إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 1 يوليو 2014

21 دولة السلاجقةوبروز مشروع إسلامي لمقاومةالتغلغل الباطني والغزو الصليبي الفصل الأول السلاجقة ، أصولهم وسلاطينهم المبحث الرابع : السلطان ملكشاه : خامساً : الحسن بن الصباح والدعوة النزارية الإسماعيلية " الحشيشية ".


21

دولة السلاجقةوبروز مشروع إسلامي لمقاومةالتغلغل الباطني والغزو الصليبي

الفصل الأول

السلاجقة ، أصولهم وسلاطينهم

المبحث الرابع : السلطان ملكشاه :

خامساً : الحسن بن الصباح والدعوة النزارية الإسماعيلية " الحشيشية ".


نشأت الدعوة الإسماعيلية النزاية بصورة خاصة في المشرق الإسلامي، وكان أنصارها يعرفون كذلك بالباطنية والحشيشية أو الحشاشين، وتعود جذور الدعوة النزارية إلى سنة 478ه حين توفي الخليفة الفاطمي المستنصر دون أن يبايع لابنه الأكبر نزار رغم أنه أبدى رغبته في ذلك في أواخر أيامه إلا أن الحاشية وعلى رأسها أمير الجيوش الوزير بدر الجمالي حالت دون ذلك، وقد بويع بعد وفاة المستنصر ابنه الأصغر المستعلي بالله وبذلك انشقت الدعوة الإسماعيلية إلى شقين النزارية والمستعلية وكان الحسن بن الصباح الحميري قد نشأ بالري في بلاد فارس، وتأثر في شبابه بالدعوة الإسماعيلية الفاطمية وزار مصر والتقى بالمستنصر . وظل الحسن بن الصباح مقيماً في مصر زهاء ثمانية عشر شهراً، كان خلالها موضع حفاوة المستنصر، فأمَّده بالأموال، وأمره بأن يدعو الناس على إمامته في بلاد العجم  ، وكان الحسن بن الصباح يرى أن تولية نزار تتفق مع التعاليم الإسماعيلية التي تشترط في الإمام أن يكون أكبر أبناء أبيه  ، ولا شك بأن إقامة الحسن بن الصباح في مصر أتاحت له التعرُّف على أحوال الدولة الفاطمية، وما آلت إليه الدعوة الإسماعيلية في ظل سيطرة بدر الجمالي، وقد عزم على إقامة الدعوة للمستنصر في فارس وخراسان وحرص على تكوين مجتمع إسماعيلي   صرف وحين عاد إلى بلاد فارس بدأ بنشر دعوته إلى نزار رافضاً البيعة للمستعلي معتبراً نفسه نائب الإمام مخططاً لإنشاء دولة إسماعيلية جديدة في المشرق الإسلامي  .

1-السيطرة على قلعة الموت عام 483ه :

اتصل الحسن بن الصباح ببلاط السلاجقة – قبل ذهابه لمصر – مع نظام الملك لدى السلطان ملكشاه، ثم هرب من الري، بسبب نشاطه في الدعوة الإسماعيلية أو إيوائه لمجموعة من دعاة الفاطميين وخرج إلى مصر تلبية لطلب الداعي الكبير : عبد الملك بن عطاش ليحضر دروس العلم الباطنية في مصر وليقابل إمامهم المستنصر ويعلن له الولاء وبشكل مباشر، وخرج من الري في طريقة إلى مصر عام 467ه داعياً إلى نحلة القوم، في كل بلد يمر بها، ووصل القاهرة عام 471ه، فاستقبله المستنصر بحفاوة في قصره وتحدثا في شؤون الدعوة، وكيف تقام في بلاد العجم، وقال الحسن للمستنصر : من إمامي بعدك؟ قال : ابني نزار، وقد أكرمه المستنصر وأعطاه مالاً، وأمره أن يدعو الناس إلى إمامته  ، وبعد أن رجع إلى فارس، وبلغ أصفهان سنة 473ه وباشر دعوته السرية، ولما ضيق نظام الملك عليه الخناق، رحل على قزوين، واستولى هناك على قلعة " الموت " الحصينة، وجعلها مقراً له ولجماعته  ، فتوسعوا وأكثروا الفساد في البلاد  .

2-مراتب ودرجات أعضاء الدعوة النزارية الباطنية :

منُذ البداية حاول الحسن الصباح أن يحصن نفسه واتباعه في قلاع متناثرة في أقاليم وعرة مثل أقاليم بحر قزوين وثبت مركزه في قلعة الموت بنواحي قزوين سنة 483ه، كما اعتمد أسلوبه على العنف والاغتيال وبث الرعب في نفوس الناس، وكان أول ضحاياه الوزير السلجوقي نظام الملك الذي شدد على الدعوى النزارية وحاربها، كما شارك الحشاشون – فيما بعد – في قتل الخلفاء العباسيين المسترشد والراشد وهددوا ملكشاه السلجوقي وصلاح الدين الأيوبي وأمراء مسلمين. وروج الحسن بن الصباح إلى نظرية الإمام المستور، والقى على نفسه مهمة الدعوة له معتبراً نفسه رئيس الدعوة ونائب الإمام، إما الإمام المستور فهو نزار بن المستنصر ومن بعد مقتله أبناؤه، كما أدعى الحسن الصباح بأنه مصدر المعرفة لأنه نائب الإمام المستور وإنه تعلم معرفته من الإمام المعصوم مباشرة وزعم وأخذ يبشر بالعقيدة الباطنية التي تقول أن لكل ظاهر باطن ولكل تنزيل تأويل وأن الباطن هو المهم لأنه اللب وكانت تأويلاته تتفق مع نزاعته السياسية وأهدافه التي يريد تحقيقها وكانت الدعوة النزارية دعوة منظمة بدقة وأعضاؤها منقسمون إلى مراتب ودرجات  .

المرتبة الأولى : مرتبة رئيس الدعوة أو داعي الدعاة وكان أيضاً يسمى نائب الإمام المستور في بلاد الشام سمي " شيخ الجبل " .
المرتبة الثانية : كبار الدعاة.
المرتبة الثالثة : الدعاة.
المرتبة : الرابعة : الرفاق.
المرتبة الخامسة : الضراوية وهم الفئة المسلحة في الدعوة التي يشترط فيها التفاني والتضحية في خدمة الدعوة حتى ولو أدى ذلك إلى الموت الذي اعتبروه أشرف نهاية لأنه يضمن لهم السعادة في جنة الإمام.
المرتبة السادسة : اللاصقون.
المرتبة السابعة : المستجيبون وهم عامة الناس المؤيدون للدعوة  . وإليك تفصيل مهام دعاة الباطنية.

3-مهام الدعاة :

لقد أنيطت بالدعاة مهام يجب عليهم العمل بموجبها وتحقيقها وتتمثل تلك المهام في الآتي :

أأن يبدأ الدعاة بمناقشة الطالب في المسائل الدينية وتفاسير القرآن ويعلمونه أن مسائل الدين أمور شديدة التعقيد، ولا يستطيع فهمها إلا رجال كالدعاة الذين تبحروا في درسها، ويأخذون عليه العهد بالا يذيع شيئاً مما يعلمونه من النظريات والشروح.

ب‌-يعَلّم الطالب أن كل التفاسير والأحكام التي قال بها المجتهدون السابقون خاطئة، باطلة، وأن الأحكام الصحيحة هي التي يقول بها الأئمة الذين تلقوها من الله.

ت‌-أن هؤلاء أئمة الإسماعيلية وهم سبعة آخرهم محمد بن إسماعيل.

ث‌-إن الأنبياء الذين تقدموا آل البيت سبعة أيضاً هم : آدم ونوح وإبراهيم وموسى والمسيح ومحمد صلى الله عليه وسلم ومحمد بن إسماعيل.

ج‌-يبدأ الدعاة بتنفيذ مهمتهم الحقيقية وهي هدم العقيدة الدينية، فيعلمون الطالب ألا يؤمن بالسنَّة وأن يرفض تعاليم محمد صلى الله عليه وسلم.

ح‌-يسعون إلى إقناع الطالب بأن كل الأديان وما أمرت به من الفروض كالصوم والصلاة وغيرها إن هي إلا أكاذيب وحيل ابتكرت لإخضاع المجتمعات البشرية وأن جميع الشرائع لا بد أن تخضع لشريعة العقل والعلم، ويدللون على أقوالهم بنظريات أرسطو وأفلاطون وفيثاغورس، مما يدل على قوة ارتباطهم وتأثرهم بالفلسفة اليونانية.

خ‌-يلقي الطالب تعاليم الثنوية، وبذلك تهدم عقيدة التوحيد الإسلامية وكل صفات الألوهية.

د‌-يشكك الطالب في حقيقة الرسالة، ويعلم بأن الرسل الحقيقيين هم رسل العمل الذين يعنون الشؤون الدنيوية كالنظم وإنشاء الحكومات المثلى.

ذ‌-ويدخل الطالب إلى حظيرة الأسوار، ويعلم أن كل التعاليم الدينية أوهام محضة  . وهكذا يبدأ الباطنية مع من يدعونه إلى الدخول بمذهبهم فيشككونه في مبادئ الدين ونصوصه وتعاليمه وينتهوا به في النهاية إلى الخروج من الدين بالجملة  .

الدكتور الخطيب يربط بين هذه الأساليب والحيل لهذه الفرقة وبين أساليب ومراحل التدرج عند الماسونية في عصرنا الحاضر، فيقول : والمطلع على أساليب الماسونية في العصر الحاضر، وطرق الدخول فيها، والتكريس الذي تمارسه على الدخول في محافلها، يستطيع أن يقارن بين أساليب الباطنية عموماً وبالأخص الإسماعيلية، وأساليب التكريس الماسوني، بحيث لا نبتعد عن الحقيقة إذا قلنا أن هناك خيطاً رفيعاً يجمع بين الباطنية والماسونية، يمكن أن نرده إلى اليهودية العالمية التي استطاعت أن توجد الباطنية وفرقها في القديم، والماسونية العالمية ومؤسساتها في العصر الحديث  .

من هذا العرض يتضح أن الغاية القصوى من هذه الأساليب والحيل التي أتخذها دعاة الإسماعيلية إثارة الشكوك وزعزعة العقيدة الإسلامية وهدم المبادئ والقيم الاجتماعية والأدبية ومحاربة النظم السياسية  ، وقد كان لتلك الدعوة وما قامت عليه من أسس وتنظيمات سرية دقيقة أثر كبير في نشر المذهب الإسماعيلي، ويعزز أحد دعاة الإسماعيلية المعاصرين هذه
الحقيقة   فيقول : إنه بفضل هذا التنظيم الدقيق انتشرت الحركة الإسماعيلية بشكل لم تعهده أية دعوة في العالم  ، بل إن الحركة في جملتها : مدينة لوجودها حتى اليوم إلى تلك التنظيمات وتلك المراتب. كما يقول عارف تامر .



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن


 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق