71
دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي
الفصل الثالث
النظم الحربية عند السلاجقة
المبحث الثاني:نظم الإدارة العسكرية عند السلاجقة:
ثالثاً : أقسام الجيش السلجوقي :
كان الجيش السلجوقي سبباً من الأسباب الرئيسية في نجاح السلاجقة وتفوقهم على القوة المعاصرة لهم وقد كان للجيش السلجوقي أقسام متعددة هي :
1-القوة النظامية :والمقصود بها الجيش النظامي الثابت في خدمته للدولة بشكل دائم، وتتألف القوة النظامية من الغلمان العبيد، أو ممن نالوا حريتهم منهم للقيام بالواجبات اليومية وطريقة الحصول على هؤلاء الغلمان الشراء، الهدايا للسلاجقة من حكام آخرين، بالإضافة إلى أسرى الحروب والرسوم المقررة على الدول الخاضعة لهم ، كما استفادوا بشكل كبير من العناصر التي دخلت في خدمة الدولة بعد قيامها .
2-القبائل التركمانية : كانت هذه القبائل تعيش حياة بدوية تحت قيادة زعماء العشائر سواء وجدت هذه القبائل في خدمة الدولة أم لا، كما حافظوا على أساليبهم التقليدية في القتال والمعتمدة على رماة السهام من الفرسان ، وحتى النساء والأطفال كانوا يعيشون حياة عسكرية تحت زعامة رئيس القبيلة الذي يلقب بباش بوغا وكانت القبائل التركمانية التي تعيش في الثغور أكثر أهمية وكان يطلق على صاحبها لقب سالار – وهو منصب أعلى من وظيفة الشحنة الذي كان يُعَّين على القبائل التركمانية الأخرى، ولكن بصلاحيات خاصة، وكانت الدولة تُعفي الثغور من الضرائب والخراج بل وتقّدم لهم المساعدات المالية، وتمنح الغزاة والسالارات فيها رواتب ثابتة كما اضطر سلاطين السلاجقة إلى أعطاء أفراد القبائل التركمانية – أحياناً – رواتب ثابتة اتقاء لخطرهم الذي يظهر مباشرة حين توقف الدولة هذه المرتبات ، وعلى أية حال فقد لعبت القبائل التركمانية الدور الأساس في مرحلة تأسيس الدولة السلجوقية . ويرى الوزير السلجوقي نظام الملك أنه : على الرغم من النفرة والملالة من التركمان وكثرة عددهم فإن لهم حقاً ثابتاً على الدولة؛ إذ أسهموا في خدمتها أبان قيامها، وتحملوا في سبيلها المتاعب والمشاق فضلاً عن أنهم من ذوي القربى .
3-فرق الولايات : تشكل قوات حكام الولايات جزاءاً كبيراً من القوات التي تلتحق بجيش الدولة في حالة إعلان الحرب وفقاً لما تعهد به هؤلاء الحكام خلال إسناد مهمة الولاية لهم حيث تكونت من عناصر متعددة حسب حالتها ، فكان لدى الحاكم قوة دائمة يحتفظ بها إلى إضافة إلى من يستدعيه وقت الحرب ، ويضاف إلى هؤلاء الفرق التابعة لأصحاب الإقطاع . والتي يختلف عددها تبعاً لعدد الأفراد الموجودين تحت إمرة صاحب الإقطاع وإن كانوا أقل عدداً من تلك القوات التي يجلبها حكام الولايات .
4-قوات الأمراء : والمقصود بها تلك القوات التي تساعد الجيش السلجوقي في حروبه في حالة إعلان الحرب، ويدخل في ذلك نوعان من الأمراء، الأول : الغلمان الذين تدرجوا في المناصب حتى أصبحوا أمراء – والثاني : الأمراء العرب والذين كان لقواتهم دور فاعل من الانتصارات التي حققها جيش السلاجقة، فقد كان للأمير العربي مسلم بن قريش أثر فاعل في القضاء على حركة قاورد ضد السلطان ملكشاه فعندما التقى الجيشان قام بالهجوم بقواته على ميسرة قاورد
فهزمها ، كما كان اجتماع قوات العرب من بني كلاب إلى تتش بن ألب أرسلان عندما وصل إلى الشام سبباً مهماً من أسباب قوته إلا أن توثق العلاقة بينهم وبين سلاطين السلاجقة لم يستمر طويلاً فقد قام السلطان مسعود بالقضاء على اثنى عشر أميراً كانوا قد وقعوا في أسره، منهم صدقة بن دبيس أمير العرب فأمر بقتلهم جميعاً ، مما يعطي إشارة إلى تحول سلاطين السلاجقة عن الاعتماد على هؤلاء الأمراء وقواتهم .
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق