إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 1 يوليو 2014

44 دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي الفصل الثاني نظام الوزارة العباسية في العهد السلجوقي المبحث الثاني ميزات وخصائص ومراسيم تقليد الوزير العباسي والسلجوقي وألقابهم : أولاً : مراسيم تقليد الوزير العباسي :


44

 دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي

الفصل الثاني

نظام الوزارة العباسية في العهد السلجوقي

المبحث الثاني ميزات وخصائص ومراسيم تقليد الوزير العباسي والسلجوقي وألقابهم :

أولاً : مراسيم تقليد الوزير العباسي :

كان الخليفة العباسي يختار وزيره بناء على معرفته للشخص المرشح للوزارة وثقته فيه نتيجة لما قدمه من خدمات للدولة تثبت كفايته لهذا المنصب وعلى سبيل المثال استوزر الخليفة المقتفي لأمر الله عون الدين يحي بن هبيرة بناء على ما بذله ابن هبيرة من جهد أثناء توليه ديوان الزمام، ولما قدمه من آراء صائبة للخليفة بشأن علاقة الخلافة العباسية بالسلطنة السلجوقية  ، وفي بعض الأحيان كان الخليفة يستشير المقربين إليه فيمن يرونه أهلاً لتولي وزارته، فيشيرون عليه بتولية شخص معين لخبرته الإدارية وأمانته، فيقبل الخليفة تزكيتهم، ويسند وزارته إلى ذلك الشخص، وهذا ما حدث عندما استورز الخليفة القائم بأمر الله أبا الفتح منصور بن أحمد بن دارست سنة 453ه  .

وقد يحدث أن يرشح السلطان السلجوقي شخصاً معيناً ليكون وزيراً للخليفة، فيوافق الخليفة على ترشيح السلطان أو يرفضه كما حدث عندما رفض الخليفة القائم بأمر الله ترشيح السلطان ألب أرسلان لأبي العلاء محمد بن الحسين في سنة 464ه  ، بينما قبل الخليفة المسترشد بالله في سنة 516ه ترشيح السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه لأحمد بن نظام الملك واستوزره الخليفة فعلاً  .وإذا استقر رأي الخليفة على إسناد منصب الوزارة إلى شخص معين، أمر باستدعائه إلى دار الخلافة، وفي اليوم المقرر لإجراء مراسيم التعيين يحضر الشخص المرشح إلى دار الخلافة ومعه كبار رجال الدولة قاضي القضاة وصاحب المخزن، وكاتب الإنشاء، وحاجب دار الخلافة فيبلغ الخليفة الشخص المرشح مشافهة باختياره وزيراً له  ، ويخلع عليه خلع الوزارة، وتشمل جبة وعمامة وسيفاً ومركباً وفرساً، ويسلم إليه العهد بالوزارة، ثم يركب الوزير من دار الخلافة إلى مقر الوزارة والناس بين يديه، ومن دار الخلافة إلى مقر الوزارة والناس بين يديه، ومن بينهم كبار الدولة، وعندما يجلس في دست الوزارة يقرأ كاتب الإنشاء عهد الخليفة له بالوزارة  .

ويختم الحفل بقراءة ما تيسر من القرآن، وإنشاد ما نظمه الشعراء لهذه المناسبة من مدائح   وقد جرت العادة أن الوزير الجديد إذا وصل إلى الديوان، وجلس في دست الوزارة أن يبادر إلى كتابة رسالة للخليفة تتضمن الدعاء والثناء له إشعاراً بتسلمه مهام منصبه  وكان الخليفة العباسي إذا ما أراد أن يزيد من تكريم من يختاره للوزارة أو لنيابة الوزارة، أصدر توقيعاً موجزاً، يثني فيه على الشخص المرشح ويشيد فيه بصفاته الحميدة ليرفع من شأنه أمام الناس، وكانت إجراءات تعيين نائب الوزير لا تختلف كثيراً عما كان يتبع عند تعيين الوزير غير أن الخليفة كان ينيب عنه من يتولى تقليد نائب الوزير وتسليمه العهد ومنحه الخلع  .


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق