إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

161 موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية الفصل الثاني :عهد نور الدين زنكي وسياسته الداخلية المبحث السابع:الإمام عبد القادر الجيلاني وجهوده في الدعوة الشعبية والإصلاح العام: تاسعاً :الخطوط العريضة لدعوته الإصلاحية : 4- إصلاح التصوف :


161

موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية

الفصل الثاني :عهد نور الدين زنكي وسياسته الداخلية

المبحث السابع:الإمام عبد القادر الجيلاني وجهوده في الدعوة الشعبية والإصلاح العام:

تاسعاً :الخطوط العريضة لدعوته الإصلاحية :

4- إصلاح التصوف :

أعطى الشيخ عبد القادر عناية خاصة لإصلاح التصوف، وأعادته إلى مفهوم "الزهد" ثم توظيفه لأداء دوره في خدمة الإسلام وإصلاح المجتمع ولقد تمثلت جهوده في هذا الميدان.

أ - تنقية التصوف مما طرأ عليه :

من انحرافات في الفكر والممارسة ثم رده إلى وظيفته الأصلية كمدرسة تربوية، هدفها الأساسي في غرس معاني التجرد الخالص والزهد الصحيح. ويمثل كتاباه " الغنية لطالبي طريق الحق " وفتح الغيب " خلاصة أفكاره في هذا المجال. ولقد تناول الكتاب الثاني بالشرح ابن تيمية في الجزء العاشر من الفتاوى المسمى " كتاب السلوك " وقّدمه نموذجاً للزهد الذي حث عليه القرآن الكريم والسنة الشريفة، ولم يكن عبد القادر في هذه المهمة يعتمد على البحث النظري أو الحديث والوعظ وإنما طبقه في ميدان التربية العملية في مدرسته ووباطه ( ) .

ب- الحملة على المتطرفين من الصوفية :

حمل عبد القادر في مواعظه وكتبه على من تلسبوا بالتصوف أو شّوهوا معناه، لأن التصوف الصحيح صفاء وصدق لا يتحققان : بتغيير الخرق، وتصفير الوجوه، وجمع الأكتاف، ولقلقة اللسان بحكايات الصالحين، وتحريك الأصابع بالتسبيح والتهليل، وإنما يجيء بالصدق في طلب الحق عز وجل، والزهد في الدنيا، وإخراج الخلق من القلب وتجردهما عمّا سوى مولاه عز وجل ( )، كذلك انتقد ما شاع بين بعض الصوفية من سماع الألحن والرقص وبدع لا تتفق مع الكتاب والسنة وقّرر أن المريد الصادق لا يهيَّجه كلامٌ غير كلام الله وهو في غنى عن " الأشعار والقيان والأصوات وصراخ المدعين، وشركاء الشياطين ركاب الأهوية، مطايا النفوس والطباع، أتباع كل ناعق وزاعق ( ).
ج- محاولة التنسيق بين الفرق الصوفية وإيجاد التآلف بينها : في الفترة الواقعة بني عامي 546ه - 550ه (1151م - 1155م) جرت حركة تنسيق واتصالات بين الطرق الصوفية بهدف توحيد الجهود وتنظيم التعاون ولتحقيق هذا الهدف عقد عدد من الاجتماعات واللقاءات أدت إلى نتائج هامة على المستوى التنظيمي والمستوى النظري، وتصدر الشيخ عبد القادر الزعامة وكان أول الاجتماعات التي استهدفت توحيد القيادة عقد في رباط المدرسة القادرية الكائن في منطقة الحلة في بغداد، حيث حضر الاجتماع ما يزيد على الخمسين من شيوخ العراق وخارجه، وكان الاجتماع الثاني - خلال موسم الحج حيث حضره شيوخ الطرق الصوفية من مختلف أرجاء العالم الإسلامي، حضر هذا اللقاء الشيخ عبد القادر الكيلاني من العراق، والشيخ عثمان بن مرزوق القرشي الذي شاعت شهرته وانتهت إليه المشيخة في مصر، والشيخ أبو مدين المغربي الذي يعود إليه نشر الزهد في المغرب ( ) - في ذاك العصر ) كذلك حضر الاجتماع شيوخ من اليمن حيث أرسل معهم الشيخ عبد القادر رسولاً ينظم أمورهم ( ). وفي نفس الفترة جرت اتصالات بين الشيخ عبد القادر والشيخ رسلان الدمشقي الذي انتهت إليه تربية المريدين ورئاسة المشايخ في الشام ( ) . ثم تلا ذلك اجتماع موسع، حضره جمع كبير من الشيوخ الذين يمثلون مدارس الإصلاح في مختلف أقطار العالم الإسلامي، واستطاع الشيخ عبد القادر الجيلاني أن ينقل التصوف السني إلى حركة منظمة في العراق وعلى مستوى العالم الإسلامي، ولقد ترتب على هذه اللقاءات المستمرة للمشايخ والعلماء آثار هامة منها.

- وحدة العمل لدى مدارس الإسلام عامة فقد أصبح للزعيم الشيخ عبد القادر اجتماعات متوالية مع كبار الشيوخ، يناقشون ما تحيله إليهم المدارس والأربطة في العالم الإسلامي من قضايا ومشكلات.

- إن المدارس والرباطات المختلفة أخذت ترسل إلى المدرسة القادرية النابهين من طلابها والمتقدمين من مرييها الذين ترى فيهم مؤهلات المشيخة في المستقبل، كما فعل الشيخ أبو مدين المغربي حين أرسل أحد مريديه - صالح بن ويرجات الزركالي - إلى بغداد حيث أكمل علوم الفقه وسلوك الزهد على يد الشيخ عبد القادر لإكمال سلوك الزهد وعلوم الإرادة ( ).

- إن إحكام الربط بين تعليم الفقه وسلوك الزهد أدى إلى خفة - بل ربما اختفاء - معارضة الفقهاء وإلى التعاون بين الطرفين، بل صار الفقهاء يجمعون بين الفقه والزهد ويسمون ذلك تكامل الشريعة والطريقة. وهذا الأمر جعل ابن تيمية يعتبر عبد القادر وأقرانه من قيادة مدارس الإصلاح نماذج فريدة في الجمع بين الفقه والزهد، فأطلق عليهم إصطلاح " الشيوخ الكبار المتأخرين " ونوّه في فتاويه بمزاياهم وتجردهم، واستقامتهم ( ) الاتفاق على رؤية مشتركة للعمل والتعاون على تحقيق الأهداف المتفق عليها، وتقليل مساحة القضايا المختلف فيها مع وضع الخلاف في إطاره الطبيعي.

- خروج الزهد من عزلته التي كان فيها في حالة التصوف، وإسهامه في مواجهة التحديات التي تجابه العالم الإسلامي فقد توثقت الصلات بين نور الدين زنكي في دمشق وبين شيوخ مدارس الإصلاح في بغداد وحّران وجبال هكار ودمشق ثم أعقب ذلك تداعي هذه المدارس للعمل مع نور الدين فصلاح الدين، واستمر هذا التعاون حيث أولى السلطانان عنايتهما الفائقة بمدارس الزهد ورباطاتها، وبَنَيا لها فروعاً جديدة وأوقف عليها الأوقاف في المقابل حملت هذه المدارس مسؤولياتها وأخذت دورها في التوجيه المعنوي للجهاد بطريقة فعّالة ناجحه ( ).




يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن 





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق