إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 3 يوليو 2014

54 دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي الفصل الثاني نظام الوزارة العباسية في العهد السلجوقي المبحث الرابع:العزل والمصادرة لوزراء بني العباس والسلاجقة: ثالثاً : المنافسة والمساومة على منصب الوزارة العباسية :


54

دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي

الفصل الثاني

نظام الوزارة العباسية في العهد السلجوقي

المبحث الرابع:العزل والمصادرة لوزراء بني العباس والسلاجقة:


ثالثاً : المنافسة والمساومة على منصب الوزارة العباسية :

يعد منصب الوزارة من أرفع المناصب في الدولة العباسية وتأتي منزلة الوزير بعد منزلة الخليفة، ولأهمية هذا المنصب أصبح محل منافسة ونزاع لدى رجال البلاط والخاصة لكي ينالوا هذا المنصب   وخلال العصور العباسية المتأخرة بدأت حالات الضعف تظهر على خلفاء بني العباس من جهة وسلاطين السلاجقة من جهة أخرى، ومما دفع رجال البلاط، إلى اتباع طريق الرشوة والدس وإزدياد حالة المنافسة للوصول إلى كرسي الوزارة ومن العوامل التي أدت إلى زيادة حدة الصراع بين الوزير ورجال البلاط والخاصة هي قوة الوزير الشخصية وثبات مقدرته الإدارية والسياسية، بحيث تضارب نفوذ الوزير مع نفوذ بعض رجال البلاط، مما أدى إلى توسع دائرة المنافسة وحدوث التمرد، ففي زمن الخليفة القائم بأمر الله أزدادت المنافسة بين الوزير رئيس الروساء ابن القاسم علي بن الحسين بن مسلمة، وقائد الجيش التركي ابن الحارث ارسلان الباسسيري – الذي تأثر بالدعوة الفاطمية العبيدية – وبالنتيجة تمرد البساسير على الخليفة القائم بأمر الله، واستطاع أن يخرج الخليفة من
بغداد – ويحدث انقلاباً خطيراً – ثم القاء القبض على الوزير رئيس الوزراء فعذبه وقتله  .

وقد لعبت الأحداث السياسية والصراعات الدائرة بين الخليفة العباسي وأصحاب الولايات والأقاليم الخاضعة لنفوذ الخليفة العباسي إلى نشؤ منافسة حادة بين أصحاب الولايات ووزراء الخليفة العباسي، لدرجة أنهم أخذوا يطلبون من الخليفة أن يعزل وزيره، فعندما أراد الخليفة العباسي المسترشد بالله أن يعيد العلاقة مع دبيس بن صدقة صاحب الحلة ويعقد معه الصلح اشترط دبيس على الخليفة أن يقبض على وزيره، فاستجاب الخليفة لطلبه  ، وكذلك أن أخلاص الوزير في أداء مهامه الإدارية، وحرصه على تطبيق قواعد الشريعة الإسلامية، كالضرب على أيدي رجال البلاط الذين حاولوا اختلاس أموال الرعية، والعمل على زيادة خزينة الدولة وتحديد البلاط، فأخذوا يتآمرون على الوزير لعزله، ففي سنة 564ه طبق الوزير شرف الدين أحمد بن محمد بن سعيد بن البلدي قانون الشريعة الإسلامية بقطع أيدي الموظفين الذين سرقوا أموال الرعية، إلا أنه واجهه صراع حاد من قبل رجال البلاط كاستاذ الدار وقائد الجيش قيماز التركي ، ومن الواضح بأن الوزير العباسي لم يواجه منافسة من قبل رجال بلاط الخليفة فحسب، وإنما أخذ بواجه منافسة رجال بلاط السلطان السلجوقي ووزراءهم ويتضح من ذلك أن ظاهرة المنافسة التي واجهت الوزير العباسي جاءت نتيجة عدة عوامل وأسباب منها سياسية واقتصادية واجتماعية تظافرت فيما بينها لتؤثر على الوزير وبالتالي على عزله  . وأما بالنسبة للمساومات على الوزراة، فبالنظر لأهمية منصب الوزارة، وما يتمتع به الوزير من مكانة مرموقة لدى الخليفة العباسي أصبح واسع النفوذ سياسياً، واقتصادياً واجتماعياً  ، ولذلك حاول كثير من رجال البلاط والخاصة من ديوان الخليفة الوصول إلى منصب الوزارة بأي ثمن كان، ولذا دفعت هذه الرغبة إلى تفشي ظاهرة المساومات وبذل الأموال لنيل منصب الوزارة  .



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق