إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 9 يوليو 2014

77 موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية الفصل الثاني :عهد نور الدين زنكي وسياسته الداخلية : المبحث الثالث:أهم معالم التجديد والإصلاح دولة نور الدين: رابعاً :مكانة العلماء في دولة نور الدين محمود: 6- أثر العلماء في دولة نور الدين :


77

موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية

الفصل الثاني :عهد نور الدين زنكي وسياسته الداخلية :

المبحث الثالث:أهم معالم التجديد والإصلاح دولة نور الدين:

رابعاً :مكانة العلماء في دولة نور الدين محمود:

6- أثر العلماء في دولة نور الدين :

كان لبعض العلماء المشتغلين بالتعليم والتربية والوعظ والإرشاد دور بارز في دولة نور الدين تمثل في الآتي :

أ- الجهاد ضد الصليبيين : فقد كان عماد الدين وابنه نور الدين محمود زنكي يعملان بمشورة العلماء ومساندتهم حيث كانت لهم الكلمة النافذة والمكانة المرموقة والحظ الوافر في كل من الموصل وبلاد الشام في ذلك العهد ( )، ومن العلماء الذين كان لهم أثر بارز في الجهاد ضد الصليبيين، الحافظ المحدث أبو القاسم علي بن الحسن بن عساكر المتوفي سنة 571ه/1176م ومن أعماله التي قام بها لينضّم إلى العلماء المجاهدين توجيه الحديث الشريف لخدمة الجهاد ضد الصليبيين باعتباره شيخ لأول دار تخصصية تنشأ لتدريس الحديث في الإسلام وهي دار الحديث النورية بدمشق فقد حرص الحافظ على تدريس ما يتعلق منه بباب الجهاد، والحث على فضائله، ودراسة الأحاديث والآداب المتعلقة به، وقد جمع لنور الدين أربعين حديثاً في فضائل الجهاد في جزء واحد دفعه إلى جمعه رغبته في حث الناس على فضائل الجهاد والاستشهاد في سبيل الله ( ) ، كما كان للعماد الأصفهاني الأديب الكاتب المتوفي سنة 597ه/1201م أثر بارز في الجهاد ضد الصليبيين، فقد انتقل إلى دمشق 562ه/1166م في أيام الملك نور الدين محمود، وكان سنداً لنور الدين حيث تولى لديه العديد من الوظائف الهامة في الدولة مكّنته من الإسهام بالمشورة والتدريس والتأليف، فكانت أعماله صورة صادقة من تجاوب العلماء مع أحداث الجهاد في ذلك العهد ( ).

ب- السفارات بين الدولة : شارك بعض العلماء في العهد الزنكي بمهمة السفارة بين الدولة الزنكية والخلافة العباسية أو الدولة المعاصرة إما يهدف الاستنجاد ضد الصليبيين أو لقضاء مصلحة بين الدولتين ومن سفراء الاستنجاد طلب المعونة ضد الصليبيين القاضي كمال الدين أبو الفضل محمد بن عبد الله بن القاسم الشهرزوري المتوفى 572ه/1176م إذ أرسله الملك عماد الدين زنكي سفيراً من لدنه ليستنجد بالخليفة العباسي المقتفي لأمر الله 530 -555ه/1135 – 1160م ) والسلطان السلجوقي مسعود (527 - 547ه/1133 -1152م) عام 532ه/1137م) أثناء الهجوم الصليبي البيزنطي المشترك على حلب وغيرها من مدن الشام ( ) وقد مّر تفصيل ذلك، كما واصل القاضي كمال الدين القيام بهمة السفارة بين الدولة الزنكية والخلافة العباسية في عصر نور الدين محمود إذ اعتمده نور الدين سفيراً إلى الخليفة العباسي المستضيء (566 - 575ه/1172م يطلب منه تقليداً بما في يده من البلاد (الشام ومصر والجزيرة والموصل) وبما في طاعته كديار بكر وما يجاوز ذلك كخلاط وبلاد أرسلان، يقول ابن الأثير : فأكرم الخليفة كمال الدين إكرماً لم يكرمه رسول قبله وأجيب إلى ما التمسه ( ) كما برزت شخصيات من العلماء قاموا بمهمة السفارة بين نور الدين محمود في حلب والأتابك مُجير الدين أبق بن محمد آخر الحكام البوريين (534 - 549ه/1139 – 1154م) وذلك بعد الهجمات العسكرية المستمرة التي قام بها نور الدين محمود على مدينة دمشق سنة 546ه/1151م) وقد تولى المهمة الفقيه بُرهان الدين البلخي المتوفي سنة 548ه/1153م) بمشاركة الأمير أسد الدين شيركوه، وأخوه نجم الدين أيوب وتمت بين الجانبين اتفاقية سلام على شروط وقعت بينهما ( ).

ج- تولى بعض المناصب المهمة في الدولة : كالقضاء  وقد تمّ الحديث عن ذلك وكتابة الإنشاء ( ) وغير ذلك من المناصب التي يأتي بيانها بإذن الله في هذا الكتاب.

ويلاحظ في حديثنا عن مكانة العلماء في دولة نور الدين محمود أمور منها :
* أن نور الدين رحمه الله، قد استفاد من العلماء على اختلاف مذاهبهم رغم أنه كان حنفي المذهب. فارتفع فوق عصبية المذهب، وكان لها سطوتها آنذاك.
* أن عصر الملك العادل، كان حافلاً بالحركة العلمية مزدهراً بالعلماء والفقهاء والقضاة من ذوي العلم الغزير، والعاملين بعلمهم، ورغم ذلك كانوا يندهشون مما يبديه السلطان من الفهم لمسائل طال الخلاف حولها، وكان يناقشهم فيها ( ) : ويعود ذلك إلى ذكاء لماح ونية حسنة، وعلم غزير، مما مكنه من حل مشكلات عصره بينما عجز عنها قبله فحول وأساطين.
* أن التعاون بين السلطان والعلماء العاملين، قد أدى إلى تغيير الأوضاع المتردية، وتجديد أحوال الأمة، والإرتقاء بها نحو الأفضل، مع إقامة العدل وطرد الغزاة في أماكن كثيرة ( ) وسيأتي الحديث بإذن الله تعالى في مبحث قادم عن دور التعليم ووظائفها في العهد الزنكي، والمدرسون والطلاب ونظم التعليم ووسائل تحصيله في العهد الزنكي، وميادين العلوم وأبرز أعلامها وأهم المراكز العلمية.


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن 



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق