إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

217 موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية الفصل الثالث سياسة نور الدين الخارجية المبحث الرابع : سياسة الدولة النورية تجاه القوى المسيحية : رابعاً : أهم الدروس والعبر والفوائد : 11- التشابه في الأهداف بين الغزو الصليبي والاحتلال الصهيوني :


217

موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية

الفصل الثالث سياسة نور الدين الخارجية

المبحث الرابع : سياسة الدولة النورية تجاه القوى المسيحية :

رابعاً : أهم الدروس والعبر والفوائد :

11- التشابه في الأهداف بين الغزو الصليبي والاحتلال الصهيوني :

كانت أهداف الغزو الفرنجي واضحة محّددة، فالهدف الرئيسي هو احتلال المشرق العربي الإسلامي وتحويله إلى وطن أوروبي فيما وراء البحار ( ) . كان هذا الهدف مشتركاً عاماً بين جميع أطرف الغزو المؤسسة البابوية والقادة والأمراء من الفرنجة والنورمان أما الأهداف الأخرى الفرعية فهي
أولاً : استغلال ثروات الشرق وتحقيق مغانم ومكاسب اقتصادية من التجارة والحروب وهذا هدف عام مشترك أيضاً لأطراف الغزو جميعهم شاملاً تجار أوروبا المشهورين في المدن الإيطالية، البندقية، جنوا وبيزا ( )  ثانياً : تحقيق سيادة المؤسسة البابوية على العالم المسيحي، وتفّوق مركزها على مركز الأمبراطورية في أوروبا وإقامة كنيسة كاثوليكية في الشرق تتبع كنيسة روما، وتقضي على نفوذ كنيسة القسطنطينية وهذه أهداف خاصة بالمؤسسة البابوية ( ). ثالثاً : الاستجابة لطلب أمبراطور بيزنطة ومساعدته في استعادة الأراضي التي احتلها المسلمون الأتراك في الأناضول، ويمكن اعتبار هذا الهدف عاماً للجميع. من جهة أخرى كانت أهداف الغزو الصهيوني واضحة ومحددة أيضاً، بالرغم من إبقائها طي الكتمان فترة من الزمن لتضليل العرب وخداعهم وكسب مساعداتهم للحلفاء في الحرب العالمية الأولى، وعندما تكشفت هذه الأهداف بعد الحرب كانت كما يلي : الهدف الرئيسي هو احتلال المشرق العربي الإسلامي وتحويله إلى وطن أوروبي فيما وراء البحار، كان هذا الهدف مشتركاً بين جميع أطراف الغزو الصهيونية العالمية، بريطانيا، فرنسا. أما الأهداف الأخرى فهي : إقامة دولة إسرائيل في فلسطين وتهجير اليهود المقيمين في أوروبا والذين سيها جرون إلى دولتهم الجديدة في فلسطين، والجانب الثاني هو خلق دولة غريبة في قلب المشرق العربي الإسلامي، بل في قلب العالم العربي كله، تكون أداة يستغلها البريطانيون وحلفاؤهم من دول الغرب لمنع قيام الوحدة الإسلامية الكبرى، وإغراق المنطقة كلّها في حروب مستمرة تستنزف طاقاتها، وتسّهل السيطرة الغربية عليها لاستغلال مواردها، علماً بأن الصهيونية كانت وما زالت تعتبر إقامة دولة إسرائيل في فلسطين مرحلة أولى لتتوسَّع في المراحل اللاحقة وتشمل أغلب منطقة المشرق العربي الإسلامي، وقد احتفظت بهذا الهدف لنفسها دون شركائها في الغزو ( ) قال الجنرال اللنبي قائد القوات البريطانية في فلسطين بعد احتلال القدس عام 1917م : الآن انتهت الحروب الصليبية ( ) وقال الجنرال غورو قائد القوات الفرنسية التي احتلت لبنان وسوريا عام 1920م بعد احتلال دمشق : هاقد عدنا يا صلاح الدين ( ) ، ويظهر من كلام القائدين المذكورين أن فكرة غزو المشرق العربي الإسلامي لم تبارح أذهان الأوروبيين وخاصة البريطانيين والفرنسيين منُذ الحروب الفرنجية في العصور الوسطى وأن بريطانيا وفرنسا تعتبران احتلالهما للمشرق الإسلامي خلال الحرب العالمية الأولى امتداداً للحروب الفرنجية ومن الجدير بالذكر أن الفرنجة أطلقوا على مملكة بيت المقدس اسم : فرنسا ما وراء البحار، باعتبارها امتداد للوطن الفرنسي الأم ( ) علماً بأن أغلب جيوش الحملة الفرنجية الأولى خرجت من فرنسا، ولا ننسى أن الفرنسيين أطلقوا على مستعمراتهم في الجزائر، والشرق اسم فرنسا ما وراء البحار ( ) ولابد أن الصهيونية العالمية وبريطانيا وفرنسا استلهمت الكثير من تاريخ الصليبية وأحداثها في تخطيط المشروع الإسرائيلي وتنفيذه.





يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن 





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق