72
دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي
الفصل الثالث
النظم الحربية عند السلاجقة
المبحث الثاني:نظم الإدارة العسكرية عند السلاجقة:
ثالثاً : أقسام الجيش السلجوقي :
5-قوات المدن والمتطوعة والأوباش : لم يكن الجيش السلجوقي يتكون من القوة النظامية والقبائل التركمانية وفرق الولايات وأصحاب الإقطاع وقوات الأمراء فقط، بل يوجد عدا هذه الأقسام جحافل كثيرة من القوات التي تنضُّم إلى الجيش من المدن القريبة من ميدان الحرب والتي تختلف أعدادها باختلاف هذه المناطق، فكانت تسمى بأسماء المدن والأقاليم التي جاءت منها فتذكر في بعض المصادر عبارة عساكر العراق وغيرها ، ويضم الجيش السلجوقي كذلك المتطوعة الذين يلتحقون بالجيش لفترة محددة، أو دائمة لتأدية فريضة الجهاد ، ويعرَّفهم الماوردي بأنهم الخارجين عن ديوان الجيش من أهل البادية وسكان المدن ممن انضُّموا للجيش حين النفرة للحرب ، وهناك طوائف ذكرت في المصادر باسم أو باش رغم إضافتها للجيش لم يكن لهما تأثير يُذكر في نتيجة الحرب مثل القوى الرئيسية في الجيش السلجوقي ، وهذا لا يقلل من الجهود البارزة لهاتين الطائفتين في الجيش واستفادته منهما فقد كان لإخلاص المتطوعة واستماتتهم في القتال طلباً للشهادة دور فاعل في إثارة حماس الجند للقتال ، وعلى سبيل المثال، كيف استفاد الجيش السلجوقي في عهد السلطان ملكشاه ابن ألب أرسلان من جهود الأوباش في أعمال الردم للخندق حول مدينة ترمذ، فنجح الجيش بعد ذلك في فتح المدينة وقلعتها .
6-الطلائع : كانت الطلائع تسير متقدمة أثناء تحرك الجيش وتتبعها المقدمة على مسافة كافية، وكان عمل الطلائع ينحصر باستطلاع الإقليم واحتلال النقاط المهمة فيه ولم يكن واجبها خوض المعركة بل اكتشاف مكان العدو وقوته، فإذا اصطدمت بقوة صغيرة من العدو فغالباً ما تكون قوات استطلاع مماثلة ، ويذكر البيهقي أن السلاجقة جعلوا في طلائع جيشهم المحاربين الممتازين ، إيماناً منهم بأهميتها ودورها الحيوي في تحقيق سلامة الجيش وتأمين سيره، يضاف إلى ذلك الدقة الكاملة في اختيار قيادة هذه الطلائع فقد كانوا يشترطون في قائدها أن يكون رجلاً مذكوراً ثقة ناصحاً عاقلاً مدبراً جسوراً شديد الحذر .
7-الجاويشة : مفردها جاويش، وهو لفظ تركي مهمته القيام بالنداء في الجيش . وكان في الجيش فئة من الضباط برتبة جاويش كانوا يؤدون وظيفتهم ضباطاً للجند، كل حسب درجته في الجيش وكانوا بصفة عامة يعملون على تحقيق الانضباط في الجيش إلى جانب عملهم ضباطاً، وكانوا يتقدمون موطن السلطان يفسحوا له الطريق ، ومراقبة الطريق أثناء سير الجيش إضافة إلى المراسلة وإيصال البريد، فكان لرجال الدولة السلجوقية جاويشية أيضاً ذكرت خدماتهم في سرعة إيصال البريد، فأطلق عليهم لفظ بيكان أي الذي يمشي بسرعة وظلت وظيفة الجاويش حتى عند العثمانيين بمسمى جاويش الديوان السلطاني .
8-فرق المنزل : هناك تشكيلات يطلق عليها تشكيلات المنزل يكون عملها الاهتمام بإعداد المنازل التي سيمر بها الجيش على الطريق، فتقوم بإعداد ما يلزمه بها من مأكل ومشرب ، وكان لعمل هذه الفرق أثر واضح في اختيار المواقع المناسبة لنزول الجيش وكيفية إقامة الخيام وتوزيعها على شكل مجموعات متناسقة فيما بينها . وبالإضافة إلى هذه الأقسام المحاربة يضم الجيش السلجوقي فئات أخرى غير محاربة مثل منسوبي الحرم السلطاني، والخزينة وحملة الأثقال وكتبة الجيش والعلماء، والندماء ومنسوبي المطبخ الخاص والمتعاملين في سَوْق الجيش وغيرهم ممن لا يشتركون في القتال .
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق