إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 3 يوليو 2014

57 دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي الفصل الثاني نظام الوزارة العباسية في العهد السلجوقي ثانياً : من وزراء سلاطين دولة السلاجقة :


57

دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي

الفصل الثاني

نظام الوزارة العباسية في العهد السلجوقي


ثانياً : من وزراء سلاطين دولة السلاجقة :

قد تحدثت فيما مضى من الصفحات عن الوزير عميد الملك الكندري ونظام الملك الطوسي كل في محله ولذلك لا داعي للإعادة هنا وإنما نتحدث عن بعض الوزراء الآخرين منهم :

1-الوزير نصير الدين أبو المحاسن سعد الآبي :

سعد الملك سعد بن محمد الآبي كان يعمل في أول الأمر مع الوزير تاج الملك أبي الغنائم، ثم ولي ديوان الاستيفاء في وزارة مؤيد الملك بن نظام الملك، وولي الوزارة إثر ذلك للسلطان محمد بن ملكشاه  . يعد هذا الوزير من أكفأ وزارء سلاطين السلاجقة، ومن أكثرهم نزاهة وإخلاصاً، وفهماً للأعمال الإدارية  وقد لعب دوراً بارزاً في نزاع السلطان محمد مع أخيه السلطان بركيارق، ونجح في جمع العساكر حول السلطان محمد  ، فحفظ له السلطان تلك الخدمة، وزاد في إقطاعه، وفوضه في تدبير دولته  ، كذلك نجح الوزير سعد الملك في قيادة عدة حملات ضد الباطنية، وفتح بحسن تدبيره، قلعتين من قلاعهم الحصينة، وهما : قلعة " شاهدز "  ، وقلعة " خان لنجان " بالقرب من أصفهان  ، أثار النفوذ الكبير الذي تمتع به الوزير سعد الملك حقد كبار موظفي الدولة عليه، فعملوا على عزله من الوزراة، وكان حاكم أصفهان من قبل السلطان محمد ويدعى عبد الله الخطيبي على رأس أعداء هذا الوزير، بسبب عزمه على عزله من منصبه لعدم كفايته، فخشي الخطيبي أن يحرم من عمله، فاتهم الوزير بالميل  إلى مذهب الباطنية، وساعده في ذلك بعض خواص السلطان، فقبض السلطان على وزيره، وكان لدى الوزير سعد الملك ما يثبت اتصال الخطيبي بزعيم الباطنية، ومع ذلك لم ينج من القتل  . ويروى أن السبب في قتله يرجع إلى اتهام السلطان محمد له بتدبير مؤامرة ضده، باتفاق مع أخيه السلطان سنجر  .

2-الوزير كمال الملك السميرمي :

تمتع الوزير كمال الملك بنفوذ واسع في الدولة أثناء وزارته وذلك لكفايته وحزمه وحسن إدارته، ولعلمه، فله مؤلفات في الفارسية منها : رياض ناضرة المناظرين. وضع فيها قوانين الوزارة وقواعدها  . عمل في أول الأمر ضمن موظفي كاتب كهرخاتون زوجة السلطان محمد بن ملكشاه ثم ناب عنه في كتابتها، واستطاع أن ينظم ديوانها من حيث المرتبات وعدد الوظائف، فارتاحت كهرخاتون له، وولته كتابتها، ثم توسطت له لدى السلطان فولاه ديوان " اشراف المملكة" فارتفعت منزلته بذلك  ، ولما توفي ربيب الدولة بن أبي شجاع، وزير السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه في سنة 512ه، ولي كمال الملك الوزارة خلفاً له   وكانت الحرب في تلك الأثناء قائمة بين السلطان محمود وعمه سنجر بن ملكشاه، فعمل كمال الملك على إزالة الخلاف بينهما وقال للسلطان محمود : هذا عمك وهو في مقام والدك والكبير في البيت، والرأي موافقته  . وتعهد بالإصلاح بينهما فوافق السلطان محمود، وسار كمال الملك إلى السلطان سنجر، وأقنعه بقبول الصلح وإنهاء الحرب، فاستجاب له السلطان سنجر، وبالتالي اجتمع السلطان سنجر بابن أخيه محمود، وتم الصلح بينهما ثم عاد السلطان سنجر بجيشه إلى خراسان  . وقد قتل الوزير كمال الملك السميرمي في سنة 515ه، وكان آنذاك مع السلطان محمود ببغداد، حيث وثب عليه جماعة من الباطنية وقتلوه  . ويروى أن هذا الوزير قتل بيد أحد غلمان الوزير السلجوقي مؤيد الدين الطغرائي   وكان كمال الملك قد اتهم هذا الوزير بالإلحاد، فقتل نتيجة لذلك، مما أثارحقد غلمانه على كمال الملك، فعزموا على قتله انتقاماً لسيدهم، وتم لهم ذلك سنة 515ه  .

3-الوزير كمال الدين محمد بن الحسين الخازن :

كان من أفضل من ولي الوزارة لسلاطين السلاجقة سيرة وتدبيراً ولي الوزارة في سنة 533ه، للسلطان مسعود، فأخذ يعمل على إصلاح أوضاع الدولة، وإقرار العدل، وإزالة الظلم  ، ونجح في ذلك يقول البنداري عنه : وأحي معالم للملك قد دثرت، ونظم عقوداً للمصالح انتثرت، وابتدأ بكسر الجبارين، وجبر المنكسرين   كان مما ساعد هذا الوزير على القيام بكثير من الإصلاحات أثناء وزارته شجاعته وجرأته في تنفيذ الأحكام، فضلاً عن عدله   ويذكر ابن الجوزي أن الوزير كمال الدين الخازن لما الغى الضرائب والمكوس التي كانت تثقل كاهل الرعية، دخل عليه رجلان يعرضان عليه أن يدفعاً له مائة ألف دينار مقابل أن يفوضهما في استخلاص الضرائب والمكوس الملغاة، فرفع أمرهما إلى السلطان، وشهر بهما في البلد مسودي الوجوه، ثم أودعهما السجن  ، ونجح الوزير كمال الدين في ضبط وإصلاح الحالة المالية للدولة السلجوقية، فانتظم دخل الدولة، وصارت الأموال تحمل إلى خزينة السلطان بانتظام من أماكن معينة  .

واستطاع بذكائه كشف المساوئ المالية التي كانت تتم دون علم السلطان  ومنع الأمراء من التدخل في إدارة الدولة، وقرر للجيش ما يحتاج إليه من نفقات  ، أثار إخلاص هذا الوزير حفيظة الأمراء وكبار الموظفين الذين حد من نفوذهم، فأخذوا يتآمرون للتخلص منه قبل أن يستفحل نفوذه فاتصلوا بالأتابك قرا سنقر حاكم أذربيجان، وأقنعوه بأن الوزير آثار السلطان مسعود عليه، فأنفذ قراسنقرالى السلطان مسعود يطلب منه التخلص من وزيره، ويهدده بالخروج عن طاعته إذا لم يتم ذلك، فأشار الموظفون الحاقدون على الوزير على السلطان بقتله تلافياً للفتنة، فاستمع لمشورتهم  .



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق