إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 3 يوليو 2014

78 دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي الفصل الثالث النظم الحربية عند السلاجقة المبحث الثاني:نظم الإدارة العسكرية عند السلاجقة: تاسعاً : الإسناد العسكري :


78

دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي

الفصل الثالث

النظم الحربية عند السلاجقة

المبحث الثاني:نظم الإدارة العسكرية عند السلاجقة:

تاسعاً : الإسناد العسكري :

 استخدم السلاجقة كل الوسائل المتاحة في عصرهم لتقديم المساندة التي يحتاجها الجيش في معاركه، حيث تمثل الإسناد العسكري عندهم في جوانب متعددة هي :

1.الإمدادات العسكرية بالجند : حرص سلاطين السلاجقة على إمداد جيشهم بقوات إضافية بالسرعة المطلوبة، حين الحاجة إليها، ففي صراع السلطان طغرل بك مع أخيه، إبراهيم ينال طلب المساعدة من أبناء أخيه داود فقام ألب أرسلان بن داود بنجدته مسرعاً، حيث قطع المسافة من سجستان إلى حدود العراق في عشرة أيام فقط سالكاً طريق الصحراء، طلباً لاختصار الوقت وطول الطريق كما أنجدته أيضاً زوجته سارت مع جيش من الأتراك من بغداد متجهة إلى
همذان  ، كما اهتموا بتأمين احتياجات جندهم للأسلحة والعتاد حتى في وسط المعارك، ففي الصراع بين السلطان بركيارق بن ملكشاه وأخيه محمد احتاج الرجالة في جيش بركيارق إلى تراس أمر السلطان بركيارق بتوزيعها مباشرة على الجند  .

2.المهندسون : ويطلق عليهم الفعلة ومهمتهم تمهيد الطرق، وإزالة العوائق أمام الجيش، وتنظيم عبور الجيش للمضائق حيث يحملون معهم العتاد اللازم لمساعدتهم في عملهم   هذا.

فقد استصحب السلطان طغرل بك – عند مسيره في بغداد إلى الموصل – النجارين، كما عمل المهندسون العرادات والمجانيق  ، حيث يمثَّل صانعوا الأسلحة بأنواعها المختلفة وبناة الجسور جزءاً من وحدات الجيش السلجوقي عند سيره  ، ويدل استخدام السلاجقة للجسور لعبور الأنهار  ، على وجود المهندسين المهرة في الجيش السلجوقي الذين يقومون ببناء مثل هذه الجسور التي يستطيع الجيش العبور عليها، وكان الجيش السلجوقي قد عمل سفناً عندما وصل إلى مدينة نقجوان  ، لحصارها في عهد السلطان ألب أرسلان كما أعد نظام الملك في حصار مدينة مريم نشين  ، ما يحتاج إليه الجيش ومنها السفن حتى فتحها  .

3.حمل الأثقال :أعطى السلاجقة اهتماماً خاصاً بالأثقال في جيشهم ممثلة في أنواع الأسلحة والأعلاف وغيرها  ، فقد اعتمدوا على الجمال لحمل هذه الأثقال منُذ هجرة جدهم الأول سلجوق  ، واستمروا في اعتمادهم عليها لهذا الغرض بعد قيام دولتهم، وبالإضافة إلى الجمال فقد اعتمد السلاجقة في حمل أثقال الجيش على البغال  .

4.التموين :كان اهتمام السلاجقة بتوفير التموين لجيشهم كبيراً منُذ بداية عهدهم ويذكر البيهقي أن إمدادات الجيش السلجوقي دائماً معه  ، وعند ما دخل السلاجقة نيسابور في عهد طغرل بك كان هناك تموين كاف للجيش كله، ويروي الوزير نظام الملك أن السلطان طغرل بك كان حريصاً على المؤن وتوفيرها في كل الظروف حتى كان إذا أراد السفر أمر بحمل الكثير منها على سبيل الاحتياط فكانت كثرتها تعجب الأمراء والأتراك أثناء تناولهم الطعام  ، ويبدو أن اهتمامه هذا قد انعكس على الجيش السلجوقي وعدم تعرضه لنقص المؤن في عهده واستمر هذا الاهتمام في عهد ألب أرسلان وملكشاه ويشير ابن خلكان أن دخول الجيش السلجوقي في عهده إلى بلد من البلدان كان مقروناً برخص الأسعار لما يدخل معه من مؤن كثيرة تزيد عن حاجته فترخص أسعارها، كما يحصل التجار من وجوده على مكاسب كبيرة  . وهي نتيجة طبيعية لكثرة تعداد الجيش وضخامته، وكانت مدينة حلب قد اتخذت – من قبل بعض السلاطين السلاجقة – مركزاً تموينياً استراتيجياً يحصلون منه على احتياجاتهم أثناء حروبهم ضد البيزنطيين  .



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق