً واضحاً على الجيوش الصليبية، حيث اكتشفوا نقطة الضعف فيها المتمثلة في ثقلها  ، ويمكن إرجاع هذه السرعة التي تميز بها الجيش السلجوقي بالإضافة إلى ما ذكرناه سابقاً من معرفتهم بالأرض وطرقها – إلى خفة الأسلحة التي يحملها فرسان الجيش السلجوقي من ناحية، والحركة السريعة للخيل المدَّربة  ، بالإضافة إلى التبديل المستمر للخيل المتبعة أثناء الحرب، بمجموعة خيل أخرى معدة بالقرب من مكان المعركة للاستعانة بها عند الحاجة  ، ولهذا كان الجيش يزخر بالحركة والجري المستمر  ، ومرونة تتيح له المواجهة أو المناورة في الوقت المناسب  .

3-استخدام الكمائن : استخدام السلاجقة الكمائن في أرض المعركة ففي عهد السلطان طغرل بك كانت الكمائن سبباً في هزيمة العرب الذين خرجوا عن طاعته  ، كما كان للكمائن دورها في انتصار السلطان ألب أرسلان على البيزنطين في معركة ملاذكرد، فقد اعتمد في حرب الكمائن على الجناحين، عندما اختبأت أجنحة اليمين واليسار في التلال الموجودة بجانب ميدان المعركة ففاجأت الجيش البيزنطيين، مما أدى إلى هزيمته  ، حيث حّدد بعض المؤرخين عددها بأربعة كمائن  ، وفي سنة 491ه، استخدم القائد كربوغا الكمائن في معركته ضد الصليبيين في أنطاكية  ، كما حقق السلاجقة بواسطتها انتصارات عديدة ومهمة في حروبهم الأخرى المتكررة ضد الصليبين  .

4-التراجع الزائف : استخدم السلاجقة هذه الخطة وكانت أكثر وضوحاً في صراع السلاجقة مع البيزنطيين، ففي عهد السلطان ألب أرسلان تظاهر جيش السلاجقة خلال معركة ملاذكرد بالفرار من أرض المعركة في محاولة ناجحة لإغراء البيزنطيين بملاحقتهم  ، ويعبَّر البنداري عن ذلك بقوله عن خيل السلاجقة : واستجَّرت الروم إلى أن صار الكمين من ورائها ، وفي الوقت الذي كانوا يقومون فيه بتطبيق خطة التراجع الزائف تلك كانوا يستخدمون سهامهم بمهارة
فائقة  ، فكانت الوحدات المتقدمة في الجيش تشتبك مع العدو لفترة وجيزة، ثم تنسحب تدريجياً باتجاه الكمائن المعّدة متظاهرة بالهزيمة، وحينما تتقدم وحدات العدو لتعقّب تلك الوحدات المنسحبة تنقض عليها الكمائن  ، وطبقوا هذا التراجع الزائف – كذلك – في المعارك الأخرى التي خاضوها ضد البيزنطيين بعد ملاذكرد، مثل معركة ميريو كيفالون سنة 572ه  ، وفي حروب السلاجقة مع الصليبيين كان تظاهر الجيش السلجوقي بالهرب من أرض المعركة بتطبيق خطة التراجع الزائف نحو الكمائن عاملاً مهماً في هزيمتهم للصليبيين في معركة ضور يليوم تحت قيادة قلج أرسلان سنة 491ه  .

5-خطة تطويق العدو : كان السلاجقة في حربهم مع الغزنويين يفَّرقون قواتهم حتى يتمكنوا من محاولة تطويق جيش أعدائهم بالرغم من ضخامة جيش الغزنويين  ، وقد طبق السلاجقة هذا التطويق لأعدائهم في حروبهم ضد البيزنطيين، فكان انقضاض السلاجقة على أعدائهم في معركة ميريوكيفالون 572ه من جهات عديدة، كما كانت معركة ضور يليوم بين السلاجقة والصليبيين ميداناً آخر لتطبيق هذه الخطة حيث هاجم السلاجقة أعداءهم من الصليبين وأحاطوا بهم من كل جانب  ، ويذكر شاهد عيان لبعض حروب السلاجقة مع الصليبين أن السلاجقة لجاءوا إلى محاولة تطويق عدوهم في معظم هذه المعارك  .

6-المباغتة والمفاجأة : استخدم الجيش السلجوقي عنصر المباغتة والمفاجأة واعتبرها من ثوابت خططه في حربه ضد البيزنطيين  ، وكانوا يفاجئون المدن البيزنطية في هجماتهم مما ساعدهم على فتح كثير منها  ، وقد عانى الصليبيون من اعتماد السلاجقة على المباغتة لهم  ، حتى وصف شاهد عيان هجوم السلاجقة المفاجئ وحصارهم للصليبيين بقوله : نظام كهذا لم يكن معروفاً لنا  .



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق