126
دولة السلاجقةوبروز مشروع إسلامي لمقاومةالتغلغل الباطني والغزو الصليبي
الفصل الرابع
المدارس النظامية في عهد السلاجقة
المبحث الثالث :الإمام أبو الحسن الأشعري :
ساهم الإمام أبو الحسن الأشعري بتراثه وأفكاره التي وضعها في كتبه وبواسطة تلاميذه في نشاط المدارس النظامية التي اعتمدت ما وصل إليه من بحوث في عقائد أهل السنة والردود على المعتزلة والمخالفين لأصول أهل السنة والجماعة.
أولاً : اسمه ونسبه وموطنه ومولده ومكانته العلمية :
1-اسمه ونسبه : هو أبو الحسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن أمير البصرة بلال بن أبي بردة بن صاحب رسول صلى الله عليه وسلم أبي موسى عبد الله بن قيس بن حضار الأشعري اليماني البصري، وكنيته أبو الحسن فالأشعري من أولاد الصحابي الجليل أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
2-موطنه ومولده : ولد أبو الحسن الأشعري في البصرة، وبعد خروجه على الاعتزال غادرها وسكن بغداد، ولهذا يقولون عنه : بصري سكن بغداد ، وأما عن مولده فقد اختلف المؤرخون في تحديد ولادة الأشعري : فابن عساكر يذكر عن أبي بكر الوزان رواية مفادها : أنه وُلد سنة ستين ومائتين ثم يؤكد ابن عساكر صحة هذه الرواية بقوله : لا أعلم لقائل هذا القول في تاريخ مولده مخالفاً . وأما ابن خلكان فيرى أن مولد الأشعري كان سنة سبعين ومائتين ولهذا قال الذهبي رحمه الله : مولده سنة ستين ومائتين، وقيل : بل ولد سنة سبعين ، والمقريزي يذكر أن مولده كان سنة ست وستين ومائتين، وقيل سنة سبعين ولكن أكثر المصادر التاريخية التي ترجمت للأشعري تذكر أنه ولد سنة ستين ومائة .
3-مكانته العلمية وثناء العلماء عليه : كان الأشعري رحمه الله من العلماء الذين حملوا لواء العلم في كل ميادينه وصنوفه، ويعد من العلماء الذين جمعوا بين شتى المعارف والعلوم والفنون .
قال الخطيب البغدادي : أبو الحسن الأشعري المتكلم، صاحب التصانيف في الرد على الملاحدة وغيرهم من المعتزلة والرافضة والجهمية والخوارج وسائر أصناف المبتدعة . وقال الذهبي عنه : العلامة إمام المتكلمين أبو الحسن .. وكان عجباً في الذكاء وقوة الفهم، ولما برع في معرفة الاعتزال، كرهه وتبرأ منه، وصعد للناس، فتاب إلى الله تعالى منه، ثم أخذ يرد على المعتزلة ويهتك عوارهم. قال الفقيه أبو بكر الصيرفي ك كانت المعتزلة قد رفعوا رؤوسهم حتى نشأ الأشعري فحجزهم في أقماع السمسم وعن ابن الباقلاني قال : أفضل أحوالي أن أفهم كلام الأشعري ، وذكر الذهبي عنه أيضاً : ولأبي الحسن ذكاء مفرط، وتبحر في العلم، ويقول : رأيت لأبي الحسن أربعة تواليف في الأصول يذكر فيها قواعد مذهب السلف في الصفات وقال فيها : تمر كما جاءت، ثم قال : وبذلك أقول وبه أدين، ولا تؤول وقال عنه القاضي عياض : وصنف لأهل السنة التصانيف، وأقام الحجج على إثبات السنة وما نفاه أهل البدع من صفات الله تعالى ورؤيته وقدم كلامه وقدرته، وأمور السمع الواردة من الصراط، والميزان، والشفاعة، والحوض وفتنة القبر التي نفت المعتزلة، وغير ذلك من مذاهب أهل السنة والحديث، فأقام الحجج الواضحة عليها من الكتاب والسنة والدلائل الواضحة العقلية، ودفع شبه المبتدعة ومن بعدهم من الملحدة والرافضة، وصنف في ذلك التصانيف المبسوطة التي نفع الله بها الأمة ، وأما ابن عساكر فقد أفرد كتاباً في الدفاع عنه، ومدحه كثيراً، وجعله من المجددين، وذكر الروايات الواردة في مدح قومه وأسرته وكذلك السبكي في طبقات الشافعية، وكان مما قال فيه : شيخنا وقدوتنا إلى الله تعالى الشيخ أبو الحسن الأشعري البصري شيخ طريقة أهل السنة والجماعة، وإمام المتكلمين، وناصر سنة سيد المرسلين والذاب عن الدين، والساعي في حفظ عقائد المسلمين، سعياً يبقى أثره إلى يوم يقوم الناس لرب العالمين، إمام حبر، وتقي برّ، حمى جناب الشرع من الحديث المفترى، وقام في نصرة الإسلام فنصرها نصراً مؤزراً . وغيرهم من العلماء الذين مدحوه وأثنوا على ما قام به من نصر السنة والرد على المبتدعة من المعتزلة وغيرهم .
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق